صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

عداد الضحايا مستمر في الارتفاع .. الخسائر البشرية تفوق كل الحروب مع إسرائيل

توقفت الحركة في البلاد أمس، وخلت الشوارع في مدن كبرى مثل العاصمة بيروت وجونية وجبيل من حركة السيارات، جراء توسع الحرب الإسرائيلية في يومها الثاني أمس، في العمق اللبناني، بعد تركزها بشكل رئيسي في الجنوب والبقاع وبعلبك الهرمل، إضافة إلى أهداف متفرقة وضعها الجيش الإسرائيلي ضمن لائحة استهدافاته.

وبـــدت التطـــــورات العسكرية ككــرة الثلج تتدحرج وترخي بظلالها على الحركة في البلاد، ما دفع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى التوجه إلى نيويورك «نظرا إلى التطورات الراهنة، لإجراء المزيد من الاتصالات»، وفق بيان صادر عن مكتبه، وبالتالي تم إلغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة قبل ظهر أمس.

وبــــرزت المطالــــب الإسرائيلية التي ربطت وقف الحرب الواسعة على لبنان، بوقف «جبهة الإسناد» لغزة، التي أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة «حماس» في 7 أكتوبر.

وليس سرا ان التطورات الأخيرة أحدثت انقساما في المجتمع اللبناني، لجهة المجاهرة أكثر بعدم جدوى ربط لبنان بالحرب في غزة، وانتقاد «وحدة الساحات»، إلا ان التضامن الوطني ضد الاعتداءات الإسرائيلية غطى هذه الانتقادات، لمصلحة تأمين النازحين اللبنانيين، وحماية المدنيين وتوفير مقومات الصمود من مسكن وأكل وشرب وأدوية ومستلزمات طبية ومحروقات.

وواصلت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية الواسعة على لبنان والتي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم «سهام الشمال»، الارتفاع مسجلة مئات الضحايا ونحو ألفي مصاب، لتبلغ ما يعادل ثلث عدد الضحايا على مدى 33 يوما في حرب يوليو 2006. ويبدو أن حجم الخسائر البشرية للجولة الجديدة من المواجهة يفوق أرقام كل الحروب مع إسرائيل.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

ولفت وزير الصحة فراس الأبيض إلى أن «المستشفيات قامت بالدور المطلوب منها ولذا السؤال اليوم: هل ستتحمل الدولة واجباتها تجاه هذا القطاع؟ والجواب هو نعم. وقد عقدنا اجتماعا مع وزير المالية لنقدم للمستشفيات جزءا من مستحقاتها».

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربت في الجنوب اللبناني والبقاع وجرد كسروان وجبيل وفي عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث نفذت محاولة اغتيال فاشلة ضد القيادي في «حزب الله» علي كركي الذي حل في المنصب العسكري لإبراهيم عقيل الذي قضى مع 14 من معاونيه في عملية اغتيال إسرائيلية كبرى يوم الجمعة الماضي.

وسقط الضحايا أشلاء أفرادا وأسرا، وغالبيتهم من المدنيين.

ونفذت إسرائيل بعد ظهر أمس غارة جوية جديدة على ضاحية بيروت، حيث استهدفت مبنى سكنيا من 6 طبقات مقابل حسينية الخنساء في منطقة الغبيري بالضاحية. وأدت إلى انهيار الطابقين العلويين من المبنى.

وعلى الأثر أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «نفذ هجوما دقيقا» في الضاحية الجنوبية، فيما ذكرت الإذاعة التابعة له ان «الجيش نفذ محاولة اغتيال في الضاحية».

وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن هدف الهجوم في بيروت هو قائد المنظومات الصاروخية لحزب الله إبراهيم قبيسي.

وتسببت الضربات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة، في حركة نزوح كثيفة من قرى وبلدات في جنوب لبنان. وخبر الناس الذين تركوا بيوتهم وأرزاقهم معاناة من نوع آخر بتمضية أكثر من 9 ساعات في سياراتهم لبلوغ العاصمة بيروت، ليبدأوا بعدها رحلة معاناة أخرى في البحث عن مأوى، لمن لم يحجز سلفا مسكنا، ولمن لا يملك المال الوفير لفتح المنازل التي تخطت بدلات إيجارها أسعار وحدات سكنية أكبر منها مساحة في العاصمة الفرنسية باريس أثناء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الأخيرة.

وخاض النازحون مواجهات مع أبناء وطنهم، وشعر البعض منهم بأنه غير مرحب به في بعض المناطق مثل دير قوبل في الجبل، التي منعت شرطتها البلدية الدخول إلى البلدة لغير المعروفين من أهلها.

وسارع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى احتواء ما جرى في دير قوبل، بتوجيه رسالة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري جاء فيها: «جبلنا جبلكم وبيوتنا بيوتكم».

وتكرر الأمر في حي عين الرمانة بالجزء الشرقي من بلدة الشياح قضاء بعبدا على تخوم الضاحية الجنوبية، حيث تدخل الجيش اللبناني لفض إشكالات.

فيما أحجم عدد من أصحاب المجمعات البحرية عن فتح شاليهاتهم أمام النازحين على رغم نهاية موسم الصيف وسقوط المطر، بدعوى عدم تعريض المجمعات لخطر الاستهداف.

على ان التضامن لم يغب، بفتح دور العبادة والكنائس في زحلة والصفرا بكسروان، والمدارس وعدد من الأديرة. وهبت طرابلس وبلدات عدة في إقليم الخروب وزغرتا لاحتضان النازحين بالمجان بمبادرات فردية.

في حين وقفت الدولة عاجزة، وسقطت وزارة الداخلية والبلديات في امتحان التخفيف من ساعات الازدحام، وتجنيب الناس متابعة غارات إسرائيلية على الخط الساحلي من الجنوب إلى بيروت، وخصوصا في الغازية على المدخل الجنوبي لمدينة صيدا وغيرها من قرى شرق صيدا.

وكتب الرئيس سعد الحريري في وقت متأخر من مساء الاثنين في حسابه على «إكس»: «‏التضامن الوطني واجب أخلاقي وسياسي في هذه المرحلة من تاريخ لبنان. أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية أمانة عند كل اللبنانيين ونصرتهم تتقدم على أي اعتبار».

وكانت بيروت قبلة لغالبية النازحين الذين احتاطوا وأجروا حجوزات مسبقة لمنازل في كل أحيائها.

وسيمر وقت كثير قبل إلقاء الضوء على ضحايا سقطوا في منازلهم، بينهم عائلات كاملة، مثل المقدم المتقاعد في الجيش اللبناني أحمد غريب الذي قضى في منزله في صور مع زوجته وبناتهما الثلاث. كما سقط 3 جنود للجيش اللبناني في منازلهم بالجنوب، وليس في مراكزهم العسكرية.

وبعيدا من الحرب الإسرائيلية الموسعة، بدا ان زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان قد أخفقت في بلوغ أهدافها لجهة تحريك الملف الرئاسي المتعثر إنجازه منذ 31 أكتوبر 2022. واستهل لودريان لقاءاته مع قائد الجيش العماد جوزف عون باليرزة. وتركز الحديث عن أوضاع الجيش في الفترة الحالية وحاجاته، ودوره في اليوم التالي لنهاية الحرب. وجدد العماد عون عرض وضع المؤسسة العسكرية المتماسكة في أصعب الظروف المعيشية التي يمر بها أفرادها. ولم تتناول المباحثات شؤونا سياسية.

كما التقى أمس في السرايا الحكومية ببيروت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وجال على غالبية القيادات ورؤساء الكتل النيابية. وجدد لودريان من السرايا التأكيد «على دعم فرنسا للبنان، والوقوف إلى جانبه في كل الظروف». وتناول الملف الرئاسي بالقول انه سيقوم بجهود «لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين للوصول إلى تفاهم يفضي إلى انتخاب رئيس جديد».

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأنها وسيلة إعلامية بأي شكل من الأشكال بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading