صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

من فينيقيا إلى جبل لبنان: تاريخ وجودٍ وهويةٍ تسبق كل كيان

بقلم : شربل نوح - «من فينيقيا إلى جبل لبنان»… مقال يوثّق تاريخًا أقدم من كل الكيانات الحديثة، عن حضارة صنعت هويتها منذ آلاف السنين، وعن الموارنة الذين رسّخوا وجودهم في هذه الأرض قبل أي تقسيم أو غزو لاحق.

منذ فجر التاريخ، شكّل الساحل اللبناني وجبل لبنان مركز ثقل حضاري وثقافي يندر له مثيل. هنا تتابعت أجيال، وشُيّدت ممالك، وتولّدت أفكار، خلقت هوية ضاربة بجذورها في عمق آلاف السنين، أقدم من أي تقسيم سياسي لاحق.

الفينيقيون… الإرث الأول

من جبيل إلى صيدا وصور، على هذا الساحل قامت الحضارة الفينيقية منذ الألف الثالث قبل الميلاد.
هؤلاء الروّاد لم يكتفوا بصناعة السفن وتسييرها عبر المتوسط، بل ابتكروا الأبجدية الفينيقية التي مهّدت لاحقًا للأبجديات اليونانية واللاتينية.
صدّروا خشب الأرز، وعقدوا التحالفات، وأسّسوا مراكز تجارية من قبرص حتى قرطاج وإسبانيا.

هنا إذًا، قبل ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، تأسست مدن وحضارة سبقت كل ما جاء بعدها، ولم يكن هناك لا «بلاد شام» ولا أي تصنيف آخر.

جبل لبنان… معقل الحرية والخصوصية

ثم مع انبلاج القرن الرابع الميلادي، بدأ الموارنة يشقّون طريقهم الخاص في هذه الجغرافيا.
أبناء الرهبنة المارونية المستقلة، تركوا السهول المضطربة وصعدوا إلى جبل لبنان ليبنوا مجتمعهم الروحي الحر منذ القرن الرابع، أي قبل ظهور الفتوحات الإسلامية بقرنين كاملين.

  • في هذه الجبال، صمدوا أمام الاضطهاد البيزنطي، ثم لاحقًا أمام الغزوات الإسلامية والمملوكية والعثمانية.

  • رسخوا وجودهم السياسي والاجتماعي الخاص، مؤسسين طورًا بعد طور «جمهورية جبل لبنان» التي سبقت أي نموذج وطني حديث في الشرق.

الموارنة… الامتداد العضوي لحضارة الساحل والجبل

إذا كان الفينيقيون أصل هذا الساحل وحضارته البحرية والتجارية، فإن الموارنة هم الامتداد الطبيعي لهذا الإرث في الجبل، حيث أعادوا تشكيل الخصوصية الثقافية والروحية لهذا المكان على مدار أكثر من 1600 سنة.

الموارنة ليسوا ضيوفًا ولا جماعة «لاجئة» كما يلمّح البعض، بل مكوّن أصيل ومتجذّر في هذه الأرض منذ قرون طويلة سبقت الإسلام وسبقت كل الكيانات السياسية اللاحقة.

 و«بلاد الشام»؟ مجرّد صياغة لاحقة

مصطلح «بلاد الشام» ليس هوية تاريخية أصلية لهذه الأرض.
هو تسمية إدارية ابتدعها العباسيون ثم العثمانيون لاحقًا لتقسيم ولايات وإخضاع مناطق شاسعة تحت مركز حكم واحد، لا أكثر.

أما جبال لبنان ومدن الساحل، فظلت تحافظ على شخصيتها الحضارية والثقافية المستقلة منذ الفينيقيين مرورًا بالموارنة حتى اليوم.

من الفينيقيين في الساحل، إلى الموارنة في الجبل، تكوّنت هنا هوية أقدم من أي كيان حديث، وأعرق من كل تقسيم لاحق.

حضارة صُنعت بالعرق والدم، حافظت على نفسها رغم قرون الطمس والقمع، ولاتزال حتى اليوم تؤكد بوضوح:
«نحن أبناء هذه الأرض، جذرها وامتدادها…

مراجع :

  • Glenn E. MarkoePhoenicians

  • Maria Eugenia AubetThe Phoenicians and the West

  • Josephine QuinnIn Search of the Phoenicians

  • Kamal SalibiA House of Many Mansions: The History of Lebanon Reconsidered

  • Matti MoosaThe Maronites in History

  • Philip HittiHistory of Syria including Lebanon and Palestine

  • William HarrisLebanon: A History, 600-2011

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading