فبعد استهداف القيادي في حماس شرحبيل السيّد قرب منطقة المصنع في شمال شرق لبنان، تم استهداف قيادي في حزب الله ومرافقه كانا في سيارة قرب حاجز للجيش السوري على مقربة من الحدود اللبنانية. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية أخرى دراجة نارية في بلدة الناقورة أصيب على إثرها الراكب بجروح، تزامناً مع استمرار الغارات على القرى الحدودية وخصوصاً على عيتا الشعب وعيترون.
في المقابل، فإن ردّ حزب الله على الاعتداءات الاسرائيلية جاء تصاعدياً وبعمق أكبر داخل الجليل والجولان، ما يؤشر إلى مرحلة تزداد خطورة وتثير القلق. ورد الحزب على الغارات بقصف محيط ثكنة “برانيت” وموقع رأس الناقورة البحري والتجهيزات التجسسية في موقع الرمثا والمنظومات الفنية والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب وتموضعاً للجنود داخل غرفة في ثكنة راميم بمسيرة هجومية انقضاضية، ومقر قيادة كتيبة “ليمان” والتجهيزات التجسسية المستحدثة والمرفوعة على رافعة في موقع “حدب يارين” وموقع السماقة في تلال كفرشوبا.
وقال حزب الله في بيان: “بعد رصد لقوات الاحتلال في موقع المالكية، وعند دخول جيب عسكري من نوع “هامر” إليه، استهدفه مجاهدو المقاومة الإسلامية بصاروخ موجه، أصابه مباشرة، وتم تدميره وإيقاع طاقمه بين قتيل وجريح، وبعد تجمع جنود العدو لتفقد الإصابات استهدفهم المجاهدون بقذائف المدفعية وحققوا فيهم إصابات مؤكدة”.
وأكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “أننا مطمئنون للمرحلة التي وصلنا إليها، بحيث إن الأهداف التي طرحها العدو الصهيوني، سيحقق عكسها، وسنصل بعد هذه الأشهر من الحرب إلى نتيجة مفادها، أن الأسرى الصهاينة الذين هم بين أيدي المقاومين وشعبهم، أصبحوا أكثر تهديداً من قبل، ويمكن أن لا يخرج منهم أحد، وبالتالي لا يوجد تحرير للأسرى. وأما بخصوص الهدف الثاني الذي طرحه العدو الإسرائيلي، فإنه سواء دخل إلى رفح أو لم يدخل إليها، سيفاوض حركة حماس التي تعهّد في بداية الحرب العدوانية بسحقها، ولن يجد من يفاوضه من أجل تحرير ومبادلة أسراه إلا حركة حماس”.
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب للشهيد حسين إبراهيم مكي في مدينة صور، لفت رعد إلى “أن المقاومة تصعّد من عملياتها ضد العدو الإسرائيلي بمقدار، من أجل أن تحفظ معادلة الردع، حتى لا يتوهّم العدو ولو لبُرهة أنه أصبح قادراً ومهيئاً من أجل الانقضاض على لبنان وتحقيق أوهامه فيه، وبالتالي، نحن سنخرج منتصرين حين نحبط أهداف العدو”.
ورأى أن “ما نشهده اليوم في الغرب من تحركات وانتفاضات في الجامعات والشارع، يدل على أن الجيل المعاصر من الغربيين قد صُدم بالصورة الحقيقية التي بدا عليها الصهاينة، لأن الإعلام ومناهج التعليم في بلادهم، كانت تلقّنهم بأن إسرائيل هي واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط، وأنها البلد الديموقراطي الوحيد في الشرق الأوسط، وأنها تمتثل لحماية حقوق الإنسان بكل المعايير والمقاييس، وأنها تلتزم القانون الدولي، علماً أن مندوبيه وممثليه مزقوا مرات عدة ميثاق الأمم المتحدة. وبالتالي، هذه الصورة صدمت الجيل المعاصر، وفضحت العدو الصهيوني، ومسؤوليتنا أن نستثمر على هذا التحول”.
تهديد إسرائيلي
أما على الخط الإسرائيلي، فأفادت القناة 12 العبرية، نقلاً عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قوله بأنه “إذا لم يستجب حزب الله لمطالبنا فعلينا شن حرب في العمق اللبناني”.
وأشار إلى أننا “في طريقنا إلى الحرب مع الحزب، فهي أمر لا مفر منه”.