وتترابط الزيارتان رمزياً مع بعضهما على قاعدة أن غياب الحلّ السياسي وعدم الاتفاق على تسوية رئاسية تعيد تشكيل السلطة، فإن البلد سيكون معرضاً في المراحل المقبلة لاتساع مشاهد الفوضى، بما فيها الاهتزازات الأمنية.
وسيلتقي لودريان خلال زيارته التي تستمر حتى يوم الجمعة المقبل، المسؤولين اللبنانيين ومختلف الكتل النيابية، إضافة إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وقد شدد أمس في لقائه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، على ضرورة الذهاب نحو حوار بين مختلف المكونات للاتفاق على إنجاز الملف الرئاسي، في موقف يتطابق مع مبادرة بري لإطلاق حوار قبل الدعوة لجلسات متتالية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وأعرب الموفد الفرنسي بعد لقاء ميقاتي عن أمله «في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها بري بداية مسار الحل»، ونُقل عنه قوله لبرّي خلال لقائهما: «ندعم مبادرتكم الحوارية، ونقول الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار».
وسيسعى لودريان إلى إقناع المعارضة بالذهاب إلى الحوار، وهو ما ترفضه هذه القوى التي تدعو للذهاب إلى جلسات انتخابية فوراً.
كما التقى لودريان قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي أطلعه على الوضع الأمني وما يواجهه الجيش من تحديات، بخاصة النزوح السوري والوضع الفلسطيني، وأعلن الجيش أمس أنه أحبط خلال الأسبوع الجاري، محاولة تسلّل نحو 1250 سورياً عند الحدود اللبنانية – السورية.
ووفق المصادر، لم يحمل لودريان أي طرح جديد، كما لم يتطرّق الى أسماء المرشحين الرئاسيين، إنما اكتفى بالتشديد على ضرورة التوافق لانتخاب رئيس، لكنّه أشار بشكل واضح إلى أنه لا توافق حتى الآن على المبادرة الفرنسية، وهو ما رأت فيه مصادر المعارضة، إقراراً واضحاً بأن الطريق الى قصر بعبدا ليست مُعبدّة أمام زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، المدعوم من حزب الله.
في المقابل، اعتبرت أوساط الثنائي الشيعي أن تحفُّظ لودريان عن إطلاق أي تقييمات وتمسّكه بضرورة التوافق، لا يعنيان أن باريس قد تخلّت عن مبادرتها.
في الجانب الفلسطيني، ركزت زيارة الأحمد على ضرورة الوصول إلى تفاهم لثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة الذي شهد أمس خروقا كبيرة. وشدد المسؤول الفلسطيني على ضرورة التواصل والتنسيق مع الدولة اللبنانية في سبيل ضبط الأمن، وتوقيف المطلوبين داخل المخيم، المتهمين باغتيال مسؤول الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي، لأن توقيفهم هو الذي سيؤدي إلى سحب فتيل الأزمة أو الاستمرار في تفجير الوضع وحصول اشتباكات بين فترة وأخرى.
واعتبر الأحمد أن ما يجري في لبنان هو محاولة لتطويق السلطة الفلسطينية والدولة اللبنانية أيضاً، لمصلحة سيطرة مجموعات إسلامية متطرفة على واقع المخيمات.