صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

عقدة القوات وطبقة الأصحّاء

يقول الفيلسوف الالماني اريك فروم: “الشخص السوي يعاني من العزلة في المجتمع غير السوي، فالمجتمع المريض لا يتسامح مع الاصحّاء”.

ونحن نُضيف على هذا الفيلسوف بالقول: “الطرف النزيه والنظيف والوطني والشريف يعاني من العزلة ومحاولة الحصار والتطويق من قبل الطبقة السياسية غير السوية وغير النزيهة وغير الوطنية، وهي لا يمكن ان تتسامح معه لأنه يذكرّها بعوراتها وبفسادها وبكل امراضها الوطنية والسياسية العقيمة، ويكشفها امام الرأي العام”.

هذه الطبقة السياسية لا تكتفي بذلك بل تحاول اتهام الطرف النزيه المتوازن الذي لا ينسجم ولا يذوب ولا يندمج مع تركيبة الكذب والاقنعة والفساد والمحسوبية المختلة بأنه معقدّ، وبأنه صدامي، وبأنه لا يتفق مع احد، وبأن لديه عقد، حتى تجعله يُشكك بنفسه وتجعل الناس يشكّون في نزاهته ونظافته وصحّته العقلية والسياسية لمصلحة بقاء هذه الطبقة الفاسدة السفيهة.

“عقدة القوات” التي تتكلّم عنها بعض الأبواق والصحافة الصفراء في معرض التأخير بتشكيل الحكومة، هي في الحقيقة عقدة الآخرين واختلال معاييرهم وعدم وضوح رؤيتهم وضياع وجهتهم، وهي عقدة المترددين واصحاب اللاموقف وعقدة الفاسدين والعملاء والمخربين الذين يزعجهم وجود القوات واستحصالها على حجمٍ طبيعي في ادارة دفة الدولة، خصوصاً في ظل ما يُحكى عن لبنان جديد، وخصوصاً بعدما تم التضييق على القوات وعزلها والالتفاف عليها والتحالف عليها وضغطها في كل الاتجاهات حتى تظهر في حجمٍ سياسي اصغر بكثير من حجمها، وحتى يتمدد الفاسدون والخانعون في ارجاء الدولة ويعيثون فيها خراباً وفساداً على حساب تقلّص موقع القوات.

عقدة القوات ليست وزارة بالزائد ولا وزارة بالناقص، ولا هي وزارة سيادية او وزارية غير سيادية، بل عقدتها انها الوحيدة البلا عقد ضمن طبقة سياسية معقدّة، كونها تريد الاعتماد على معايير واضحة وموحدة اساسها الدستور والقوانين، بينما غيرها من المعقدّين يريدون التحايل والتذاكي والتلاعب بالمعايير وتكريس الصيف والشتاء تحت السقف اللبناني الواحد، والمساومة مع السلاح الذي انتهت مدة صلاحيته، ممّا ادى في السابق وسيؤدي في اللاحق الى دمار لبنان وخرابه، وكلّه تحت شعار “القوات المعقدّة” و”عقدة القوات”!

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

عقدة القوات هي التي تخلقها لدى هؤلاء، لأن القوات حقيقية بالفعل، وسيادية بالفعل، ووطنية بالفعل، واصلاحية بالفعل، وهذا ما يخلق عقدة كبيرة لدى غير السياديين وغير الاصلاحيين وغير الوطنيين المكشوفين امام الجميع من جهة، ولدى غير السياديين وغير الاصلاحيين وغير الوطنيين وغير الحقيقيين الذين يرتدون ثياب الحملان الوديعة وما زالوا غير مكشوفين للجميع بعد، من جهةٍ ثانية.

عقدة القوات انها تحمل السلم بالطول وتسير وفق الخط البياني الدستوري القويم للبنان الدولة والشعب والمؤسسات، وانما وسط طبقةٍ سياسية تأخذ الدولة بالعرض، وتضرب كرامة لبنان واللبنانيين وسمعتهم عربياً ودولياً عرض الحائط بالطول وبالعرض.​

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading