يحاذر الوسطاء الدوليون من طمأنة المسؤولين اللبنانيين، بأن إسرائيل لن تبادر إلى شن هجوم واسع على لبنان، حيث كان وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون واضحاً خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أمس، وفقاً لمعلومات “السياسة”، بأن التهديدات الإسرائيلية للبنان مقلقة، ويجب على لبنان اتخاذ كل ما يلزم، لعدم إعطاء إسرائيل ذريعة لمهاجمته، مشدداً على أن تطبيق القرار 1701، يشكل مظلة حماية للبنان، من خلال حصر الوجود العسكري جنوب نهر الليطاني بالجيش اللبناني وقوات
الطوارىء الدولية، ولذلك فإن تزايد وتيرة التهديدات الإسرائيلية للبنان، ينذر بوجود نوايا عدوانية، ربما تقرب الجبهة الجنوبية من المواجهة الواسعة التي يتفاداها الجميع .
وعلى خطورة الوضع الذي بلغ مستويات مقلقة للغاية، فإن الرسائل الديبلوماسية التي يحملها الموفدون الدوليون معهم إلى بيروت، تحذر من التداعيات الكارثية لانزلاق لبنان إلى الحرب، وعلم أن حركة فرنسية مكثفة باتجاه لبنان، سيشهدها الاسبوع المقبل، بحيث يحط وزير الخارجية ستيفان سيجورني الثلاثاء في بيروت، في إطار رسائل التحذير التي يحملها المسؤولون الفرنسيون للقيادات اللبنانية، ويلتقي عددا من المسؤولين ويعقد مؤتمرا صحافيا، على ان يعقب الزيارة، زيارة اخرى لوزير الدفاع سيباستيان لوكورنو للبنان، في التاسع من
الجاري.
وقد أشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، بعد لقائه وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، إلى “أننا نريد إظهار الحدود البرية والانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا وكفرشوبا ووقف الخروقات، ولا خلافات بين اللبنانيين على ذلك”.
وحول زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، قال بو حبيب: “إذا أتى هوكشتاين فلديه شيئ وإذا طوّل فلا شيء لديه”، موضحا أنّ “هناك حوارًا بيننا وبين حزب الله، والحزب دائما يقول أنّ الدولة هي المسؤولة عن التفاوض، حول الحدود البرية الجنوبية”.
وبشأن ما يتداول عن لبنانية مزارع شبعاً، اعتبر الرئيس ميشال سليمان “من المفيد التذكير ان البيان الثنائي المشترك الذي صدر على اثر اجتماع القمة بيني وبين الرئيس بشار الاسد في 13 أغسطس 2008 ينص صراحة على ضرورة انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا، ما يشكل اعترافاً صريحاً ورسميا ومباشرا ومعلنا”.
وفي تطورات الوضع الجنوبي، أطلق “حزب الله” عدداً من صواريخه باتجاه موقع الرادار الإسرائيلي في مزارع شبعا، وأشارت القناة 12 الإسرائيلية، إلى “سقوط صاروخين مضادين للدروع أطلقا من لبنان على جبل الشيخ بالجولان”، واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي جبل السدانة في خرج بلدة الهبارية”.
من جانبه، شدد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، على أنه “كما في الأمس واليوم وغداً، فإن القول الفصل للمقاومة هو في الميدان، والتهديدات لا تغيّر المعادلات، ونتانياهو الخائب يهدد لبنان بجشيه المهزوم الذي ينزف كل يوم من قوته وقدرته، فبات في أسوأ أيامه، وأسوأ مما كان عليه عام 2006، بينما المقاومة في لبنان، في ذروة قوتها، وهي أفضل مما كانت عليه عام 2006، وعليه، فإن أي توسعة للحرب في لبنان تعني نتيجة واحدة، وهي توسعة وتعميق الهزيمة والمأزق الإسرائيلي”.
إلى ذلك، وفي حين، يحاول أصدقاء لبنان الدفع باتجاه طي صفحة الشغور الرئاسي، باستعادة سفراء اللجنة الخماسية لتحركاتهم باتجاه القيادات السياسية، حيث أكدوا إثر لقائهم رئيس مجلس النواب نبيه بري وحدة موقفهم، فإن الكرة باتت في ملعب “حزب الله” وحلفائه المطالبين بتسهيل عمل “الخماسية”، من خلال إبداء الاستعداد للبحث في “الخيار الثالث” الذي بات يشكل محور الحراك الدبلوماسي لسفراء المجموعة، أي أن على الحزب كما تقول أوساط نيابية معارضة بارزة ل”السياسة”، أن “يتخلى عن حليفه سليمان فرنجية، لمصلحة اسم ثالث، قد يشكل نقطة استقطاب بين معظم المكونات السياسية والنيابية”.
وقد لفت عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة، إلى أن “زيارة النائبين وائل أبو فاعور وملحم الرياشي الى السعودية، هي بهدف الاطلاع على مستجدات الانباء والانطباعات في المملكة، والاجتماع بالفريق السعودي المعني بالملف اللبناني بعد عودة السعودية الى لعب دور القاطرة في اللجنة الخماسية”.
وقد اعتبر متابعون للملف الرئاسي، أن الموقف الذي أطلقه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حول سبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بدا لافتاً في توقيته، لتزامنه مع بدء جولة جديدة للجنة الخماسية، سيما وأنه جاء بمثابة رسالة من معراب إلى مَن يهمهم الأمر، بأنّ سلوك الطريق نفسه سيؤدي إلى المآل نفسه، أي الفشل في إحراز أي تقدّم لموكب الرئيس
العتيد باتجاه بعبدا.