فيما يستمر مسلسل الشغور الرئاسي في لبنان، حذرت أوساط خليجية في تصريحات لـ”السياسة” من أن حوار أيلول / سبتمبر المقبل قد يكون الفرصة الأخيرة للبنانيين للخروج من المأزق، وإلا الهيكل سينهار على رؤوس الجميع.
واشارت المصادر إلى أن دول مجلس التعاون تراقب عن كثب تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان الذي يعاني فراغاً مؤسساتياً مخيفاً، ينذر بمضاعفات لا تحمد عقباها إذا بقي الوضع على ما هو عليه، مطالبة المسؤولين اللبنانيين بحزم أمرهم، والكف عن سياسة التعنت وفرض الشروط، في ظل الانهيارات التي طالت كل شيء نتيجة تمدد الشغور إلى معظم مؤسسات الدولة، داعية إلى ضرورة التعامل مع هذا الوضع بأعلى درجات المسؤولية، وتهيئة المناخات التي تقود إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي ليستعيد لبنان عافيته، ويكون قادراً على مواجهة الاستحقاقات التي تنتظره على أكثر من صعيد.
وفي حين أكدت مصادر نيابية في تكتل “لبنان القوي” لـ”السياسة” أن خطوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بجمع عدد من الوزراء في بكركي لن تغير في واقع الأمر شيئاً، وانه حاول فقط امتصاص غضب بكركي، أعرب الرئيس ميشال سليمان عن أمله في أن تستجيب الكتل النيابية والاحزاب التي ينتمي إليها الوزراء الذي حضروا لقاء الديمان والذين لم يحضروا، لدعوة البطريرك الى النزول الى مجلس النواب وانتخاب احد المرشحين المعلنين.
واكد الرئيس سليمان أنه لا مكاسب في انتظار لودريان او التفاهمات العالمية، فالمواقف التي ستتخذ تحت المظلة الدولية يمكن اخذها الان تحت مظلة الدستور واتفاق الطائف وعلى قاعدة “خير البر عاجله”.
إلى ذلك، اوضح النائب فؤاد مخزومي ان المجموعة الحاكمة بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري رافضة فكرة ان يأتي رئيس للبنان، مشيرا إلى ان مفاصل الدولة ممسوكة و”حزب الله” وحلفاؤه يريدون فرض رئيس على اللبنانيين والمعارضة لن تقبل ذلك، وترفض تكرار التجارب السابقة، مؤكدا أن من يعطل الانتخابات الرئاسية معروف للجميع.
وفي السياق، كشف النائب غسان سكاف، عن تواصل الجميع مع “حزب الله” سواء بالسرّ أو بالعلن لانه فريق مؤثر داخلياً للوصول إلى تلاقٍ وطني. وقال، “الجميع بانتظار عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، والسؤال الأهم لماذا انتظار أيلول وليس الأسبوع المقبل، والمفارقة أننا لم نسمع أي اعتراض من المعارضة على انتظار أيلول الذي سيشهد الخطر الأكبر بانهيار البلد”.
على صعيد آخر، أعلن عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبد الله على منصة “إكس”، أن مفوض الحكومة لدى مجلس الانماء والاعمار زياد نصر، ابلغه موافقة الصندوق الكويتي على التعديلات التي تم طلبها، لاستكمال مشروع جر مياه آبار بسري الى اقليم الخروب ومن ضمنها اعتماد بئرين بدل الأربع المقررة سابقا، بعد تبدل الأسعار والتكلفة، مضيفا أنه سيطلب من المتعهد الإسراع في التنفيذ.
أمنياً، يسود توتر شديد في بلدة عين إبل الجنوبية، بعد أن تبيّن أن المسؤول في القوات اللبنانية إلياس الحصروني الملقّب بـ”الحنتوش” قد توفّي نتيجة كمين تعرّض له، حيث خُطف وقتل وألقيت جثته في أحد الأحراج، وقال رئيس بلدية عين إبل عماد للوس إن “فيديوهات وكاميرات المراقبة اوضحت أن هناك عملية خطف منظّمة، ونحن بانتظار التحقيقات التي تقوم بها شعبة المعلومات”، مضيفا أن “الخاطفين يظهرون بشكل شبه واضح في الفيديوهات حتى السيّارات وألوانها”، مشيرا إلى أن شعبة المعلومات يمكنها إذا كانت تملك تقنيات حديثة أن تتعرّف على أرقام السيّارات ووجوه الخاطفين بسرعة.
