صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

مؤتمر بروكسل حول «دعم مستقبل سورية والمنطقة».. هل يهدأ ضجيج النزوح في لبنان؟

بقلم : بولين قاضل - منذ أكثر من شهر، لا ضجيج يعلو على ضجيج ملف النزوح السوري في لبنان. وهذا الملف الشائك الذي لفحته حرارة الجو الموسمية مع قرب انعقاد مؤتمر بروكسل بنسخته الثامنة (الاثنين 27 مايو) بتنظيم من الاتحاد الأوروبي، والحامل ككل عنوانا فضفاضا هو «دعم مستقبل سورية والمنطقة».

يراهن بعض المراقبين والباحثين اللبنانيين على أن حماوة هذا الملف ستستحيل برودة مع نهاية المؤتمر أو ربما بعد انقضاء أسبوع أو أسبوعين على انعقاده، وسيعود بالتالي كل شيء إلى سابق عهده، ولو رف افتراضا لأوروبا جفن، تحت وطأة المواقف والتحركات اللبنانية الاحتجاجية المطالبة بتمويل السوريين في بلادهم فقط لا في البلدان المضيفة.

وينطوي مؤتمر بروكسل الذي افتتح أولى نسخه في العام 2017، على بعدين: سياسي لناحية التأكيد على حل سياسي مستدام في سورية ينسجم مع القرار الأممي 2254، وإنساني لناحية حشد الدعم المالي لتلبية الحاجات الأساسية للسوريين في بلدهم وفي البلدان المضيفة لهم، ولاسيما في لبنان وتركيا والاردن ومصر والعراق.

المؤتمر الذي ينعقد في مقر مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، تحضره الدول الأعضاء في الاتحاد إلى جانب ممثلين عن دول الجوار لسورية، وعن دول أخرى لاسيما المانحة منها وعشرات المنظمات الدولية والأممية، في وقت يجري استبعاد سورية الرسمية عن المؤتمر، ويتم الاكتفاء بدعوة مؤسسات عن المجتمع المدني السوري.

على مر سبع سنوات، خصص مؤتمر بروكسيل نحو 33 مليار يورو لدعم النازحين سواء داخل سورية أو خارجها، علما أن عدد النازحين السوريين هو 14 مليونا، من بينهم سبعة ملايين نزحوا من منطقة إلى أخرى في سورية.

أما حصة لبنان حتى اليوم من الـ 33 مليارا، فتنقسم إلى جزئين: جزء يذهب إلى لبنان الرسمي عبر حكومته وعبارة عن 300 إلى 400 مليون يورو في السنة تنفق على قطاعات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية وغيرها لمساعدة النازحين، وجزء آخر لا يعني الحكومة اللبنانية بل يسلك طريق الجمعيات الدولية غير الحكومية ومنها ربما إلى جمعيات لبنانية، ومتوسط قيمة الدعم مليار و300 مليون يورو سنويا، مع إمكان استثمار هذا المبلغ في مشاريع لها علاقة بالبيئة والتعليم والسكن والصرف الصحي. وبحسب الباحثين، فإن حصة لبنان (يؤوي نحو مليون ونصف المليون نازح سوري) من الـ 33 مليارا والتي توازي 3 مليارات أو اقل منذ سبع سنوات إنما تشكل 10% من كامل المبلغ.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

ولكن ما المتوقع والمنتظر من مؤتمر بروكسل الثامن في ضوء تنامي الاعتراض اللبناني على الوجود السوري غير الشرعي؟ يجيب الباحث في شؤون النزوح والهجرة زياد الصائغ في حديث إلى«الأنباء» أنه «في ظل تعثر الحل السياسي في سورية والذي يجب أن يقوم على القرار 2254، سنكون أمام تكرار ممل للسنوات السابقة، وبالتالي الأفق الإقليمي ـ الدولي المسدود أمام هذا الحل، سيدفع باتجاه السعي إلى تزخيم المساعدات الإنسانية من دون أي أفق واضح المعالم للعلاقة مع اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء، ومن دون أن نتجاهل تعب الدول المانحة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والحرب في غزة».

وفيما يتعلق بموقف لبنان في هذا الخصوص، يرى الصائغ أنه «كان من الأجدى استكمال إنجاز ملف ديبلوماسي متكامل يؤكد على حق عودة اللاجئين السوريين، وبدء عودة هؤلاء على مراحل. وهذا يقتضي ضغطا على النظام السوري بدءا بحلفائه روسيا وإيران، والذين يغطون إعادة هندسة ديموغرافية خطيرة في سورية، واعتماد ديبلوماسية مبادرة يتعاون فيها لبنان مع الاتحاد الأوروبي كجزء مؤسس من الحل»، معتبرا أن «الشعبوية والديماغوجيا مدمرتان».

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading