وإلى الفراغ المتمادي، يواجه لبنان صعوبة في ضبط حدوده مع سوريا؛ نظراً لطولها البالغ نحو 375 كيلومتراً، إضافة إلى تداخلها في كثير من المواقع، ولا سيما في محافظة البقاع، وفي الساعات الأخيرة أعلن الجيش اللبناني، أنه أحبط خلال أسبوع محاولات تسلل نحو 1000 سوري عبر الحدود، إضافة إلى إحباط محاولة تهريب بضائع إلى سوريا شهدت مقتل أحد المهربين في تبادل لإطلاق النار.
وكان تقرير استقصائي بثته قناة «ال بي سي» قبل يومين كشف أن خطوط تهريب سوريين إلى لبنان يشغلها متشددون من حركة «فتح الإسلام» التي قاتلت الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للفلسطينيين عام 2007.
وبحسب تقديرات لبنانية رسمية، يوجد في البلاد 1.8 مليون لاجئ سوري، بينهم نحو 880 ألفاً مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن لبنان يكابد في مواجهة أزمات عديدة ومتداخلة في ظل نظام دولي أصابه الوهن ومناخ إقليمي حافل بالتوترات والتحديات.
وتحدث ميقاتي عن ثلاث ازمات لبنانية في مقدمها الشغور في رئاسة الجمهورية، والنزوح السوري الذي يعمق أزمات لبنان، إضافة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية المالية.
ودعا ميقاتي إلى ايجاد حلول مستدامة في ملف النزوح السوري الذي طالت تداعياته الاقتصادية والاجتماعية كل مظاهر الحياة في لبنان وباتت تهدد وجوده في الصميم. وقال مهدداً: «لبنان لن يبقى في عين العاصفة وحده».
غزو الأدوية المهربة
نقيب الصيادلة اللبنانيين جو سلوم رفع الصوت معتبراً أن النازحين السوريين يهددون الأمن الصحي في لبنان. فهم إضافة إلى مزاحمتهم اللبنانيين على الكمية المحدودة من الأدوية المتوافرة والمنشآت الصحية المتهالكة يقومون بانشاء مراكز غير شرعية تتعاطى تجارة مختلف أنواع الأدوية المهربة. ودعا سلوم المسؤولين الى تحمل مسؤولياتهم قبل «الانفجار الكبير على الصعد كلها».
بدوره، اتهم النائب في كتلة «حزب الله» ابراهيم الموسوي مفوضية اللاجئين بالاعتداء على السيادة اللبنانية من خلال إصدار إفادات السكن للنازحين، مطالباً باتخاذ اجراءات فورية لردعها والمبادرة الجدية إلى قرار سيادي رسمي لوقف تدفق النازحين والبدء بإعادتهم.
ورداً على الموسوي قالت مفوضية اللاجئين إن إفادة السكن «روتين» قائم بين المفوضية والأمن العام منذ 2016، وهي إحدى الوثائق للتأكد من تسجيل اللاجئ السوري في المفوضية.
وما بين أعباء الفراغ والنزوح، اخترقت رصاصات عدة ليل أمس هدوء السفارة الأميركية في عوكر لم تتضح بعد رسائلها وابعادها، حيث خرق مسلح برشاش كلاشنيكوف تحصينات السفارة مطلقاً 15 طلقة باتجاه المدخل الرئيسي للسفارة قبل ان يتوارى في جهة مجهولة، وتم العثور على مشطين فارغين يعتقد أنهما للتمويه. وهذا الأمر مجتمع مع جرائم أخرى تحصل بوتيرة متزايدة، يرخي جواً قاتماً على الأمن ولا سيما مع التعب الذي اصاب المؤسسات الأمنية وفي مقدمتها الجيش خلال سنوات الأزمة، ما يضعف قدرتها على القيام بواجباتها على اكمل وجه، وهو ما عبر عنه جلياً قائد الجيش جوزيف عون مؤخراً في حديثه عن الخطر الوجودي الذي يهدد لبنان.
الخبز والدعم المتآكل
وسط هذه الأزمات، طمأن وزير الاقتصاد أمين سلام بأنه «لن يتم رفع الدعم عن الخبز ما لم تتوافر خطة بديلة»، لافتاً إلى أن «موضوع الخبز يُدار بطريقة مدروسة».
وكشف سلام عن أن «أمد قرض البنك الدولي يمتدّ من تسعة أشهر إلى سنة وذلك يرتبط بسعر القمح العالمي»، مضيفاً: «نعمل على وضع خطة بديلة لتنفيذها بعد انتهاء القرض».
جنبلاط: الأزمة الرئاسية عادت إلى نقطة الصفر
رأى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حديث لصحيفة لوريان لو جور أن «الأزمة الرئاسية في لبنان عادت إلى نقطة الصفر».
وحمل جنبلاط المسؤولية لمن «يلعب مع اللبنانيين، ويغذي النظريات السخيفة لمن يريد الفراغ».
وقال:«ان نتائج اجتماع المجموعة الخماسية الأخير في نيويورك هو بداية تهميش لمهمة المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، وبالتالي قفزة نحو المجهول، وان انطباعي الشخصي هو أن بعض أعضاء هذه المجموعة الخماسية يفسدون مهمة السيد لودريان، والنتيجة أن الخماسية أصبحت رباعية».