تنشط بالتزامن مع موسم قطاف الكرز في لبنان مبادرات سياحية للمساهمة في تسويق المحصول والمنتجات الزراعية.
ففي بلدة تنورين شمالي لبنان، تحوّلت مواسم الكرز من مجرد نشاط زراعي إلى نشاط سياحي أيضًا، وتقوم المبادرات والجولات على مشاركة المتسوّقين في عملية القطاف في أعالي الجبال.
تسويق وخفض للكلفة
توضح رامونا ريشا، التي تشارك في الجولة السياحية أن فكرة المشاركة في القطاف يعرفها لبنان منذ عدة أعوام، وتقوم على قطاف الثمار ثم دفع ثمنها.
وتسهم هذه الأنشطة بدعم المزارع وتخفيض كلفة الحصاد، إضافة إلى تسريع تسويق الإنتاج لا سيما في ظل أزمة البلاد الاقتصادية وغياب سياسة دعم المزارعين في لبنان.
وفي هذا الصدد، يذكر المزارع اللبناني رودريغ يزبك بأن الصعوبة تكمن في كلفة حراثة الأرض التي يتم سدادها بالدولار.
وفي ما يخص ما يبقى من المحصول، فيحاول أهل القرى استخدامه في منتجات مثل المربى. ويقوم المنظمون بتعريف الوفد بها سعيًا لتسويقها، وتقديم طرق جديدة للمزارعين لترويج منتجاتهم.
وبعد الانتهاء من قطاف الكرز، يكمل الوفد الذي يزور بلدة تنورين ويعمد إلى التعرف على معالمها، إلى متابعة جولته السياحية التي باتت تشمل حقول الزراعة التقليدية.
هكذا تتحوّل الأنشطة المبتكرة لدعم الزراعة، خصوصًا التقليدية منها، إلى عامل مساند اقتصاديًا في ظل غياب الدولة وسياسات الدعم. ويأمل المزارعون من ناحيتهم أن تسهم تلك الأنشطة في تعزيز صمودهم.