حذر مسؤول إسرائيلي بارز من أن إسرائيل “أقرب من أي وقت مضى” من حرب مع حزب الله اللبناني وأخرى إقليمية محتملة، وفق ما نقلته شبكة “إي بي سي” الأميركية.
ومع اندلاع الصراع الدائر منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي، تبادل الجيش الإسرائيلي مع حزب الله القصف عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما تسبب في مقتل نحو 15 إسرائيليا، و171 شخصا من أعضاء حزب الله ومواطنين لبنانيين، وفق بيانات رسمية نقلتها “إيه بي سي”.
وذكرت الشبكة الأميركية أن مسؤولا في الجيش الإسرائيلي، أوضح أن هناك “عشرات الآلاف من قوات الجيش وحوالي 60 ألف جندي احتياطي، منتشرين شمالي إسرائيل”.
وأجلت إسرائيل نحو 100 ألف من مواطنيها من البلدات الشمالية، ونزح عشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين الذين يعيشون قرب الحدود، بعد اندلاع القتال.
وعاد المسؤول الإسرائيلي وأكد للشبكة الأميركية أنه خلال اجتماع مجلس الحرب يوم 11 أكتوبر، كان أغلب الوزراء الإسرائيليين، ومن بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت، قد ضغطوا من أجل توجيه ضربة استباقية في لبنان، لكن كان هناك رفض من بعض الحضور، ومنهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل “استخدمت قنوات خلفية للتواصل مع زعيم حزب الله في لبنان حسن نصر الله”، حيث تم توجيه “رسائل له مفادها أنه أخطأ في حساباته حينما بدأ هجمات على إسرائيل في الثامن من أكتوبر”، موضحا أنه تم تحذيره أيضا من “استفزاز” إسرائيل، وتهديده بـ”رد انتقامي”، وفق الشبكة الأميركية.
كما قال المصدر إن التقييم الإسرائيلي يشير إلى أن حزب الله يحاول بشدة تجنب حرب واسعة النطاق مع إسرائيل، وهو نفس الأمر الذي يريده داعموه في إيران.
وكان الوزير ورئيس الأركان الإسرائيلي السابق، غادي أيزينكوت، قد صرح بوقت سابق هذا الشهر، للقناة 12 الإسرائيلية، أنه “منع إسرائيل من مهاجمة حزب الله في لبنان بشكل استباقي في الأيام التي أعقبت هجوم حماس” في السابع من أكتوبر.
وقال في التصريحات التي نقلتها رويترز، إن إسرائيل “كانت على وشك توجيه ضربة لحزب الله، على الرغم من أن الجماعة لم تكن قد أطلقت النار بعد على إسرائيل”. وأضاف أنه أقنع المسؤولين في حكومة الحرب بـ”تأجيل تلك الخطوة”.
وتابع أيزينكوت: “أعتقد أن وجودنا هناك منع إسرائيل من ارتكاب خطأ استراتيجي فادح”.
وأشار كل من حزب الله وإسرائيل إلى رغبتهما في تجنب الحرب، لكنهما في الوقت نفسه، يقولان إنهما على استعداد للقتال إذا لزم الأمر.
وأدى هجوم 7 أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف نحو 250 شخصا خلال الهجوم أطلق سراح 100 منهم في نهاية نوفمبر خلال هدنة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
وردا على الهجوم، بدأت إسرائيل “للقضاء” على حماس عملية عسكرية واسعة النطاق خلفت أكثر من 26 ألف قتيل، الغالبية منهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.