المحاور الداخلية في لبنان على هدوئها، بانشغال الأوساط السياسية بمراجعة وتقييم مرحلة زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان العازم على العودة الى لبنان خلال يناير المقبل، في زيارة خامسة للاستطلاع والمتابعة، وعلى أمل أن تكون قد حلت مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون او تأجيل تسريحه في العاشر من يناير، وذلك لأسباب محض شخصية يحاول التيار الوطني الحر تغليفها بالذرائع القانونية.
وقد اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الاحد من بكركي امس ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية جريمة موصوفة، وقال: «لا أحد في لبنان يريد امتداد الحرب الى الجنوب وأهلنا اللبنانيين الآمنين هناك، وإذا امتدت الى الجنوب لا سمح الله لا احد يعرف اين تتوقف وما ستخلف من ضحايا ودمار، ونصلي لله كي يبعدها عنا»، معتبرا انه «لا يمكن ان يرغم الشعب اللبناني على تحمل أوزار حرب ليس لهم فيها أي شيء».
وتمنى أن يدرك المسؤولون في لبنان انهم ملزمون بثلاثية السماع والتأمل والنطق للخروج من شرنقة مصالحهم والتلاقي من اجل البحث في اسباب التعثر واللاثقة المتبادلة.
ورأى أن «عدم انتخاب الرئيس وإقفال القصر الجمهوري جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسسات الدستورية والادارات العامة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري».
بدوره، متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قال في عظة الأحد «علينا ألا نيأس في هذا البلد من المناشدة والطلب، لعل صوتنا يصل إلى آذان تسمع أنين شعب رازح في الفقر واليأس، يتخبط في قاع اللجة. الرب يسمع صوتنا، وفي الوقت المناسب سيسمح بوجود مسؤولين تخلوا عن أناهم ومصالحهم ووضعوا مصلحة البلد فوق مصالحهم، يخدمون هذا الشعب ويترأفون عليه وينقذونه من بلاياه، عوض من يسوسون البلد منذ سنوات وقد أوقعوه في الفقر والفوضى، وأفرغوه من أهله وطاقاته، وتغاضوا عن استباحة حدوده وقوانينه، واستهانوا بالاستحقاقات الدستورية فأصبحت فترات الفراغ في الحكم تفوق الأوقات المنتجة، كل هذا لأن قلوبهم عميت وأظلمتها شهوة المال والسلطة وان لم يتب مسؤولو هذا البلد عن خطاياهم فلن يحصل الخلاص للأرض ولا لساكينيه».
هذا، في المحاور الداخلية، أم على محاور الجنوب فلم تهمد نارها لكنها لم تتجاوز «قواعد الاشتباك»، الا من حيث التوسع الاسرائيلي في تحليقات طيرانه الحربي والاستطلاع الذي بلغ سماء بيروت صباح أمس وعلى ارتفاعات متوسطة هذه المرة امتدادا الى الجنوب وتحديدا فوق محافظة النبطية وإقليم التفاح.
وعلى الارض أنارت القنابل الاسرائيلية المضيئة سماء المناطق الحدودية واخترقتها رشقات من القنابل المضيئة من الجانب الاسرائيلي، قابلتها صواريخ ومدفعية حزب الله وسجل إطلاق مسيرة باتجاه الداخل الفلسطيني.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي «رصدنا إطلاق قذائف على منطقة مزارع شبعا وقصفنا بالمدفعية مصادر إطلاق النار».
واعترف بأن 4 جنود أصيبوا بجروح طفيفة بشظايا قذيفة مضادة للدروع استهدفت مركبتهم في بيت هليل بالجليل الأعلى.
وأفادت تقارير إعلامية بإطلاق صاروخين باتجاه موقع رويسات العلم الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة، و4 صواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه منطقة إصبع الجليل. ودوت صفارات الإنذار في بلدتي دان ودافنا شمال كريات شمونة في الجليل الأعلى.
ومن جانب آخر، أفادت قناة «الجزيرة» بأن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف محيط بلدات لبنانية محاذية لمزارع شبعا.
الاستخدام الاسرائيلي للفوسفور الأبيض، أثاره رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أمام مؤتمر المناخ في دبي، كاشفا عن تسبب هذه الانتهاكات في سقوط مدنيين وأضرار زراعية بالغة، وتهجير عشرات الآلاف من اللبنانيين، ما يشكل اعتداء على الحياة الانسانية والبيئية وعلى القوانين الدولية.
وكان ميقاتي التقى في دبي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حيث عرض معه الوضع في جنوب لبنان وغزة، وتطرق البحث الى نتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان والمحادثات التي أجراها مع القيادات اللبنانية، كما التقى رئيس وزراء ايرلندا مقدما له الشكر لبلاده على مساهمتها الفاعلة في عداد قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» والتضحيات التي تبذلها في سبيل استقرار الجنوب. واجتمع كذلك برئيسة حكومة ايطاليا ورئيس وزراء اسكتلندا.