على مدى سنوات حاولت فرنسا استخدام نفوذها التاريخي في لبنان لدفع الفرقاء السياسيين المتنازعين إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية من شأنها أن تسمح ببدء تقديم مساعدات خارجية تشتد الحاجة إليها لكنها محاولاتها فشلت
سمّى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان موفدًا خاصًا إلى لبنان، في محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية في هذا البلد، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية الأربعاء.
وقال مستشار للرئاسة الفرنسية طلب عدم الكشف عن اسمه إن لودريان، الذي شغل منصب وزير خارجية فرنسا لمدة خمسة أعوام حتى 2022، سيُكلّف بالمساعدة في إيجاد حلّ “توافقي وفعّال” للأزمة اللبنانية التي تفاقمت خصوصًا بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020.
وأضاف المستشار أن لودريان “يخطط إلى الذهاب إلى لبنان قريبًا جدًا”، مشيراً إلى أن ماكرون طلب منه “أن يقيّم له سريعًا الوضع” في هذا البلد.
بعدما كان وزيراً للدفاع في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند (2012-2017) قبل أن ينضم إلى حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون ويترأس وزارة الخارجية (2017-2022)، ابتعد لودريان عن الساحة السياسية منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا العام 2022.
وقال المستشار الرئاسي: “لا يزال الوضع صعباً في لبنان” في ظلّ الحاجة إلى “الخروج في الوقت نفسه من الأزمة السياسية ومن الصعوبات الاقتصادية والمالية”.
وبحسب باريس، هناك حاجة ملحة “للتوصل إلى نوع من التوافق” للسماح بانتخاب رئيس للبنان الذي يشهد حالة فراغ رئاسي منذ أكثر من سبعة أشهر بسبب العراقيل السياسية في نظام ذات توازنات معقّدة، وللإسراع في تنفيذ “الإصلاحات الضرورية”.
وفشل البرلمان اللبناني منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون نهاية تشرين الأول/أكتوبر، مدى 11 جلسة في انتخاب رئيس، وسط انقسام بين فريق مؤيد لحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز، وآخر معارض له، وتباينات داخل كل فريق، ووجود مستقلين.
ودعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري النواب إلى جلسة تصويت جديدة في 14 حزيران/يونيو المقبل.
وقال قصر الإليزيه “كون البرلمان منعقدًا، يجب أن يكون هذا الموعد مفيدًا، ويجب ألّا تضيع أي فرصة”، مشيراً إلى تنافس مرشحين هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن الخروج من الأزمة “يتطلّب أكثر من اتفاق على اسم”. ويؤكد قصر الإليزيه منذ أشهر أن ليس لديه مرشح لخلافة ميشال عون.