مراوحة سياسية داخلية تشهدها الساحة اللبنانية في انتظار جلاء الأمور في غزة وانعكاسها تاليا على جبهة الإسناد اللبنانية. وعندها يعول على تكثيف التحرك الدولي بمواكبة عربية للدفع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني، من خلال تقريب وتضييق مساحات الاختلافات الكبرى بين الأفرقاء.
وحتى ورود إشارات إيجابية من الساحة الفلسطينية، وهذا ما يبدو مستبعدا، تبقى الأمور على حالها في الداخل اللبناني، لجهة تعليق رئيس مجلس النواب نبيه بري الدفع باتجاه عقد لقاءات تشاور، في مقابل رفض فريق أساسي تقوده «القوات اللبنانية» طلب بري، من بوابة عدم القبول بتكريس عرف يسبق الانتخابات الرئاسية، بجعل الاستحقاق الرئاسي خاضعا لوصاية مسبقة قبل جلسات الانتخاب. إلا ان الصالونات السياسية تشهد نقاشات حول «سلة كاملة» ترافق إنجاز التسوية الرئاسية، وتتضمن الاتفاق على تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة وتوزيع الحصص الوزارية، وتثبيت توزيع وظائف الفئة الأولى الشاغرة منذ أمد.
وفي النقاشات بين مرجعيات لبنانية وديبلوماسية عربية وأجنبية، تحديد مواصفات رئيسي الجمهورية والحكومة، لجهة انسحاب مواصفات الأول على الثاني، كاختيار رئيس للجمهورية من مرشحي الخيار الثالث، يقابله رئيس للحكومة يحظى بقبول من الجميع، ولا تقتصر تسميته على فئة معينة، كالتسمية الحصرية للشخصية المكلفة رئاسة الحكومة من «نادي الرؤساء السابقين للحكومة» كما حصل منذ استقالة الرئيس سعد الحريري اثر احتجاجات أكتوبر 2019 غير المسبوقة في تاريخ البلاد.
وفي هذا السياق، يتم التداول بأسماء شخصيات بينها رئيس سابق للحكومة هو الرئيس تمام سلام، إلى مجموعة من الجدد موزعين مناطقيا بين طرابلس وبيروت وصيدا وإقليم الخروب والبقاع.
كما استحوذ موضوع تمديد خدمات قائد الجيش العماد جوزف عون سنة أخرى إضافية بعد بلوغه سن التقاعد القانوني على حيز واسع من النقاشات، برفض فريق مسيحي كبير تسنده مرجعية روحية كبرى، قيام حكومة تصريف الأعمال بالتعيين في هذا المنصب الحساس، إلى رفض شغور الموقع من صاحبه الأصلي وتعريض التوازن في إدارة شؤون البلاد إلى خلل كبير من الناحية الطائفية، بعد شغور موقعين مارونيين كبيرين هما رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان.
في الشق الميداني الجنوبي، كشف مصدر أمني لبناني غير رسمي لـ «الأنباء» عن تدخل الطيران المروحي الإسرائيلي للمرة الأولى مند إطلاق جبهة المساندة في 8 أكتوبر، ليل الثلاثاء الماضي بمواكبة من الطيران المسير والطيران الحربي.
وأفاد المصدر بأن الطيران المروحي حلق على علو منخفض فوق مجرى نهر الليطاني في القطاع الأوسط. ولم يشأ الرد على سؤال عن طبيعة المهمة التي استدعت تدخل الطيران المروحي، وما إذا كان ذلك حصل لإجلاء قوة مشاة عسكرية إسرائيلية راجلة توغلت في الخطوط اللبنانية لتنفيذ مهمة ما، وتمت الاستعانة بالطيران المروحي لسحب أفرادها، علما ان قصفا مدفعيا مركزا من المواقع الإسرائيلية المقابلة لمجرى النهر استهدف القطاع الأوسط في تلك الليلة.
كما كشفت معلومات خاصة بـ «الأنباء» عن ان «حزب الله» وبعد إسقاط دفاعاته الجوية طائرات استطلاع إسرائيلية عدة، لم يبادر إلى استهداف الطائرات المعادية في الفترة الأخيرة، إذ واكبت الطائرات الحربية الإسرائيلية طائرات الاستطلاع، لتأمين غطاء جوي لها، واستهداف مناطق يرصد منها إطلاق صواريخ أرض – جو ضد الطائرات الإسرائيلية.
في المقابل، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع المسؤولين في واشنطن، تحقيق ما عجز عنه أمام الكونغرس، على رغم كل محاولاته مخاطبة مشاعر الأميركيين من خلال القول: «اننا نواجه أكبر عدو للولايات المتحدة، ونحن لا نحمي أنفسنا فقط بل نحمي الأميركيين»، مشبها ما حصل في السابع من أكتوبر 2023، بما حصل في 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
وفي الوضع اللبناني، قال نتنياهو ان «حزب الله» يهاجم إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر وتسبب بتهجير 80 ألف مقيم من الشمال، «ونحن ملتزمون بإعادتهم، علما اننا نفضل الديبلوماسية، ولكن سنفعل ما يجب فعله لضمان الأمن شمالا».
وكان «حزب الله» وجه رسالة إلى نتنياهو قبل دخوله إلى الكونغرس من خلال نشر فيديو للمسيرة «الهدهد» الذي صور قاعدة «رامات ديفيد» الجوية التي تبعد 40 كيلومترا عن الحدود مع لبنان.
في التطورات العسكرية، قصفت المدفعية الإسرائيلية أمس أطراف بلدة كفرشوبا، مانعة عناصر الدفاع المدني اللبناني من إخماد الحريق الذي أشعله القصف على المنطقة فجرا. كما نفذت مسيرة إسرائيلية، عدوانا جويا بصاروخ موجه على أطراف بلدة كفرشوبا. وظهرا أغارت مسيرة إسرائيلية على محيط جبانة بلدة رب ثلاثين، حيث أفيد عن سقوط قتيل ووقوع إصابات.
وفي خطوة متصلة بعدم استقرار الوضع الأمني في منطقة بعيدة عن ميدان العمليات جنوبا، أعلنت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نقل حفلة واحدة اقتصرت عليها أنشطة المهرجانات التاريخية هذه السنة، من قلعة بعلبك إلى مسرح فرقة «كركلا» في سن الفيل (سنتر ايفوار) بالمتن الشمالي. وأطلقت على الحفلة اسم «أوتار بعلبك»، وتتضمن جزأين، أولهما عزف لشربل روحانا وفرقته السداسية، والثاني عزف للثلاثي جبران وفرقته الموسيقية.
وذكرت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية في بيان «ان رمزية المكان تبرز التضامن الثابت بين مسرح كركلا العريق ولجنة مهرجانات بعلبك الدولية».