يلتئم اجتماع سفراء الخماسية العربية والدولية اليوم الاربعاء، في مقر السفارة الاميركية في عوكر شرق بيروت، للبحث في آليات التحرك الجديدة بعد فترة انقطاع طالت لنحو شهر ونصف الشهر، من دون تعليق آمال كبيرة على حراكها الجديد، طالما ان المواقف الداخلية كما العوامل الخارجية لم تتغير في اتجاه ايجابي.
وأوضح مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت لـ «الأنباء» ان «اللجنة الخماسية التي عندما تشكلت على المستوى الوزاري، لم يكن السبب الرئيسي الوضع اللبناني ببعده المتمثل بأزمة الاستحقاق الرئاسي، انما تشكلت لاهتمامات واهداف أخرى، ودخلت عليها الرئاسة كأمر واقع. لذا نجد أنها في تركيبتها الحالية غير مؤهلة لحل أزمة الرئاسة، وجل ما تقدر عليه هو المساعدة والقيام بتحرك يشمل كل القوى السياسية وغير السياسية».
وقال المصدر: «لو ان هدف تشكيل الخماسية في الأساس كان انجاز الاستحقاق الرئاسي، لكان من الطبيعي ان تضم ممثلين عن دول اخرى معنية مباشرة بالوضع اللبناني ومنها ايران. من هنا نجد وفق التركيبة الحالية للجنة، ان كل دولة لها رأي مغاير عن رأي الدول الاخرى، وتقارب كيفية الخروج من أزمة الرئاسة من زاوية مختلفة، والولايات المتحدة الاميركية هي الأقل اهتماما بهذا الملف وتقدم عليه ملف الجنوب، تليها فرنسا التي كل همها اقتناص دور ايا كان هذا الدور. بينما الدول العربية هي الاكثر تحفيزا وتشجيعا للأفرقاء اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، الا ان الامر ينقصه إشراك ايران كي تسلك الأمور طريق الانجاز بسرعة أكبر».
وأضاف المصدر: «التعفف الايراني في الملف الرئاسي هو كلام لا ينطبق على حقيقة الامر. وتسعى طهران إلى إشراكها في العمل على هذا الملف، لتبرهن على انها قادرة على جعل انجاز الاستحقاق الرئاسي امرا هينا. واذا لم يحصل تفاهم على كيفية إشراك ايران، فكل الخشية من ان يكون طريق الخروج من الأزمة السياسية في لبنان وعلى رأسها انتخاب الرئيس طويلا».
وأشار المصدر إلى ان «ما قد يعمق الأزمات المتراكمة في لبنان، احتمال وجود ضوء اخضر أميركي وغربي لإسرائيل بتحويل منطقة جنوب الليطاني إلى غزة ثانية. لذا نجد ان الجهود مبذولة لمنع الوصول إلى هذا الخط الاحمر، حتى لا تتحول الحرب الحدودية (بين«حزب الله» وإسرائيل) إلى إقليمية. والوقت المتاح لتجنب الحرب هو نهاية شهر يونيو، اي قبل تلاشي الاهتمام الاميركي بقضايا المنطقة نتيجة الدخول في العد العكسي للانتخابات الرئاسية الاميركية. وبالتالي حتى هذا الموعد، اما ان تذهب الأمور إلى حرب او إلى تسوية».
ولفت المصدر «إلى انه في حال الذهاب إلى تسوية، فإن ملف الاستحقاق الرئاسي يصبح قابلا للانجاز. وحتى ذلك الحين، فإن سفراء اللجنة الخماسية سيستمرون في عملية المشاغلة السياسية للأفرقاء في لبنان، على قاعدة تقطيع الوقت، حتى يحين الأوان الدولي والإقليمي لانتخاب رئيس جمهورية تنطبق عليه مواصفات المرحلة بتحدياتها ومتطلباتها».