صدى الارز

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

لاريجاني في بيروت في مهمة لإنقاذ حزب الله

حرص علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، خلال لقاءاته في بيروت على تأكيد أن بلاده تدعم وقف إطلاق النار في لبنان دون إبداء أيّ شروط، ما يشير إلى أن الهدف من الزيارة هو التأكيد على أن إيران لا تقف ضد وقف الحرب، وأنها ستتفاعل مع أيّ مبادرة تفضي إلى إنقاذ حزب الله. وقال لاريجاني ردا على صحافي سأله عما إذا كان قد جاء إلى بيروت لإفشال مسودة الاتفاق الأميركية “لا نسعى إلى تخريب أيّ شيء. نسعى إلى حل المشاكل.”

وتحمل موافقة إيران بشكل مباشر ومعلن على وقف إطلاق النار عدة أهداف، منها إنقاذ ما تبقى من حزب الله، عسكريا وسياسيا، حتى لو أن الحزب قد انهزم على الأرض وخسر شعبيته ومصداقيته بعد أن جر اللبنانيين إلى معركة غير متكافئة قادت إلى تدمير الضاحية الجنوبية وبلدات كثيرة قريبة منها، ودفعت بعشرات الآلاف إلى النزوح في ظروف صعبة.

ويريد لاريجاني من خلال القبول بوقف إطلاق النار الإيحاء بإمكانية وجود وضع جديد، لبنانيا وإسرائيليا وأميركيا، للتعايش مع بقاء حزب الله. لكن هذا الأمر يبدو صعبا حتى لو تم القبول بتنفيذ القرار الأممي 1701 بحذافيره، وانسحاب حزب الله من جنوبي نهر الليطاني وحلول الجيش اللبناني مكانه.

ولا يثق الإسرائيليون في أن تنفيذ القرار 1701 سيكون ملزما لحزب الله، مثلما حصل بعد حرب 2006، ولذلك فإن حكومة بنيامين نتنياهو تطالب بآلية واضحة لتنفيذ القرار تديرها وتشارك فيها جهات ضامنة بينها الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت تريد تعهدا بمنع حزب الله من إعادة تسليح نفسه ومنع تهريب السلاح، مع الاحتفاظ لنفسها بصلاحية ضرب الأهداف متى شاءت في حال فشلت الآلية الضامنة في تنفيذ التعهدات الملزمة للبنان.

ومن الواضح أن إيران فهمت المطلب الإسرائيلي وأرسلت لاريجاني، الشخصية الهادئة، لطمأنة مختلف الأطراف على استعداد طهران وحزب الله للإيفاء بأيّ التزامات يقع إقرارها عبر المبادرة الأميركية.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وكان لافتا، خلال الأيام الأخيرة، أن طهران قد غيرت من خطابها باتجاه التهدئة والرغبة في بناء الثقة مع الغرب، وعلى وجه الخصوص الإدارة الأميركية الجديدة قبل استلام دونالد ترامب منصب رئاسة الولايات المتحدة. وقد يكون التفاعل مع مبادرة واشنطن لوقف الحرب في لبنان جزءا من بناء الثقة معها خاصة بعد تصريحات ترامب عن عزمه وقف الحرب حالما يستلم منصبه.

وقال مصدران سياسيان لبنانيان كبيران لرويترز إن السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون قدمت الخميس مسودة اقتراح هدنة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، دون الخوض في التفاصيل. ووافقت جماعة حزب الله على اضطلاع برّي بالتفاوض. وذكر المصدران أن المسودة هي أول مقترح مكتوب من واشنطن لوقف القتال بين حليفتها إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران منذ عدة أسابيع على الأقل.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن العرض الأميركي يتضمن “إقرار إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن 1701” وأن “هذه الالتزامات لن تحرم إسرائيل ولبنان من حق الدفاع عن نفسيهما إذا ما لزم الأمر.” ويشمل العرض “منع إعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، تماشيا مع القرار 1701″. لكن بري رد على هذه الشروط بالقول إن “تضمين أيّ بند يسمح بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في لبنان أمر غير مقبول ولا يمكن حتى فتح نقاش بشأنه لأنه مساس بسيادتنا.”

ولفت إلى أن المقترح الأميركي حول وقف إطلاق النار لا يتضمن أيّ نص يسمح بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في لبنان (حال الاشتباه بوجود تهديد) كما تطالب تل أبيب، وفق ما أوردت وكالة الأنباء اللبنانية. وقال دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه يرى أن هناك حاجة إلى المزيد من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معبرا عن أمله في التوصل إليه.

وكان إيلي كوهين وزير الطاقة الإسرائيلي وعضو مجلس الوزراء الأمني قال الخميس إن احتمالات التوصل إلى وقف لإطلاق النار هي الأكثر إيجابية منذ بدء الصراع. وأفادت صحيفة واشنطن بوست بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسارع لدفع جهود وقف إطلاق النار في لبنان لمنح إنجاز مبكر في السياسة الخارجية لترامب، الذي من المتوقع أن يكون مؤيدا بشدة لإسرائيل.

ويمثل هذا الجهد الدبلوماسي محاولة أخيرة من جانب الإدارة الأميركية قبل انتهاء ولايتها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، في الوقت الذي تبدو فيه الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة متعثرة تماما. ومن النقاط الشائكة الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار مطلب إسرائيل بالاحتفاظ بحرية التصرف إذا خرقت جماعة حزب الله أيّ اتفاق، وهو المطلب الذي يرفضه لبنان.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading