وفيما ربط البعض ما حصل بالعلاقة المتوترة والكيدية بين مرجعية وزير المال الممثلة بالرئيس نبيه بري ومرجعية وزير الخارجية الممثلة بالرئيس السابق ميشال عون، أصدر المكتب الإعلامي في وزارة المالية بياناً جاء فيه “توضيحاً للغط الدائر حول تمويل سفر وزير الخارجية والوفد المرافق، إن التأخير الذي حصل لا تتحمل مسؤوليته وزارة المالية، لأن هذا التأخير في تأمين كلفة التغطية ناتج عن إغفال في لحظ الاعتماد المتوجب العمل على إعداده من قبل الجهات الإدارية في وزارة الخارجية وحتى عن متابعة معاملاتها التي على أساسها يتسنى لوزارة المالية صرف المبلغ المطلوب، علماً أن مديرية المالية العامة قد وقعت قراراً أجازت فيه لمديرية الخزينة دفع سلفة طارئة قدرها مليار ليرة لبنانية في 18 تموز/يوليو 2023 وهي سلفة قادرة على تغطية كلفة السفر البالغة 9.092 دولار أمريكي”.
إلا أن البعض تحدث عن أسباب أخرى أرجأت سفر وزير الخارجية وترتبط بتلقي بو حبيب رسالة أمريكية تبلغه بعدم توفير حراسة أمنية له، وفُهم من ذلك أنها رسالة لعدم الذهاب إلى نيويورك وعدم فتح مواجهة بشأن التمديد لقوات الطوارئ الدولية.
ومن المعلوم أن السلطات اللبنانية تسعى لإلغاء التعديل الذي أدخل على مهام قوات “اليونيفيل”، العام الماضي، والذي منحها صلاحيات أوسع، غير أن أوساطاً دبلوماسية تستبعد نجاح لبنان في إلغاء هذا التعديل خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة في الجنوب من قتل جندي إيرلندي إلى إطلاق صواريخ مروراً باعتراف حزب الله بامتلاكه ترسانة عسكرية بما يتعارض مع القرار 1701.
في الشأن الرئاسي، أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل “أن التيار مثلما لم يقبل في عام 2016، لن يقبل اليوم أن يفرض أحدٌ عليه وعلى المسيحيين رئيساً مارونياً خارجاً عن تمثيله ووجدانه وقناعاته، فإما أن يأتي رئيس من عمق وجداننا وقناعتنا، أو أن تسنّ قوانينَ وإصلاحات أهم منه”.
وأوضح “أن العمل جارٍ اليوم على سنّ قانون لامركزية موسعة يصحح الإنماء المناطقي، وقانون صندوق ائتماني يصحح الإنماء الوطني، ومع مشروع بناء الدولة يصبح للبنانيين منظومة قوانين ونظام يسمح لهم بالعيش برفاهية وبكرامة وهكذا ينتهي زمن الخدمات السيئة للمواطنين وزمن اللاعدالة في الجباية واللامساواة في الضريبة، وكل من يدفع للدولة حقوقها وخدماتها يحصل منها على الخدمة الجيدة القوية والعادلة”.
وفي إشارة إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، سأل باسيل “الذين يقولون إن تلك الحقوق ليست منّة من أحد، لماذا صمتوا طيلة 33 سنة ولم يُسمع صوتهم عندما أقرّت، واليوم وعندما بدت الفرصة سانحة للتيار لتحصيلها أصبحت حقوقاً مستحقة وبلا قيمة، فليذهبوا لتحصيلها إذًا”.
أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فواصل انتقاده التلطي وراء الحوار لعدم انتخاب رئيس جمهورية، وقال “من أجل التمادي في هذه الحال يُعطل المسؤولون بما لهم من نفوذ، انتخاب رئيس للجمهورية يَضع البلاد على الخط السليم. وتراهم يتسترون وراء الحوار والتوافق، فيما الحل واحد ودستوري وهو الدخول إلى قاعة المجلس النيابي وإجراء الانتخابات الرئاسية بين المرشحين الذين باتوا معروفين. فتكون كلمة الفصل في التصويت وفقًا للمادة 49 من الدستور. وهكذا يضعون حدًّا للمهزلة التي شوّهت وجه لبنان الديموقراطي البرلماني الحضاري”.
تزامناً، استحضر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميّل ذكرى انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية الذي يصادف في 23 آب 1982 والذي لم يتسلّم مسؤولياته بسبب اغتياله في 14 أيلول/سبتمبر. فكتب الجميّل على منصة “إكس”: “المساومات وأوراق الاعتماد ما بحياتن وصّلوا رئيس ناجح، بل وصّلوا رؤساء تسوية وقراراتهم بالتراضي. ب 23 آب 1982 بشير كان رمز القرار الوطني والخيار الذاتي لشعب ووطن أراد تقرير مصيره. 23 آب ذكرى انتخاب البشير وولادة مشروع الوطن اللي ما بساوم وما بيرضي حدا. 23 آب بداية حلم الجمهورية اللي بعد ما تحقّق”.