المعلومات المتساقطة، تشير إلى عزم فرنسا فتح صفحة جديدة في تعاطيها مع الاستحقاق الرئاسي، وفي تقدير قناة «إم تي في» أن باريس تخلت عن معادلة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة، بعدما ثبت لها أنها غير قادرة على تسويقها، لا مسيحيا ولا لبنانيا، ولا إقليميا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سيكون بوسع لودريان، الآتي مزودا برصيد عربي ودولي، وخماسي ضمنيا، إقناع طرفي الصراع في لبنان بأفكاره الفرنسية المستجدة؟ وتاليا في إقناع رئيس مجلس النواب نبيه بري بتحديد موعد جلسة انتخابية جديدة، ما لم تكن الأجواء مناسبة لـ «الثنائي» وحلفائه؟
النائب قاسم هاشم، عضو «كتلة التنمية والتحرير»، يقول إن الرئيس بري ليس في وارد مثل هذه الدعوة، إنما ينتظر نتائج الاتصالات الخارجية، ما يعني ان رئيس المجلس ومعه الممانعون الآخرون، لن يسمحوا بالدعوة لجلسة انتخابية، غير مضمونة لصالحهم، حتى لا يضطروا إلى تكرار مهزلة الانسحاب من قاعة المجلس، تهربا من الدورة الانتخابية الثانية، وإلى التكلفة السياسية وغير السياسية التي لحقت ببعضهم، لقاء منع وصول المرشح جهاد أزعور إلى 65 صوتا في الدورة الأولى، كما كان يخطط المعارضون، وفق معلومات الرئيس بري.
ويبدو أن «حزب القوات اللبنانية» ليس متفائلا بالمستجدات المنتظرة، ويرى نائب رئيس «القوات» النائب جورج عدوان أن «كل من ينتظر الخارج في موضوع الرئاسة، سينتظر طويلا».
وعن الانتخابات النيابية المبكرة التي تحدث عنها نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، قال عدوان إن من يعطل المجلس النيابي لا يمكن أن يطالب بانتخابات مبكرة، متحدثا عن اجتماعات حكومة تصريف الأعمال للضرورة فقط، وأضاف لنبدأ في تطبيق الدستور ونعمل دورات انتخابية متتالية.
النائب سيزار أبي خليل، عضو «تكتل لبنان القوي»، انتقد «حزب الله»، معتبرا أن الكلام عن وحدة «التيار الوطني الحر» استهداف للتيار المتماسك، وأن التصريحات التي صدرت كذبت الشائعات التي انتشرت، وقال: بقاء فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية يقابله بقاء جهاد أزعور، كمرشح شرعي وطبيعي، وأنه بدلا من احتفال البعض بانتصارات وهمية، علينا الذهاب للتحاور والاتفاق على خارطة الطريق. وعن علاقة التيار بـ «حزب الله» قال أبي خليل: «وقفنا وقفات كبيرة مع الحزب، كلفتنا كثيرا، وكلفتنا جماهيريا».
«حزب الله»، وبحسب رئيس «تكتل نواب بعلبك الهرمل»، حسين الحاج حسن، اعتبر أن التصويت للمرشح أزعور، من دون رؤية سياسية، هو مزيد من هدر الوقت، وقال: «إن انتخاب الرئيس يكون بالتفاهم والحوار والتوافق، وليس بالتقاطع على مرشح، بعضهم كان قد وضع فيتو عليه، وبعضهم كتب فيه كتبا، وبعضهم قال انه غير مقتنع، وآخرون قالوا انهم تجرعوا السم». وأضاف: «نحن مقتنعون بمرشحنا (فرنجية) وأنتم غير مقتنعين بمرشحكم الذي تقاطعتم عليه (أزعور)».
وقال النائب حسن الجشي، عضو «كتلة الوفاء للمقاومة»: «إن الأوطان تبنى بالحوار والتعاون والتفاهم لا بالتقاطعات». وأضاف، خلال افتتاح نادي جويا للفنون القتالية: «علينا أن نتفهم هواجس وظروف بعضنا البعض»، ومثله أكد على أولوية الحوار كمدخل للوصول إلى انتخابات رئاسية جدية، كل من نواب الحزب: إبراهيم الموسوي، حسن عز الدين وعلي فياض.
بالمقابل اعتبر رئيس «حركة التغيير» المحامي إيلي محفوض أن «الشغور في السفارات اللبنانية، وفي أكبر العواصم العالمية كواشنطن، ولاحقا باريس، فصل من فصول إسقاط المؤسسات، وها هم يسعون إلى رئيس يشبه «المؤسسة» الفاسدة، قراره في حارة حريك وليس في بعبدا».
من جهته، متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة تناول، في قداس الأحد، الموضوع الرئاسي، قائلا: «12 جلسة لانتخاب رئيس لم تكن سوى عمليات إجهاض تمنع إنقاذ بلد يكون وطنا لجميع أبنائه»، سائلا: «هل ضياع صوت أمر عادي لا يستحق الوقوف عنده؟».