صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

لهذه الأسباب تحالَف التيار و الحزب … و لهذه الأسباب انفصلوا

بقلم : شربل نوح - هل من عاقل صدّق بلحظة من اللحظات مثلاً أن العوني ابن حراجل الكسروانية اقتنع بشعارات المقاومة الإسلامية في لبنان و أصبح بالتالي مناصراً حقيقيا لها و لديه الإيمان المطلق بمشاريعها ؟

إن أكبر خطأ اقترفه حزب الله عندما أوهم نفسه أن التيار العوني و جمهوره أو أقله جزء من ذلك الجمهور أصبحوا مناصرين لمشاريعه الأيديولوجية و الفكرية الغريبة عن حضارتهم و تاريخهم و ثقافتهم التي نشأوا عليها …

ربما درجة التوهم التي وصل اليها بعض من في حزب الله أعمت أعينهم عن بعض الحقائق الثابتة و الأكيدة و التي لا لبس فيها و هي التالية :

أولاً – التيار العوني لم يدخل السياسة من باب حزب الله و النظام السوري ليتحول الى تابع لهم كباقي المجموعات التي يحركونها في الطوائف الأخرى ، فهذا التيار أحببنا ذلك أم لا ، لا فضل لأحد عليه في وجوده ، هو يملك حيثيته الشعبية داخل المجتمع المسيحي و يملك كل مبررات وجوده كحزب سياسي فاعل و قوي في التركيبة اللبنانية دون منة من أحد ، من هنا كان خطأ حزب الله الكبير عند محاولته استتباع العونيين له و جعلهم أداة في يده و هذا ما لا يمكن لهم أن يقبلوه لأنه و ببساطه الغاء طوعي لأنفسهم .

ثانياً – و هو الأهم : لقد قام التحالف بين الحزب و التيار و بالأساس على تبادل المصالح و الخدمات حتى لو حاولوا تغليفها بشعارات فضفاضة ، طنانة رنانة اثبتت الأيام أن لا قيمة لها :

فالتيار ذهب للتحالف مع الحزب أصلا لأنه اعتبر بشكل أو بآخر أن هذا الحزب هو الأقدر على تأمين مصالحه داخل السلطة اللبنانية بعد سنوات النفي و العزلة و إيصاله بالتالي الى مراكز القرار ، بسبب تغلغله المزمن في الدولة و قدرته ان كانت التهويلية أو الفعلية الكبيرة في السياسة اللبنانية ، و هذا ما حصل أصلاً ، و لو امتلكت أي مجموعة لبنانية أخرى امكانيات و قدرات حزب الله لكان التيار تحالف معها بغض النظر عن عقيدتها و رؤيتها و أهدافها .

و الحزب ذهب للتحالف مع العونيين في لحظة دقيقة من تاريخه احتاج فيها لحليف من طائفة أخرى ليَقيه أهوال العاصفة الكبرى التي ضربت لبنان عقب اغتيال الحريري و ثورة الارز و التي ربما كانت ستطيح به كما أطاحت بالوصاية السورية لولا ذلك التحالف الذي شكل بمعنى من المعاني خشبة الخلاص لجماعة حزب الله في تلك المرحلة ،

لذلك و كما كان للحزب فضل على التيار بتقديمه المناصب له في السلطة كذلك كان للتيار فضل كبير على حزب الله بحمايته له في تلك المرحلة الدقيقة و الحساسة من تاريخه و هو ( أي التيار) دفع اثماناً كبرى لتلك الحماية خاصة في علاقاته الدولية و صورته التي تهشمت داخل مجتمعه أو لاً و أمام العالم ثانياً .

اذاً و بالأساس هذا التحالف قام على تبادل المصالح و الخدمات و لم يقم على أي شيء آخر ، و ما حصل لاحقاً و ادى الى الانتكاسة التي نراها اليوم في علاقة الطرفين كان و بالأساس أيضاً بسبب استغناء حزب الله عن خدمات التيار العوني عندما لم يعد بحاجة اليها بعد ان استتب له الوضع في لبنان ، بإضعاف كل أخصامه من جهة و بالإختراقات النوعية التي نجح بإحداثها داخل الطوائف الأخرى خاصة الطائفة السنية .

فلماذا يتفاجأ و يُصدم البعض بما يحصل في هذه العلاقة راهناً ؟

ألم يكن هؤلاء يعرفون الحقائق التي سردناها ؟ هل كانوا سذّج الى هذه الدرجة ؟ أو أنهم تغاضوا عنها الى أن فاض الكأس ووصل الجميع الى النتيجة المعروفة ؟ في كل الحالات كانو مخطئين و عليهم الاعتراف بذلك بدل توزيع النظريات الخنفشارية على اللبنانيين !!!

كل من لديه القدرة على التفكير و التحليل كان يدرك أصلاً كل تلك الحقائق و كان يدرك أيضاً أن هذا التحالف لا بد من وصوله الى نهاية كهذه بعد انتفاء العامل المصلحي الأساسي الذي أدى الى نشوئه .

فلا إبن كسروان الماروني العوني أصبح مقاوما إسلاميا و لم يكن يوما بهذا الوارد لأن ذلك مناقض لهويته التاريخية و لعلّة وجوده في هذا الشرق ، و طبعا جماهير الحزب المؤدلجة لم تقتنع يوماً بنظريات التيار العوني التي تبدأ بالعلمنة الشاملة و تنتهي بزاروب تعيين مدير عام باسم حقوق المسيحيين !!!

بالنهاية و كما يعتبر كثر أن هذا التحالف أدخل لبنان في دوامة التفتت و الإنهيار و الضياع ، ربما يكون انتهائه ان حصل فعلاً بداية استعادة الكيان اللبناني لعافيته بعودة كل المكونات الى احجامها الطبيعية و الفعلية و التي لا تتخطى بأي شكل من الأشكال حجم الكيان ككل بمكوناته مجتمعين … فلننتظر و نرى …

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading