على وقع استمرار التصعيد بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” جراء فتح الحدود الجنوبية كجبهة مساندة لحرب غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، يبرز اسم “الجماعة الإسلامية” في لبنان وانخراطها في هذه الجبهة، وهي التي قتل أحد قيادييها البارزين ويدعى محمد جبارة في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة غزة البقاعية (شرق) القريبة من الحدود السورية، في 18 يوليو (تموز) الجاري.
فكيف يقرأ دخول الجماعة على خط هذه الحرب بخاصة أنها دخلتها إلى جانب “حزب الله”؟
يقول الصحافي والكاتب السياسي علي حمادة في مقابلة صوتية مع “اندبندنت عربية” إن دخول “الجماعة الإسلامية” الحرب إلى جانب الحزب في لبنان هو انعكاس للتحالف الكبير الذي حصل منذ عدة سنوات بين النظام الإيراني من جهة وبين التنظيم العالمي لجماعة “الإخوان المسلمين” من جهة أخرى.
وتابع “هذا التحالف اللبناني هو انعكاس للتحالف الكبير، وقد انعكس على الساحة الفلسطينية أيضاً من خلال تحالف مباشر مع حركة “حماس” تمويلاً وتسليحاً وتنسيقاً مع العديد من الحركات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في العديد من الدول، ومن ضمنها لبنان”.
ويتوقف حمادة عند تغيير القيادة العليا في الجماعة في لبنان، ويعتبر أن القيادة الحالية اتخذت مساراً تحالفياً مع “حزب الله” ومع محور الممانعة، بعد سنوات طويلة من التصادم والعلاقة السيئة، حتى أن “الجماعة الإسلامية” في لبنان كانت في مرحلة ما جزءاً من تحالف قوى 14 مارس (آذار)، وكانت من القوى السياسية والعسكرية التي تقف بوجه الحزب، لكن هذا الأمر تغير، وقال “هناك معلومات في بيروت تقول إن العلاقة بين الطرفين هي علاقة تنسيق سياسية وأمنية وعسكرية ومالية، وهذا انعكاس للتحالف الكبير على مستوى المنطقة”.
أما في ما يتعلق بحرب المساندة والتي دخلها الحزب تحت شعار “وحدة الساحات”، يرى حمادة أن الجماعة اليوم جزء منها لأنها تعتبر نفسها معنية بما يحصل في غزة وبالحرب هناك وبمصير حركة “حماس”، وقد سمح لها “حزب الله” وشجعها على القيام ببعض العمليات في الجنوب واستهدفت إسرائيل بعدد من الصواريخ من طراز “كاتيوشا”، وهي في المقابل تلقت ضربات قاتلة، وتعرض عدد من قادتها ومقاتليها للاغتيال.