صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

في حفلٍ راقٍ مليء بالمفاجآت و«عاللبناني» .. اللبنانيون يمضون ليلة من العمر مع ميشال فاضل

بقلم : فيفيان حداد - أينما نظرت حولك في حفل «ليلة عاللبناني» على مسرح كازينو لبنان تطالعك ابتسامات اللبنانيين العريضة. فالموسيقي وعازف البيانو ميشال فاضل زوّد الحضور بجرعة أمل كانوا يتمنونها. فأعادهم إلى زمن الفن الأصيل.

الحفل نقشه فاضل بأنامله السحرية، فنقل الحضور من عالم مثقل بالهموم إلى آخر ينشرح الصدر له. فكان اللقاء المنتظر مع أغانٍ وموسيقى لعمالقة الفن. وشارك فيه إلى جانب فاضل فريق كورال وراقصة دبكة وعازفون أشعلوا الأجواء بعروضهم الفنية. وأضاف تفاعل فاضل مع الحضور على هذه الأمسية تألقاً، مولّداً بسرعة بينه وبين الناس علاقة عفوية استقبلوها بالتصفيق أحياناً وبالضحكات العالية أحياناً أخرى.

افتتح ميشال حفله بعزفه النشيد الوطني اللبناني على البيانو. ومن بعده كرّت سبحة المعزوفات التي تضمّنها برنامجه لهذه الأمسية. فكانت مقطوعتا «أنت عمري»، و«ألف ليلة وليلة» من ريبرتوار أم كلثوم، قدمها فاضل بأسلوبه و«عاللبناني» مُكرّماً ملحنَيها محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي على طريقته. ولم يغب عمالقة الموسيقى العالميين عن هذه الأمسية، فحضر موزارت بسمفونيته التي تحمل رقم 40. ويعرفها اللبنانيون من خلال أغنية فيروز «يا أنا يا أنا». كما عزف موسيقى خاصة بالفنان الأرجنتيني العالمي راوول دي بلازيو.

اتبع فاضل الأسلوب التصاعدي في حفله فكان مع مرور الوقت يزداد حماساً. وكان لميدلاي خصه فاضل لـ«أبو الموسيقى اللبنانية» زكي ناصيف، وقعه المنتظر على الحضور. ومع «يا عاشقة الورد»، و«نقيلي أحلى زهرة» شارك الجمهور في الغناء إلى جانب فريق كورال توسّط المسرح. ومن المفاجآت التي تخلّلها الحفل إنشاد أغنية «كل القصايد» لمروان خوري. ومع الثنائي ميشال وجوانا اللذين طعّما الأغنية بمقطع بالفرنسية، عاش الحضور لحظات الفن الأنيق مردّداً معهما الآهات طرباً. فهذه الأغنية تحتلّ مكانة كبيرة عندهم على الرغم من مرور سنوات طويلة على ولادتها. كما كانت هناك إطلالة للفنان معن زكريا تركت أثرها الطيب على الحضور، الذي قدم وصلة غنائية من الفولكلور اللبناني الأصيل حازت رضا الجمهور وتصفيقاً حاراً.

وفي واحدة من الوقفات التي تحاوَر فيها فاضل مع الجمهور، أخبرهم عن نيّته بإصدار ألبوم موسيقي لحّنه له خصيصاً الفنان كاظم الساهر. وأسرّ لهم بأن هناك حتى الآن 6 معزوفات من أصل 10 باتت جاهزة. وبعدها مباشرة عزف ميدلاي من أغاني الساهر.

ومن المفاجآت التي طبعت العرض ولامست القلوب عن قرب، تلك التي تمثّلت بإطلالة والد ميشال المغني والموسيقي فؤاد فاضل، وقدمه قبلها الابن شارحاً مدى أهمية مرافقة والده له في كلّ حفل يحييه. «إنه والدي، وله الفضل الأكبر في وصولي إلى هنا». وشدا الأستاذ فؤاد كما يعرفه اللبنانيون من خلال برنامج «ستار أكاديمي» بصوته الأوبرالي «أو سولي ميو». وهي من أشهر الأغاني التي كُتبت بالإيطالية في عام 1898. وعند انتهائه نادى ابنه وهو يشير إليه بيديه، تماماً كما ينادي الأب طفله، فتعانقا على المسرح تحت وابلٍ من تصفيق الجمهور الحار.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

شكّلت تلك المقطوعات الجزء الأول من الحفل لينقلنا بعدها فاضل إلى نجوم مصر الراحلين. فقدّم ميدلاي لعبد الحليم حافظ، وآخر لوردة الجزائرية؛ ولم ينسَ قبلها أن يكرّم ماجدة الرومي والفنانة جوليا من خلال أغنيتَي «مطرحك بقلبي»، و«على ما يبدو». فراح الجمهور يلوّح بيديه عالياً ويردّد كلمات أغاني عالبال تحمل له كثيراً من الذكريات.

خطفت أجواء ميشال فاضل اللبنانيين من واقعهم، فغنّوا ورقصوا وفرحوا معه، وفي ذروة تفاعلهم مع موسيقاه وُزّعت عليهم الأعلام اللبنانية خلال عزفه أغنية «راجع يتعمر لبنان»، فكان المشهد مؤثراً، وهم يلوّحون بأياديهم عالياً من دون توقف. واستمر المشهد نفسه خلال عزف «تعلا وتتعمر يا دار» للراحلة صباح. ورافق هذه الأغنية لوحات راقصة من الدبكة اللبنانية.

وقف ميشال فاضل مودّعاً الحضور معترفاً بأن الوقت مرّ بسرعة؛ فصرخ الجمهور يطالبه بأغنية لفيروز، فاعتذر منهم لأن أغاني سفيرة النجوم ممنوعٌ عزفها أو غناؤها لاحتفاظ أصحابها فقط بحقوق بثّها. فختم حفله بعزف أغنية وائل كفوري «البنت القوية» كي لا يخيب حماستهم.

ليلة من العمر التقى فيها اللبنانيون بعمالقة زمن الفن الجميل بقيادة أحد أبرز الموسيقيين في لبنان تختصر سهرة «ليلة عاللبناني». والمشهد نفسه سيتكرّر في سهرة ثانية لفاضل في 28 ديسمبر (كانون الأول). منظم هذا الحفل كان أمين أبي ياغي، صاحب شركة «ستار سيستم»، بالتعاون مع شركة «تو يو تو سي». وذكره فاضل في بداية الحفل وبأنه يقف وراء فكرة «ليلة عاللبناني» في هذا الوقت. وقال: «لقد طلبها مني أمين، ولم أتردّد بالموافقة؛ لأنّي أثق بحسّه الفني إلى آخر حد».

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading