بعد خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله الذي خلا من أي إعلان عن فتح جبهة لبنان بشكل كامل ضد إسرائيل، ونفى خلاله علم حزبه وإيران بالهجوم الذي شنته حركة حماس، كشفت وسائل إعلام إيرانية عن لقاء بين المرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بعد أيام من حدوثه.
وفي حين اكتفت وسائل الإعلام الإيرانية بالإشارة إلى أن هنية «قدم تقريراً» لخامنئي حول سير المعارك في غزة، علمت «الجريدة» أن المرشد وعد القيادي الحمساوي بفتح مخازن سلاح الحرس الثوري أمام الحركة، لكن لم يقدم أي وعد أو تعهد بفتح أي جبهة دعماً لغزة.
وكشف مصدر في مكتب المرشد لـ «الجريدة»، أن خامنئي أصدر أمراً فورياً بفتح مخازن أسلحة الحرس الثوري لـ «حماس»، والسعي إلى إيصال أكبر كمية منها للحركة، لدعم صمودها في وجه الهجوم الإسرائيلي، بعد أن أبلغه هنية أنّ جميع الطرق السرية لتهريب الأسلحة إلى غزة لا تزال سالكة، رغم كل الإجراءات التي اتخذها الاحتلال الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر لتشديد الحصار على القطاع.
وبحسب المصدر، قال هنية للمرشد إن الحركة تلقت أخيراً كميات من الأسلحة والذخائر تكفي مقاتليها للصمود أمام هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مدة لا تقل عن خمسة أشهر، تضاف إلى مخزون من الأسلحة لدى الحركة مكوّن في معظمه من الأسلحة المحلية الصنع، والذي يكفي لنحو 5 أشهر أخرى، وهو ما يعني عملياً أن الحركة قادرة على الصمود نصف عام على الأقل، نظراً لحجم ووتيرة الهجوم الإسرائيلي الذي يستهدف بنيتها العسكرية.
وأوضح المصدر أن «حماس» كانت طلبت بالفعل من طهران لائحة من الأسلحة لمقاتليها في غزة، وكذلك في لبنان، حيث سمح «حزب الله» للمرة الأولى لمقاتلي الحركة بالعمل العسكري انطلاقاً من المناطق التي يسيطر عليها على الحدود مع إسرائيل.
وذكر أن اللائحة تشمل صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض – جو محمولة على الكتف، وطوربيدات بحرية، وكلها من الأنواع الخفيفة الوزن التي يستطيع المقاتلون التحرك بسهولة خلال استخدامها واستهداف القوات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن خامنئي وافق بالفعل على تسليم مقاتلي «حماس» في لبنان صواريخ متوسطة المدى كانت على لائحة الحركة.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن الهجوم الذي تشنّه تل أبيب على قطاع غزة منذ شهر، بهدف تفكيك البنية العسكرية لـ «حماس»، رداً على الهجوم الذي شنته الحركة على غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي، سيستغرق عدة أشهر، وربما عاماً.
وكانت «الجريدة» قد نقلت عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لتل أبيب الشهر الماضي، على أن الهجوم العسكري الإسرائيلي يجب ألّا يتجاوز مهلة 3 أشهر.
وأشارت تقارير صحافية أميركية إلى أن واشنطن قلّصت هذه المهلة، بسبب تآكل الدعم لإسرائيل على ضوء مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، وبينهم آلاف الأطفال، خلال الهجوم الإسرائيلي الوحشي، وفي ظل غياب تصوّر واضح للأهداف الميدانية والسياسية للهجوم.
في سياق متصل، لفت المصدر إلى أن الحرس الثوري أرسل حتى الآن 6 آلاف عنصر من الوحدات الخاصة التابعة له من «وحدة عمليات الإمام الحسين»، للمشاركة في أي حرب واسعة بين «حزب الله» وإسرائيل، مضيفاً أن هؤلاء المقاتلين وصلوا جميعاً إلى لبنان، وباتوا موجودين في ثكنات تابعة للحزب.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد ادّعى قبل أيام وصول مقاتلين من «لواء الإمام» الإيراني إلى جنوب لبنان.
من جانب آخر، كشف المصدر أن اللواء إسماعيل قآني، قائد «فيلق القدس»، الذي يعد الذراع الخارجية للحرس الثوري، أبلغ خامنئي بعد عودته من دمشق، أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يرفض فتح جبهة الجولان في وجه إسرائيل، لسببين، الأول أن الجيش السوري المنهك بسبب الحرب الداخلية والذي لم يلتقط أنفاسه بعد، في غنى عن الانشغال بجبهة جديدة في الجنوب، حيث قد يتكبّد خسائر في الأرواح والعتاد تفضّل دمشق أن تستغلها لتمتين جبهتها الداخلية، بدلاً من الانخراط في حرب إقليمية، وثانياً، أنه رغم المصالحة بين الأسد و«حماس»، فإنّ حساسية الرئيس السوري تجاه جماعة الإخوان المسلمين، التي تعدّ «حماس» فرعاً فلسطينياً لها، لا تزال مرتفعة للغاية، وبالتالي هو لا يحبّذ إرسال أي إشارات خاطئة بهذا الاتجاه من خلال دعم سخي لـ «حماس».
وقال المصدر إن قآني اقترح على الأسد فقط فتحاً جزئياً لجبهة الجولان، على غرار ما يجري في جنوب لبنان، لكنّ الرئيس السوري طلب مهلة للتفكير، ووافق في المقابل على تسليم بعض أسلحة الجيش السوري لـ «حزب الله»، ومن ضمنها بطاريات صواريخ أرض – جو ومضادات أرضية متطورة وصواريخ أرض – بحر، كما سمح بمرور كميات من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز المتوسطة المدى للحزب والقوات الموالية لطهران في سورية.