تتكثف المساعي التي تبذلها «المجموعة الخماسية»، المكونة من السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، للتوصل إلى صيغة تنهي أزمة الملف الرئاسي وهي تراعي، عمليا، تفضيل اللبنانيين التوافق حول شخصية «الرئيس»، وكل ما أعلنته حتى الآن ذهابها باتجاه «الخيار الثالث»، مع تأكيدها، بعد تداول اعضائها بأسماء من تجد بهم سمة المرحلة، الحالية والمقبلة، أنها لا اسم مختارا لديها، تاركة الأمر للبنانيين، والمعروف أن الاختيار يقع على واحد من بين اثنين او ثلاثة، هم: قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور.
وكانت زيارة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو إلى وزارة الخارجية حيث استقبله الوزير، في حكومة تصريف الاعمال، عبدالله بوحبيب، قبل اجتماعه بنظرائه أعضاء «الخماسية» أمس في قصر الصنوبر، وقد رد ماغرو على سؤال صحافي عما اذا كانت فرنسا تتواصل مع حزب الله مباشرة، مجيبا «نتحدث مع الجميع كما تعلمون ونأمل في احراز تقدم».
وفي السياق، أشارت السفارة الفرنسية في بيروت، الى ان “سفراء اللجنة الخماسية اجتمعوا لإعادة التأكيد على عزمهم على تسهيل ودعم إنتخاب رئيس للجمهورية”.
وأضافت في بيان، إلى انهم “استعرضوا التطوّرات الأخيرة والإتّصالات التي جرت في لبنان والمنطقة، كما تمّت مناقشة الخطوات التالية الواجب إتّخاذها”.
وأفادت معلومات، عقب اجتماع سفراء الدول الخمسة، بأن المجتمعين أبدوا تخوفهم من توسع الحرب في الجنوب وركزوا على فصل المسار اللبناني عن الحرب الإسرائيلية على غزة، وشددوا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.
أما النائب ميشال موسى (كتلة التنمية والتحرير)، التي يرأسها رئيس المجلس نبيه بري، فقال في حديث إلى إذاعة «صوت كل لبنان»، إن «هناك حراكين على صعيد الملف الرئاسي، الأول هو التواصل بين الكتل الذي لم يفض إلى أي تقدم ولا يبدو أنه سيوصل إلى نتيجة. والحراك الثاني هو الذي تقوم به اللجنة الخماسية التي تتابع عملها من خلال السفراء، تحضيرا لاجتماع على مستوى أعلى، لكن حتى الساعة لا إشارات إيجابية.
وأكد أن انتخاب الرئيس يجب أن يكون لبنانيا، فاللجنة الخماسية مؤلفة من أصدقاء يريدون مساعدة البلد، إنما في لبنان لا نشعر بأن هناك تقدما جديا، وهذا أمر مؤسف في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها البلد، مشددا على أن «ما يجري اليوم في المنطقة وتحديدا في لبنان، يجب أن يكون مدعاة لتنازلات بين الأفرقاء من أجل إيجاد مساحة مشتركة تتيح انتخاب رئيس».
بدوره، قال عضو الكتلة ذاتها النائب قاسم هاشم إن «إصرار البعض على المكابرة ورفض التلاقي والتشاور حول الاستحقاق الرئاسي هو ما يؤخر إنهاء حال الشغور وبذرائع لا تمت إلى الواقعية بصلة، لأن تجربة الجلسات السابقة اثبتت ان التفاهم هو الطريق الأسهل لانتخاب رئيس للجمهورية ومحاولة فرض ارادة اي فريق لن تسمح بها الظروف والتركيبة الحالية للمجلس النيابي».
إلى ذلك، قال رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، خلال احتفال تكريمي، «صحيح أننا تكبدنا ما يقرب من مائتي شهيد لكن حفظنا شعبنا وبلدنا وسينتهي الأمر بنا إلى لي ذراع العدو وإسقاط أهدافه وأهداف عدوانه وعندها نكون قد حققنا النصر».
وأعلن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على منصة «إكس» أنه «بعد الاعتداءات المتكررة على لبنان من قبل اسرائيل يبدو اننا دخلنا في حرب مفتوحة طويلة قد تستغرق أشهرا أو أكثر».
في هذا الوقت، تتزايد حركة النزوح من القرى المتاخمة للحدود اللبنانية الجنوبية، وتحاول عائلات في مراكز الإيواء بمدينة صور البحث عن منازل خارجها يتوافر فيها الحد الأدنى من الاحتياجات في مثل وضع كهذا، مع استمرار العدوان الإسرائيلي باعتداءاته المتتالية ورد حزب الله بقصف مركز تجمعاته.
وقد كثف الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي نشاطه وصولا إلى بيروت بعلو منخفض، بعد إغارته على الغازية (جنوب صيدا)، ونفذت غارتان أمس، على اطراف حولا جهة وادي السلوقي وأخرى على الضهيرة ومروحين، وطاول القصف محيط تلة حمامص باتجاه الوزاني، إضافة إلى الغارة التي استهدفت عيتا الشعب.