أكدت مصادر عراقية مطلعة أن عدداً من قادة فصائل مسلحة موالية لإيران انتقلوا بالفعل إلى مواقع في سورية ولبنان، بالتزامن مع التصعيد الميداني في قطاع غزة. ورغم أن قادة تحالف “الإطار التنسيقي” الحاكم حصلوا على توصية إقليمية بالتريث إلى حين تحديد الموقف النهائي من تطور الأوضاع في غزة، لكن يبدو أن المسؤولين الميدانيين بدأوا التحرك نحو مواقع في دمشق وبيروت.
وقالت المصادر إن قادة المجموعات المسلحة سافروا بشكل متواتر إلى البلدين رفقة مسلحين ولا تبدو مهمتهم قتالية، بل للاستطلاع والمتابعة بالتنسيق مع مجموعات سورية ولبنانية عند مواقع حدودية هناك. وحسب المعلومات المتواترة، فإن الفصائل العراقية تلقت رسائل من الإيرانيين، أفادت غالبيتها بأن التدخل المباشر يحتاج إلى ظرف آخر غير هذا، وقد يحدث قريباً بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر فيها.
وحسب المصادر العراقية، فإن قرار التريث لا يزال سارياً وإن قادة الفصائل ذهبوا إلى هناك للتعرف أكثر على تفاصيل ميدانية استعداداً لأي تحرك محتمل، قائلة إن قادة المجموعات نقلت تفاصيل وخرائط وسيناريوهات لشكل المواجهة إلى مسؤوليها في الفصائل العراقية بهدف الاطلاع والتحضير، مؤكدة أن الفصائل العراقية تنتظر أوامر لم تصل بعد وليست هناك نية للحركة من دون أوامر إيرانية واضحة.
في غضون ذلك، تواصل الماكينة الإعلامية لأحزاب الإطار التنسيقي ضخ معلومات عن استعداد المقاومة العراقية للانتقال إلى الميدان والقيام بعمليات هجومية ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية، ونقل راديو “فردا” الأميركي عن مصادر مطلعة أن نائب قائد “فيلق القدس” محمد رضا فلاح زاده والسفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، عقدا اجتماعاً خلال الأيام الأخيرة حضره رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وقادة الفصائل الموالية لإيران، بما في ذلك “كتائب حزب الله”، طلب خلاله المسؤولون الإيرانيون تكثيف الهجمات الإعلامية ضد إسرائيل ودعم حركة “حماس” وتسجيل المتطوعين للقتال ضد إسرائيل.
وحسب المصادر، فإن “فيلق القدس” طلب تأهب الميليشيات وانتظار أوامر إيران، وقال أمين كتائب “حزب الله” في العراق المعروف باسم أبو حسين الحميداوي، إن “الواجب الشرعي يحتم وجودنا في الميدان لدفع شرور الأعداء”، وقبل ذلك كان زعيم “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي أكد عبر منصة “إكس”، أن حركته تراقب من قرب وهي مستعدة غير متفرجة.
وحسب معلومات، أكدها ثلاثة أعضاء من الإطار التنسيقي، فإن طهران أبلغت حلفاءها في العراق بأنها وضعت خطة مدروسة للحرب في قطاع غزة، فيما استخدم كثيرون داخل الإطار عبارة المواجهة المفتوحة جغرافياً، لوصف رد فعل الفصائل الموالية لإيران بشأن المعارك في غزة.
ويتداول أعضاء في الإطار التنسيقي، ما يقولون إنها معلومات أولية عن إمكانية استخدام قاعدتي “عين الأسد” و”حرير” الأميركيتين في العراق لشن هجمات أو إرسال مقاتلين لدعم الإسرائيليين في قطاع غزة، ويقول أحدهم إنه “لو حدث هذا فسنوقف تنفيذ اتفاق الإطار الستراتيجي بين العراق وأميركا”.