يعتبر فقدان الطوابع البريدية الخاصة بالمعاملات الرسمية في لبنان واحدة من الأزمات التي تعصف بهذا البلد منذ بداية الانهيار المالي.
وهذه الأزمة تواجه اللبنانيين أثناء شروعهم لإجراء معاملاتهم الرسمية في الوزارات الحكومية والتي تحتاج إلى هذا النوع من الطوابع، وهو الأمر الذي يجبرهم اللجوء إلى السوق السوداء من أجل الحصول عليها.
وفي هذا السياق، يقول مدير المعهد اللبناني لدراسات السوق باتريك مارديني: إن الأزمة النقدية والمالية في لبنان تتماهى مع انهيار سعر صرف الليرة، حيث فقدت الطوابع البريدية قيمتها الفعلية.
ضرورة تبسيط الإجراءات الإدارية
ويشير مارديني في حديث لـ”العربي” من بيروت إلى أن “طابع فئة الـ10 آلاف ليرة كان يساوي 6 دولارات تقريبًا، أما اليوم فهو يوازي الـ10 سنتات، وبالتالي لم يعد من الممكن لوزارة المالية طباعة نسخ جديدة، لأن الكلفة لم تعد كالسابق وأعلى من قيمة الطابع نفسه”.
ويشرح مارديني أنه وبهذه الطريقة أصبحت خزينة الدولة هي من تصرف على هذا الطابع، فتوقفت وزارة المالية عن تزويد السوق بها.
لكن المحامي اللبناني يوضح أن قيمة تلك الطوابع لم تعد توافق قيمة المعاملات المطلوبة، حيث قامت وزارة المالية بزيادة الرسوم والضرائب بشكل كبير منذ بداية الأزمة وأصبحت قمية المعاملات أكبر من قيمة الطوابع.
كما يوضح مدير المعهد اللبناني أن هناك إلزامية لمواطنين من أجل تخليص معاملاتهم الحكومية، وبالتالي يجدون أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى السوق السوداء لشراء الطوابع التي يضعونها على معاملاتهم.
وعليه، يرى مارديني أنه على الدولة التخلص من التعقيدات الإدارية والعمل على تسهيل المعاملات الإدارية وتبسيطها وإلغاء كل الرسوم غير المجدية.