بخروق متواصلة لما يُعرف بـ«قواعد الاشتباك»، استهدفت المسيرات الإسرائيلية يوم الجمعة، ولليوم الثاني على التوالي، محيط مدينة النبطية، فيما أعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، أن إسرائيل تهدف إلى تغيير الوضع الأمني في الشمال، قرب الحدود مع لبنان، على نحو «سيتيح لنا إعادة السكان بأمان».
ونقل المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي بحسابه على منصة «إكس» عن غوردين قوله: «عازمون على تغيير الواقع الأمني الذي بات يتغير هذه الأيام بالفعل، ونواصل الاستعداد لتوسيع رقعة الحرب».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيرة إسرائيلية شنت الجمعة، غارة على منزل غير مأهول في حي السكرة عند المدخل الشمالي لبلدة يحمر الشقيف بمحافظة النبطية، وأطلقت صاروخين على دفعتين اخترقا سقف المنزل وأحدثا أضراراً كبيرة فيه. ولم تُفِد الوكالة عن وقوع أي إصابات في المنطقة. وفي وقت لاحق، أفادت مواقع إعلامية لبنانية عن غارة ثانية استهدفت موقعاً بين بلدتي أرنون ويحمر في النبطية. وتبعد يحمر نحو 8 كلم عن مدينة النبطية التي كانت تعرضت، ولأول مرة يوم الخميس، لغارة أُطلقت من مسيّرة باتجاه سيارة في محاولة اغتيال مسؤول عسكري في «حزب الله».
وكثفت المسيرات الجمعة غاراتها. فأفيد عن غارة استهدفت منزلاً في حي المعبور ببلدة عيتا الشعب – قضاء بنت جبيل، وأطلقت في اتجاهه صاروخاً موجهاً أدى إلى إحداث أضرار كبيرة فيه. كذلك استهدفت مسيرة أخرى منزلاً في مركبا، وهي من قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، غير مأهول على الطريق العامة، مما أدى إلى اشتعال النار فيه.
وتعرضت بلدة كفركلا، وهي أيضاً إحدى قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، لقصف مدفعي من دبابة «ميركافا». كذلك طال القصف المدفعي أطراف الضهيرة والجبين ويارين.
وعاشت قرى القطاعين الغربي والأوسط ليلاً ساخناً (الخميس – الجمعة)، فيما واصل الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته صباحاً على بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل، وألقى صاروخين جو – أرض تصاعدت جراءهما سحب الدخان الكثيف. كما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على منطقة حامول بالناقورة جنوب صور. وطال القصف أطراف بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل ومحيط تلة علي الطاهر.
بالمقابل، أعلن حزب الله استهداف التجهيزات التجسسية في ثكنة دوفيف، كما في محيط موقع المالكية وموقع الرمتا. كذلك استهدف دبابة ميركافا في موقع البغدادي، «ما أدى إلى إصابتها وتدميرها» وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية.
وأكد رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك، أن «المقاومة الإسلامية في جبهتنا بالجنوب تسطر الإنجازات المتتالية في ضرب العدو الصهيوني، إسناداً ودفاعاً، ولن تتوقف ما لم تتوقف العمليات العسكرية على غزة». وقال يزبك خلال خطبة الجمعة: «لن يسمع المبعوثون إلا كلمة واحدة؛ إن بداية الحل تنطلق من غزة، ولن يجدي التهديد».