التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون عاد الى دوامة التجاذبات السياسية من حيث الجهة المعنية بإقراره: الحكومة أم مجلس النواب؟
جديد الأمر ان «الخط العسكري» الذي سلكه الموضوع باتجاه مجلس الوزراء، عادت الصعوبات اللوجستية لتعيق استكماله، فكان لابد من الرجوع الى المسار النيابي لتعديل سن تقاعد ضباط الجيش والأمن، وعبر خطى نيابية هادئة فتح رئيس المجلس نبيه بري بابها بدعوته أمس، هيئة مكتب المجلس للاجتماع الاثنين المقبل، لتحضير جدول أعمال الجلسة التشريعية التي تعقد الأربعاء او الخميس لإقرار مشاريع واقتراحات القوانين ومنها ما يتعلق بسن تقاعد العسكر، بتجاوز واضح لرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل المرابط على ضفة الرفض والممانعة.
وتقدم التمديد لقائد الجيش الاهتمامات الخارجية، حتى على رئاسة الجمهورية، وبلغت الضغوط الاميركية والفرنسية حد التلويح بتطبيق كل المقررات الدولية بخصوص لبنان من 1701 الى 1559، والتي تصب كلها في خانة إبعاد ««حزب الله» والفصائل المسلحة عن جنوب الليطاني ونزع اسلحة كل الجماعات غير الشرعية.
التصعيد الاسرائيلي جنوبا يترافق مع الضغوط السياسية تحت عنوان تفعيل القرار الأممي 1701، يقابل ذلك تحريك الوسيط الاميركي – الاسرائيلي الاصل عاموس هوكشتاين للعمل على ابرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد في الجنوب، في وقت انتقل فيه الوفد الاستخباراتي الفرنسي برئاسة برنار ايميه الى إسرائيل، بعدما أجرى محادثات موسعة في بيروت، ونقلت صحيفة «يدعوت أحرنوت» عن مسؤولين اسرائيليين ان واشنطن تدرس امكانية التوصل الى تسوية بين لبنان واسرائيل بشأن الحدود، بهدف إبعاد «حزب الله»، وبشكل دائم، عن المستوطنات الاسرائيلية.
ويأمل لبنان ان يصل، عبر الامم المتحدة، الى حل للخلاف على النقاط الحدودية مع اسرائيل، ويزور وفد أمني فرنسي جديد لبنان في الايام القليلة المقبلة، استكمالا لمهمة ايميه، سعيا لوضع القرار 1701 موضع التنفيذ الجدي، وقد تم تحديد مواعيد مع المسؤولين الذين طلب الوفد الاجتماع بهم.
وكانت لافتة، زيارتان قام بهما السفير الايراني مجتبى أماني الى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في منزله في بيروت، تلتها زيارة المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤول التواصل والارتباط في الحزب وفيق صفا لجنبلاط، في حضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط.
وتقول المصادر المتابعة لـ«الأنباء» ان وفد «حزب الله» حاول إغراء جنبلاط بطرح أولوية تعيين رئيس لأركان الجيش، وهو منصب مخصص لكبار الضباط الدروز في الجيش، إلا انه تمسك بالتمديد لقائد الجيش.
جنوبا، جولات التصعيد على وتيرتها المرتفعة، القصف المتبادل استمر بين جيش الاحتلال الاسرائيلي وبين حزب الله والفصائل، وأعلن الحزب عن استهداف التجمعات المعادية في «جل العلام» وثكنة المضاد والمالكية والرادار ورأس الناقورة، وموقع المرج في قرية هونين اللبنانية المحتلة إضافة إلى موقع معيان باروخ الإسرائيلي.