في الخط الأمامي للمعركة في جنوب أوكرانيا، تقع منطقة ميكولايف في نطاق أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق الروسية الموجودة في مدينة خيرسون المجاورة، وهي أول مدينة مهمة يحتلها الجيش الروسي منذ بدء الغزو.
وقالت روسيا، الثلاثاء، إن قواتها سيطرت بشكل كامل على منطقة خيرسون، بحسب بيان المتحدث باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشينكوف.
وكانت مدينة خيرسون، وهي عاصمة إقليمية يبلغ عدد سكانها نحو 250 ألف نسمة، أول مركز حضري كبير يسقط في أيدي القوات الروسية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ يوم 24 فبراير.
وقال مسؤولون دفاعيون أميركيون إن روسيا يمكن أن تستخدم خيرسون في إطار استراتيجية لتقدم محتمل إلى ميكوليف ثم إلى أوديسا وهما مدينتان استراتيجيتان أخريان في الجنوب.
ميكولايف الساحلية المطلة على البحر الأسود، التي يبلغ عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة، أصبحت الآن عائقا في طريق روسيا للهجوم على مدينة أوديسا، حسبما تقول صحيفة واشنطن بوست.
ورغم مرور أكثر من أسبوع من القصف العنيف، أحبطت القوات الأوكرانية في ميكولايف بشكل ملحوظ التقدم الروسي. ووجهت ضربة كبيرة لخطط الكرملين الواضحة لشن هجوم على أوديسا؛ شريان الحياة الاقتصادي لأوكرانيا.
وبينما تتواجد السفن الحربية الروسية قبالة سواحل أوديسا، يقول مسؤولون محليون إن الروس ربما يؤخرون أي هجوم برمائي حتى يتمكنوا من الحصول على مزيد من الدعم البري من قواتهم في الشرق.
تقول الصحيفة إن ميكولايف أصبحت عقبة حاسمة. وقال حاكم المنطقة، فيتالي كيم، لواشنطن بوست، الاثنين الماضي، إن بعض القوات الروسية قد تعرضت للهزيمة من هنا، وهي موجودة حاليا في خيرسون، على بعد حوالي 64 كم إلى الجنوب الشرقي.
وأظهر الوضع في ميكولايف كيف يمكن لأوكرانيا وقف تقدم روسيا في أجزاء من البلاد، حسبما تقول الصحيفة الأميركية.
تمتلك روسيا جيشا قويا وعتادا متقدما، لكنها تعثرت بسبب ما وصفه المسؤولون الأميركيون باستراتيجية عسكرية ضعيفة وقضايا تتعلق باللوجستيات والإمدادات.
يقول كيم: "القوات الروسية اعتقدت المضي بسهولة عبر هذه المنطقة لعدم وجود عسكري كاف بها. لكننا أظهرنا لهم عكس ذلك، بجنودنا ودفاعنا المدني، لا مجال للتجول على أرضنا".
وقد أصبح كيم شخصية وطنية رئيسية في ميكولايف. ربما بسبب رسائل الفيديو القوية التي يواظب عليها، حيث يخاطب مواطني المنطقة بمرح مع تحديثات قصيرة مماثلة تُنشر على قناته على تيلغرام كل بضع ساعات.
وأحدثت طبيعته المتفائلة في مواجهة الهجوم على مدينته صدى لدى الأوكرانيين، وحولته إلى شخصية مشهورة. عند نقطة تفتيش عسكرية على أطراف المنطقة، علق جندي بأن لقاء كيم الآن "مثل لقاء بايدن".
وقد تكيفت ميكولايف، مثل المدن الأخرى في أوكرانيا، مع زمن الحرب، حيث تنظم نقاط التفتيش الحركات عبر جسور المدينة. فإذا تمكن الروس من تحقيق مكاسب هنا، قد يتم تفجير الجسور لمنع أي تقدم إضافي.
كما جهزت القوات الأوكرانية أكواما من الإطارات حول الشوارع وبجانبها زجاجات أو قنابل حارقة جاهزة لإشعال النيران فيها إذا اقتربت القوات الروسية.
وتصف روسيا هجماتها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة" لتطهير جارتها من النازيين ومنع الإبادة الجماعية، وهو زعم ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون باعتباره ذريعة لهجوم غير مبرر وغير قانوني.