وقد استحوذ هذا الحدث على متابعة إعلامية وسياسية واسعة، ومشى أهالي الضحايا والمتضامنون معهم في تظاهرة من مقر فوج إطفاء بيروت إلى تمثال المغترب قبالة المرفأ، بعدما كان ناشطون دخلوا الخميس إلى قصر العدل في بيروت ووضعوا صوراً لمسؤولين مشتبه بهم على الأرض للتذكير بمسؤوليتهم وضرورة متابعة التحقيقات معهم.
وفي هذه المناسبة ارتفعت الأصوات المنادية بكشف الحقيقة، سائلة عن سبب استبعاد فرضية مسؤولية اسرائيل عن تفجير العنبر 12 حيث كانت توضع النيترات، وعن سبب عدم مبادرة حزب الله إلى تحميل العدو الإسرائيلي كعادته مسؤولية هذا الانفجار.
غير أن المتابعين يقولون إنه ليس من مصلحة حزب الله كشف الحقيقة، ولذلك باشر حملة ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وهدّد بـ “قبعه” واتهمه بـ”التسييس” على لسان أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله، الذي أطلّ مجدداً عشية الذكرى ليقول “كُلنا ما زلنا ننتظر الحقيقة، ولكن الذي ضيّع الحقيقة هو الذي سيّس هذه الحادثة المؤلمة منذ اليوم الأول”.
وأكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل “أننا لن نسكت عمّا فعلته منظومة مجرمة كدّست النيترات في المرفأ لحروب حزب الله العبثية وحلفائه في المنطقة، واستهترت بالتحذيرات من المادة القاتلة وتركت اللبنانيين فريسة الأخطار ولم تُحرّك ساكنًا لحمايتهم”.
وجدّد الحزب التقدمي الاشتراكي “تأكيد الموقف الحاسم إلى جانب عائلات الضحايا والمصابين والمتضررين في المطالبة باستكمال التحقيقات وإبعادها عن التسييس، وتحديد وتحميل المسؤوليات بشكل واضح إلى كل من تقع عليه شبهة التقصير أو الإهمال أو التورط في هذه الكارثة، التي أدت إلى ما أدت إليه من مأساة لن تمحوها السنوات ولا التمييع ولا الصفقات ولا التدخلات المحلية أو الخارجية”.
من جهته، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لأهالي الضحايا “لن نترككم ونريدكم ألا تيأسوا وسنكمل حتى النهاية”. وأضاف “لن أوجّه نداء لحزب الله لأنه حزب أيديولوجي والأمور عنده محددة بشكل نهائي ومن غير المعقول أن يغيّر أي شيء، لكنني أوجّه رسالة إلى الـ20 نائباً لأقول لهم: هذه المواجهة مواجهتكم من أجل الذين انتخبوكم فالتاريخ قائم على المعارك”. أما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فرأى أن “انفجار المرفأ طالنا جميعًا، والحقيقة مخطوفة منا جميعًا، والقضاء عاجز أو متواطئ على حسابنا كلنا”.
وفي المواقف الخارجية، أكدت فرنسا أنها “لا تنسى ضحايا انفجار الرابع من آب”، معربةً عن تضامنها مع عائلاتهم وأحبائهم. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان أول رئيس يصل متضامناً إلى بيروت: “لبنان لم يكن وحيداً ولن يكون، ويمكنه الاعتماد على فرنسا”.