لكن في لبنان، لا تزال التحليلات تكثر حول حقيقة هذا الأمر، خصوصاً أن حزب الله وحلفاءه يعتبرون أن سياق العلاقات السعودية – السورية سيؤدي إلى تطور مسار الانتخابات الرئاسية كما يريدونه ويشتهونه، أي أن النتيجة ستكون في مصلحة وصول سليمان فرنجية إلى الرئاسة. فيما خصوم فرنجية والذين يبحثون عن فرص التوافق على مرشح، يعتبرون أن مسار التسويات لا بدّ له أن ينعكس في لبنان بعدم منح حزب الله الانتصار أو الغلبة في الاستحقاق الرئاسي، ومن هنا يراهن هؤلاء على إمكانية تحقيق البطريرك الماروني بشارة الراعي خرقاً خلال لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، خصوصاً أن الراعي استبق زيارته إلى فرنسا، الداعمة لفرنجية، بمباركة المعلومات التي تشير إلى اتفاق عدد من القوى السياسية والكتل النيابية على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمتع بالمواصفات اللازمة.
في الكواليس الدبلوماسية يتجدد الكلام عن أن مهلة منتصف يونيو أو آخره هي مهلة أساسية بالنسبة إلى المجتمع الدولي للوصول إلى تفاهم، وفي حال عدم تحقق ذلك، فلا بد من الذهاب إلى مقاربات جديدة، وهنا تبرز رهانات على ما يمكن أن يتحقق بنتيجة الحراك الدولي والإقليمي. يأتي ذلك على وقع تسريبات تتعلق باللقاء الذي عقد بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري بشار الأسد، إذ يجزم بعض اللبنانيين من حلفاء دمشق بأن الملف اللبناني كان حاضراً في اللقاء، وقد أكد بن سلمان للأسد حرصه على ضرورة الوصول إلى رئيس توافقي. وهذا يفسره حلفاء دمشق بأنه سيصب في مصلحة فرنجية. أما خصوم دمشق فيعتبرون أن رسالة بن سلمان للأسد واضحة، وهي عدم انتخاب رئيس موالٍ له ولحزب الله، وهذا المقصود بالتوافق، ويؤكد هؤلاء أن ما لديهم من معطيات يتقاطع مع العديد من العواصم التي تحفّز على ضرورة الاتفاق على مرشح آخر وانتخابه. بالتزامن مع مساعي المعارضة للاتفاق على مرشح جديد قادر على تحصيل 65 صوتاً، برز هجوم عنيف من حزب الله وحركة أمل على المعارضين لانتخاب فرنجية، وقد وصف الثنائي الشيعي مرشح المعارضة بأنه مرشح مناورة هدفه إسقاط ترشيح فرنجية، وأنهم لن يرضوا بذلك. وفي موقف لافت، غرّد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أمس، مشيراً إلى أنه «منذ البداية انطلق ترشيح فرنجية من عدد وازن وهو إلى زيادة»، وأضاف: «يحاول المتعارضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً». وفي إشارة إلى المطالبين بأن تكون القوى المسيحية الأساسية أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية موافقين على الرئيس المسيحي، قال قاسم: «معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حررِّوا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه». هذا التصعيد من الثنائي له تفسير أساسي وهو محاولة قطع الطريق على أي إمكانية لإنجاز تسوية أو اتفاق يشمل لبنان بلا موافقة حزب الله وبدون شروطه. في هذا السياق، تشير مصادر قريبة من حزب الله إلى تعويل على دور لسلطنة عمان قد ينعكس على لبنان لاحقاً، من خلال زيارة سلطان عمان إلى إيران، وهو ما يمكن أن يعزز مسار التفاهم والتوازن في المنطقة، ولعل ذلك ينعكس على الساحة اللبنانية بالموازنة بين رئاسة الجمهورية لمصلحة الحزب مقابل حكومة لمصلحة الآخرين.
وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ «حزب الله»، النائب محمد رعد، والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، تناوبا على وصف أزعور بمرشح المناورة «بمهمة واحدة هي مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه». ووصف رعد أزعور بأنه «ممثل الخضوع والإذعان والاستسلام»، وقال إن «التعليمات الخارجية كانت توجه البعض في لبنان، الذين يملكون الوقاحة اللازمة للتصريح علناً برفضهم وصول مرشح للممانعة، في مقابل رضاهم بوصول ممثل الخضوع والإذعان والاستسلام».
وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ «حزب الله»، النائب محمد رعد، والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، تناوبا على وصف أزعور بمرشح المناورة «بمهمة واحدة هي مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه». ووصف رعد أزعور بأنه «ممثل الخضوع والإذعان والاستسلام»، وقال إن «التعليمات الخارجية كانت توجه البعض في لبنان، الذين يملكون الوقاحة اللازمة للتصريح علناً برفضهم وصول مرشح للممانعة، في مقابل رضاهم بوصول ممثل الخضوع والإذعان والاستسلام».