صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

من مقابر داعش الجماعية إلى مقابر الأسد.. رسالة تختصرها قصتان

تشترك، سميرة أحمد، وهي مواطنة سورية، مع، سلطان محمود، العراقي في كونهما من ذوي ضحايا المقابر الجماعية، ولكن سلطان اكتشف رفات ذويه في إحدى المقابر الجماعية، التي خلفها تنظيم داعش في قضاء سنجار، فيما ما زالت سميرة تبحث عن رفات ابنها المفقود منذ عام 2014.

وأعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية بتقرير في 12 ديسمبر الحالي، أن فريقها زار موقعا في حي التضامن جنوب دمشق يومي 11 و12 ديسمبر، ووجد أعدادا كبيرة من الرفات البشرية في موقع مجزرة وقعت في أبريل 2013 وأخرى مبعثرة في أنحاء الحي المحيط.

وقالت المنظمة الدولية إن “حالة المقبرة الجماعية في دمشق وشهادات أشخاص يعيشون في المنطقة المحيطة بها، تشير إلى أن المنطقة مسرح جريمة جماعية وربما كانت موقع تنفيذ إعدامات ميدانية”.

وطالبت المنظمة السلطات السورية الانتقالية باتخاذ خطوات عاجلة لتأمين وحفظ الأدلة المادية في جميع أنحاء البلاد على الجرائم الدولية الخطيرة، التي ارتكبها النظام السوري السابق.

تترقب سميرة أحمد، وهي من محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، المعلومات عن اكتشاف المقابر الجماعية في سوريا وأماكنها وتوقيت فتحها، لتكون حاضرة بحثا عن ابنها، الذي كان طالبا في كلية الطب بجامعة دمشق واعتقل عند أحد حواجز النظام السابق اثناء عودته من دمشق إلى الحسكة عام 2014.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

تقول سميرة لـ”الحرة”: “علمت قبل نحو 5 سنوات أن إبني معتقل في سجن صيدنايا، ولم أتمكن من رؤيته. وبعد سقوط نظام الأسد توجهت إلى سجن صيدنايا، لكن لم أجد اسم إبني بين الذين نشرت أسماؤهم وأسماء المعتقلين في السجن. لا أعلم إن كان إبني لا يزال على قيد الحياة أم انه قتل ودفن في مكان ما، أو أنه نقل إلى سجون أخرى”.

لم تعثر سميرة خلال بحثها في سجن صيدنايا حتى على الوثائق الثبوتية لابنها، التي تقول إنها كانت بحوزته أثناء اعتقاله، لكنها تشير إلى أنها لم تكن الوحيدة التي خرجت من السجن خالية الوفاض، بل المئات من العائلات السورية لم تعثر هي الأخرى على معلومات عن ذويها المفقودين، مضيفة “لا أحد يعلم حقيقة إن كانوا معتقلين في سجون سرية أخرى، أم أنهم قتلوا تحت التعذيب ودفنوا في مقابر جماعية”.

وفي خضم الكشف عن المقابر الجماعية، التي خلفها نظام المخلوع بشار الأسد، يستذكر الشاب الأيزيدي العراقي، سلطان محمود الخرو، الإبادة الجماعية التي نفذها تنظيم داعش ضد الأيزيديين في سنجار وأطرافها عام 2014.

يشير سلطان إلى أن مسلحي التنظيم هاجموا مزرعتهم في ناحية القحطانية التابعة لسنجار، في 3 أغسطس 2014، وقتلوا 7 من أفراد عائلته ودفنوهم في مقبرة جماعية داخل المزرعة واختطفوا 34 طفلا وامرأة من العائلة.

نجا سلطان الذي كان عمره آنذاك 10 سنوات مع عدد قليل من أقاربه، الذين كانوا متواجدين داخل المزرعة وتمكنوا من الهروب إلى جبل سنجار.

عاد سلطان عام 2015 بعد تحرير سنجار المزرعة برفقة القوات الأمنية وتعرف على مكان المقبرة، ويلفت إلى أن هيئة التحقيق وجمع الأدلة في محافظة دهوك التابعة لحكومة إقليم كردستان، هي التي كانت تدير آنذاك ملف المقابر الجماعية وقد سيجت المقبرة وظلت المقبرة مغلقة حتى عام 2023 الذي شهد فتح المقبرة من قبل فريق مشترك من دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية التابعة لمؤسسة الشهداء العراقية ودائرة الطب العدلي واللجنة الدولية لشؤون المفقودين وبإشراف من فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، وانتشلت الرفات ونقلت إلى دائرة الطب العدلي في بغداد لعمل الفحوصات ومطابقة الحمض النووي للتعرف على الضحايا، لكنه لم يستلم حتى الآن رفات ذويه حاله حال معظم ذوي ضحايا المقابر الجماعية في العراق.

وتسير عملية فتح المقابر الجماعية وإجراء الفحص والتعرف على ذوي الضحايا ببطء في العراق، بحسب ذوي الضحايا والمنظمات الدولية والمحلية، ويعاني ملف المقابر الجماعية في البلاد من تراكمات العقود الماضية وضعف الإمكانيات المحلية لفتح المقابر والتعرف على هويات الضحايا.

وأشار مدير عام دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية، ضياء كريم طعمة، لـ”هيومن رايتس ووتش”، في أغسطس الماضي، لأحد أسباب بطء تسليم الرفات لذويهم، موضحا “يعتبر مختبر تحليل الحمض النووي، التابع لدائرة الطب العدلي في بغداد، مختبر الحمض النووي الوحيد الذي يمتلكه العراق وهو المرخص فقط بإجراء التعرف على الحمض النووي للرفات المستخرجة من المقابر الجماعية”.

ويشير سلطان إلى أن غالبية أفراد عائلته، الذين اختطفهم التنظيم حرروا خلال السنوات الماضية ولم يتبق منهم سوى 5 مختطفات، ينتظر معرفة مصيرهن حتى الآن.

ويضيف سلطان لـ”الحرة”، “بعد سقوط نظام الأسد، وبدء الكشف عن المقابر الجماعية في سوريا والبحث عن المفقودين من قبل ذويهم، انتابني نفس شعورهم، عندما كنا نحن ذوي الضحايا في سنجار نترقب تحرير القوات الأمنية لأي منطقة وتكتشف مقبرة جماعية فيها، ونقول بما أننا لا نمتلك معلومات عن ذوينا المختطفين، ربما يكونوا في هذه المقبرة الجديدة أو تلك”، لافتا إلى أن ذوي المفقودين في سنجار مازالوا يتابعون يوميا أخبار المقابر الجماعية في العراق، وحالما تكتشف أي مقبرة يهرعون لها سريعا ليروا الأسماء بحثا عن مفقوديهم.

ولم تتوقف رحلة سلطان للبحث عمن تبقى من أفراد عائلته المفقودين عند المقابر الجماعية في العراق، لأنه بدأ يتقصى أخبار المقابر المكتشفة في سوريا أيضا عن طريق أصدقائه، بحثا عمن تبقى من أفراد عائلته المختطفين.

ويدعو سلطان ذوي ضحايا المقابر الجماعية والمفقودين في سوريا إلى مساندة بعضهم البعض واللجوء إلى الطرق القانونية والدستورية والحكومة المحلية والمنظمات الدولية الإنسانية المختصة لمعرفة مصير ذويهم.

ويضيف “دون العمل المنظم من الصعب الحصول على أي معلومة عن ذويهم، كما ينبغي عليهم توفير عينات من الدم في دائرة الطب العدلي من أجل إجراء فحص الحمض النووي، وتوفير معلومات دقيقة عن الشخص المفقود وتاريخ فقدانه، لتسهيل عمليات البحث والكشف عن مصيرهم، وإذا كانوا يشكون بوجود مقبرة جماعية في أي مكان عليهم فورا إبلاغ الجهات المعنية عنها”.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading