صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

في ذكرى حرب 2006… تاريخ المواجهات بين إسرائيل ولبنان

بقلم : سوسن مهنا - خاضت إسرائيل منذ إنشائها سلسلة حروب ضد لبنان كان لها آثارها المدمرة في طرفي القتال، واليوم يتجدد خطر اندلاع حرب جديدة، إذ يصر "حزب الله" على إبقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة إلى حين تتم الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.

تعد الحروب بين لبنان وإسرائيل من أكثر النزاعات المستمرة والمعقدة في منطقة الشرق الأوسط. 

بدأت هذه الحروب فعلياً منذ تاريخ النكبة عام 1948 وما تبعها من حروب إسرائيل مع الدول العربية المجاورة، ومن بينها لبنان.

وفي ذلك العام شارك لبنان مع دول عربية في الحرب على القوات الإسرائيلية، مما دفع بجماعات الـ”هاغاناه” بقيادة مناحيم بيغن في الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول) 1948 إلى دخول بلدة حولا، إحدى قرى قضاء مرجعيون في جنوب لبنان، وتنفيذ مجزرة ضمن “عملية حيرام”، انتقاماً من أهالي البلدة لمشاركتهم مع “جيش الإنقاذ العربي”، الذي كان قد حقق بعض الانتصارات العسكرية في تلك الفترة.ووفقاً للمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي، “أعدمت القوات اليهودية أكثر من 80 قروياً في حولا وحدها”. وأسهمت تلك العملية في تشكيل حدود إسرائيل وتعزيز سيطرتها على المناطق الشمالية، وكان الهدف الأساس منها السيطرة على منطقة الجليل الأعلى، التي كانت تحت سيطرة القوات العربية، ونتج منها احتلال نحو 15 قرية لبنانية.

تلت ذلك مواجهات وحروب متكررة بين الطرفين، بخاصة بعد حرب 1967 أو “النكسة” التي لم يكن لبنان طرفاً رئيساً فيها، لكنها أثرت بصورة كبيرة في المنطقة، وزادت من تدفق اللاجئين الفلسطينيين إليه. ومن ثم جاء تأسيس “حزب الله” في الثمانينيات كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.

أسباب تاريخية ومباشرة للنزاع

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

جاء تأسيس “حزب الله” ليصعد من حدة الاشتباكات والحروب، ولأسباب عدة، منها الأيديولوجية الدينية والسياسية للحزب التي ترفض الاعتراف بإسرائيل وتدعو إلى تحرير فلسطين.

ويعد الحزب نفسه جزءاً من المحور المقاوم ضد إسرائيل. في المقابل يمثل الحزب تهديداً عسكرياً مستمراً لإسرائيل بسبب ترسانته من الصواريخ والأسلحة المتطورة، مما يدفع إسرائيل إلى محاولات دائمة لإزاحة هذا التهديد.

ومن الأسباب المباشرة أيضاً للحرب النزاع على الحدود، بما في ذلك على مزارع شبعا، كما كانت النزاعات على الموارد المائية في منطقة الليطاني أيضاً سبباً للتوتر بين الجانبين. أضف إلى ذلك أن الصراع اللبناني – الإسرائيلي جزء من صراع أوسع في الشرق الأوسط، والتدخلات والتداخلات الدولية والإقليمية، بما في ذلك إيران وسوريا اللتان تدعمان “حزب الله”.

القضية الفلسطينية

وللعودة إلى الجذور التاريخية والسياسية المعقدة، لاندلاع الحروب بين لبنان وإسرائيل، تعد القضية الفلسطينية أحد أهم الأسباب.

وعلى خلفية استضافة لبنان عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 1948 ومن ثم بعد نكسة 1967، ازدادت التوترات الداخلية والضغوط على البنية الاجتماعية والاقتصادية للبنان، وأدى وجود الفصائل الفلسطينية المسلحة على الأراضي اللبنانية وبخاصة في الجنوب، إلى مواجهات مع إسرائيل، التي عدت وجودهم تهديداً لأمنها، مما صعد من حدة عملياتها ضد لبنان.

الهجوم الإسرائيلي على مطار بيروت عام 1968

ذلك الهجوم المعروف أيضاً باسم “دار” واستغرق نحو 15 دقيقة لتدمير نحو 13 أو 14 طائرة، أي نصف الأسطول الجوي اللبناني حينها. وقع الهجوم ليلة الـ28 من ديسمبر (كانون الأول) 1968، وجاء كجزء من رد فعل انتقامي بعد هجوم قامت به “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” على طائرة “العال” الإسرائيلية في الـ22 من يوليو (تموز) من ذاك العام، في مطار أثينا الدولي باليونان.

وكانت الطائرة في رحلة من روما إلى تل أبيب، وأجبر طاقمها على التوجه إلى الجزائر والهبوط في عاصمتها. ونفذت العملية وحدة من قوات النخبة الإسرائيلية (الكوماندوس) بقيادة رافائيل إيتان حينها، ولم تواجه بأية مقاومة، وتسلل نحو 60 جندياً إسرائيلياً إلى مطار بيروت الدولي تحت جنح الليل، وكانوا مجهزين بالمتفجرات وأسلحة خفيفة، وألصقوا عبوات ناسفة بطائرات “شركة طيران الشرق الأوسط”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو ضمن تلك الوحدة. وأثارت تلك العملية غضباً كبيراً واستنكاراً في لبنان والمجتمع الدولي. ورأت عديد من الدول أن هذا العمل العسكري غير مبرر ويعد خرقاً للسيادة اللبنانية. وزاد ذلك الهجوم من توتر الأوضاع في المنطقة في تلك الفترة.

عملية الليطاني

وفي خضم احتدام الحرب الأهلية اللبنانية، التي شهدت تدخلاً من قبل قوى عربية وإقليمية ودولية، اتجهت إسرائيل إلى شن عملية عسكرية على لبنان، وذلك لإنشاء “منطقة آمنة” وإبعاد عناصر “منظمة التحرير الفلسطينية” من الجنوب اللبناني، بعدما كانت قد نشطت بكثافة داخل لبنان.

وفي الـ11 من مارس (آذار) 1978 اهتزت إسرائيل على وقع عملية “كمال عدوان”، وهي عملية نفذتها مجموعة من “الفدائيين” الفلسطينيين، وجزء من سلسلة هجمات شنتها “منظمة التحرير” في فترة السبعينيات.

في تلك العملية خطفت مجموعة تابعة لحركة “فتح” بقيادة دلال المغربي حافلة إسرائيلية على الطريق الساحلي بين تل أبيب وحيفا، بهدف الوصول إلى تل أبيب واحتلال مبنى هناك لإجراء مفاوضات مع السلطات الإسرائيلية.

وتمكن “الفدائيون” من خطف حافلة مليئة بالركاب، لكن العملية أسفرت عن مقتل 38 مدنياً إسرائيلياً وإصابة كثر بجروح، في المقابل، قتل تسعة من “الفدائيين” في الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

وإثر هذه الأحداث شن الجيش الإسرائيلي مباشرة الحرب على جنوب لبنان عبر “عملية الليطاني”، وكان الهدف منها طرد قوات “منظمة التحرير الفلسطينية” من منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل، وتدمير البنية التحتية للمنظمة، وتأمين الحدود الشمالية لإسرائيل ومنع الهجمات عبر الحدود، إضافة إلى إنشاء منطقة عازلة تسيطر عليها ميليشيات لبنانية حليفة لإسرائيل مثل “جيش لبنان الجنوبي”.

تلك العملية بدأت في الـ14 من مارس 1978 واستمرت لمدة أسبوع، وشارك فيها 25 ألف جندي إسرائيلي، وتمت السيطرة على قرى وبلدات عدة في جنوب لبنان وتدمير قواعد ومراكز تدريب تابعة لـ”منظمة التحرير”.

وأدى الهجوم إلى نزوح 250 ألف لبناني من مناطقهم، وقتل نحو 2000 معظمهم من المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين. وانسحبت قوات “منظمة التحرير” إلى شمال نهر الليطاني، وتمكنت إسرائيل من إنشاء منطقة أمنية في جنوب لبنان تمتد نحو 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية تحت سيطرة ميليشيات لبنانية متحالفة معها.

ومن نتائج عملية الليطاني أيضاً صدور قرار مجلس الأمن رقم 425، الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية. كما أنشئت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لمراقبة الانسحاب الإسرائيلي والمساعدة في إعادة الاستقرار إلى المنطقة.

تلك العملية كانت نقطة تحول في النزاع الإسرائيلي – اللبناني، وأسهمت في تعزيز الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان الذي استمر حتى عام 2000.

اجتياح 1982

في السادس من يونيو (حزيران) 1982 اجتاحت إسرائيل لبنان تحت عنوان “سلامة الجليل”، إذ احتلت مناطق صور والنبطية وحاصبيا والشوف خلال يومين، ثم وصلت إلى ضواحي بيروت في الـ10 من يونيو واحتلت قصر بعبدا (القصر الرئاسي اللبناني) في الـ13 من يونيو من ذلك العام.

في شهر يوليو فرضت القوات الإسرائيلية حصاراً شديداً على بيروت الغربية، وتعرضت المدينة لقصف مكثف بصور متعددة من القنابل. ووفقاً لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، بلغ عدد الضحايا المدنيين 26 ألفاً و506، منهم 11 ألفاً و840 طفلاً، و868 امرأة. كما أصيب 2994 شخصاً بحروق خطرة بسبب استخدام القوات الإسرائيلية القنابل الفوسفورية.

كما عانت العاصمة اللبنانية حينها انقطاع المياه والكهرباء، واستمر الحصار حتى الـ19 من أغسطس (آب) وذلك بعد نجاح المبعوث الأميركي فيليب حبيب في تمرير خطته القاضية بإجلاء الفلسطينيين خارج لبنان تحت غطاء دولي فرنسي – إيطالي – أميركي.

ما أشبه الأمس باليوم

وجاء الاجتياح بناءً على مجموعة أسباب وعوامل تراكمت على مدى سنوات. في ذلك الوقت كان لحركة “فتح” حرية وحق العمل المسلح من الجنوب، واتخذت من جنوب لبنان قاعدة لشن هجمات ضد إسرائيل ومستوطناتها الشمالية، وكانت الأخيرة تتحين الفرص للتخلص من وجود الخطر الفلسطيني على حدودها، واتخاذ إجراءات دفاعية.

وفي الثالث من يونيو 1982 جرت محاولة لاغتيال سفير إسرائيل في لندن شلومو أرغوف، من قبل ثلاثة أعضاء في منظمة “أبو نضال” بزعامة صبري البنا، وأدت محاولة الاغتيال هذه إلى جروح بليغة تسببت بشلل أرغوف.

وعلى رغم أن الجماعة المنظمة لمحاولة الاغتيال كانت منشقة عن “منظمة التحرير” فإن هذه العملية استخدمت كأحد المبررات والذرائع الرئيسة لغزو لبنان في صيف 1982 ومطاردة مقاتلي منظمة التحرير.

ومن الأهداف السياسية كان سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن، ووزير الدفاع أرييل شارون، إلى تحقيق أهداف سياسية داخلية وخارجية من خلال هذا الاجتياح، بما في ذلك إضعاف “منظمة التحرير”. إضافة إلى رغبة لدى بعض القادة الإسرائيليين في توسيع النفوذ الإسرائيلي في لبنان وإنشاء منطقة أمنية في جنوبه لحماية المستوطنات الإسرائيلية من الهجمات الصاروخية والقصف المدفعي.

أضف إلى ذلك الدعم الضمني من الولايات المتحدة للعملية، إذ كانت واشنطن ترى في “المنظمة”، تهديداً للاستقرار في المنطقة ومصدراً للإرهاب الدولي، فما أشبه الأمس باليوم.

ونتج من الاجتياح الإسرائيلي مواجهات دامية وتدمير واسع النطاق، إضافة إلى احتلال جزء كبير من الأراضي اللبنانية وصولاً إلى بيروت. وأدى إلى انسحاب “منظمة التحرير” من لبنان وتفاقم الصراع الطائفي والسياسي في البلاد.

“تصفية الحساب”

في فترة التسعينيات كانت هناك مواجهات متكررة بين إسرائيل و”حزب الله”، الذي كان يشن هجمات صاروخية على المستوطنات الشمالية الإسرائيلية. وازدادت حدة التوتر في المنطقة، مما أدى إلى قرار إسرائيلي بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في محاولة لردع “الحزب”.

بدأت العملية في الـ25 من يوليو 1993 واستمرت حتى الـ31 من الشهر ذاته، وشملت الغارات الجوية والقصف المدفعي والهجمات البحرية على مواقع للحزب ومنشآته اللوجيستية والبنية التحتية المستخدمة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

أسفرت تلك العملية عن تدمير عديد من مواقع “حزب الله”، ولكن الحزب استمر في إطلاق الصواريخ على رغم القصف الإسرائيلي. واستهدفت العملية مواقع في مختلف الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى ضواحي بيروت، وشاركت فيها القوات البرية والجوية الإسرائيلية. واستمرت العملية سبعة أيام، وأسفرت عن مقتل 120 لبنانياً و26 إسرائيلياً.

“عناقيد الغضب” أو “حرب نيسان”

تصاعدت حدة العمليات التي قام بها “حزب الله” منذ عام 1995، وتشير مواقع قريبة إلى أنه نفذ والفصائل الحليفة نحو 876 عملية استهداف لدوريات ومواقع تابعة للجيش الإسرائيلي على الحدود.

وسجل ذلك العام توجه “الحزب” إلى أسلوب العمليات الانتحارية، إذ نفذ أحد عناصره ويدعى صلاح غندور عملية قرب بلدة بنت جبيل، استهدفت دورية إسرائيلية. بين الـ11 والـ27 من أبريل (نيسان) 1996 شنت إسرائيل عدواناً عسكرياً على لبنان، في مسعى إلى ردع “حزب الله”، تحت مسمى “عناقيد الغضب”، شاركت فيه جميع قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية، وبلغ إجمال عدد الغارات الإسرائيلية في أثناء تلك العملية 139 غارة.

واستهدفت العملية مواقع الحزب في جنوب لبنان، وتسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين اللبنانيين. وارتكبت مجازر أبرزها “مجزرة قانا” في الـ18 من أبريل، التي قتل فيها أكثر من 100 مدني لجأوا إلى مقر الأمم المتحدة في البلدة.

وتسببت الغارات في نزوح جماعي لآلاف المدنيين من جنوب لبنان باتجاه مناطق آمنة. وأدت الضغوط الدولية إلى وقف إطلاق النار وبوساطة الولايات المتحدة وفرنسا تم التوصل إلى اتفاق غير رسمي في الـ27 من أبريل 1996، عرف بـ”تفاهم نيسان”، وكان الهدف منه وقف الأعمال العدائية بين الطرفين وتوفير الحماية للمدنيين. لكن التوترات استمرت بين “حزب الله” وإسرائيل لتنفجر بعد 10 سنوات في حرب يوليو 2006.

انسحاب عام 2000

انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000 وذلك لأسباب عدة، أبرزها الكلف البشرية والمادية المرتفعة التي تكبدتها إسرائيل جراء الاحتلال، إذ تصاعدت الهجمات ضد القوات الإسرائيلية وقوات “جيش لبنان الجنوبي” من قبل “حزب الله” والفصائل المتحالفة معه، مما أدى إلى مقتل عديد من الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى الضغوط الداخلية الكبيرة من المجتمع الإسرائيلي لإنهاء الاحتلال، بخاصة بعد تزايد الخسائر في الأرواح.

كما كان للحركات الاحتجاجية التي قامت في إسرائيل دور كبير في الضغط على الحكومة لاتخاذ قرار الانسحاب. كما تعرضت إسرائيل لضغوط دولية من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنهاء احتلالها الجنوب اللبناني والامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 425، الذي دعا إلى انسحابها الفوري من لبنان بعد اجتياح عام 1978. وكان هناك أمل في أن يؤدي الانسحاب إلى تسهيل عملية السلام في المنطقة وفتح المجال لتسويات سياسية محتملة مع لبنان والفصائل الفلسطينية.

كل ذلك أدى إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي بصورة كاملة في الـ24 من مايو (أيار) 2000، في خطوة اعتبرها كثر انتصاراً لـ”حزب الله” وحلفائه، مما سيؤثر لاحقاً بصورة كبيرة في الديناميكيات السياسية والعسكرية في الداخل اللبناني والمنطقة.

حرب يوليو 2006 أو حرب لبنان الثانية

تحل ذكرى تلك الحرب اليوم، الـ12 من يوليو، وتصفها إسرائيل بأنها “حرب لبنان الثانية”. ولكن من بعد سرد كل الحروب التي سبقت، هل يمكن اعتبارها كذلك؟

اشتهرت تلك الحرب أيضاً بأنها حرب “لو كنت أعلم”، في إشارة إلى ما صرح به أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله بعد انتهائها، إذ قال إن قيادة الحزب “لم تتوقع ولو واحداً في المئة أن عملية الأسر ستؤدي إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم، لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل… لو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً”.

“حزب الله” الذي كان جزءاً من الحكومة اللبنانية حينها، ومحتفظاً بجناحه العسكري المستقل، هاجم في الـ12 من يوليو 2006، دورية للجيش الإسرائيلي وخطف جنديين وقتل ثلاثة آخرين، وذلك لاستخدام الأسرى كورقة تفاوض لإطلاق سراح معتقلين لبنانيين في السجون الإسرائيلية، فردت إسرائيل بشن هجمات جوية وبرية واسعة النطاق على لبنان، مستهدفة مواقع “حزب الله” والبنية التحتية اللبنانية، في عملية استمرت 34 يوماً، وعرفت باسم “حرب تموز”، وقتل فيها أكثر من 1300 لبناني معظمهم من المدنيين، و165 إسرائيلياً، بينهم 44 مدنياً.

وتسببت الحرب في دمار واسع للبنية التحتية في لبنان ونزوح مئات الآلاف من السكان، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالاقتصاد اللبناني والتي بلغت 9 مليارات ونصف المليار دولار، وذلك وفق مركز المساندة الاقتصادية في لبنان.

وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الـ14 من أغسطس بوساطة الأمم المتحدة من خلال القرار 1701، الذي دعا إلى وقف الأعمال العدائية ونشر قوات دولية لمراقبة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

حرب غزة

ومنذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023 تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية، على خلفية ربط نصرالله تلك الجبهة بالحرب الدائرة هناك، بعدما كانت تلك البقعة اللبنانية قد هدأت نسبياً منذ انتهاء حرب يوليو 2006.

وأدت تلك المواجهات إلى توسع رقعة الحرب بين الطرفين، وهناك مخاوف متزايدة من اندلاع حرب جديدة شاملة بينهما. وفقاً لعديد من التقارير فإن احتمال اندلاع حرب شاملة ارتفع بصورة ملحوظة، بخاصة في حال فشل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

ويحاول المجتمع الدولي جاهداً منع التصعيد، لكن نسبة التفاؤل متدنية بصورة كبيرة في شأن نجاح الجهود الدبلوماسية في الوقت القريب. وفي هذا الوقت تستمر التحركات العسكرية والتعبئة للقوات المتصارعة على جانبي الحدود.

وتستعد إسرائيل مرة جديدة لاحتمال القيام بعمليات عسكرية كبيرة لدفع “حزب الله” بعيداً من الحدود، وإنشاء منطقة عازلة داخل جنوب لبنان. وعلى رغم التصريحات المتبادلة بأن كلا الطرفين لا يرغب في الحرب، فإن الوضع المتوتر والتصعيد المستمر يشيران إلى أن اندلاع حرب واسعة النطاق أصبح احتمالاً وارداً، بخاصة إذا حدث أي خطأ في الحسابات العسكرية أو السياسية بين الطرفين.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading