ولا يقتصر مجهود البطريرك محلياً فقط، بل يحمل هموم وطنه الى الخارج أيضاً ويطرح أزمته في مسعى لحث الدول على دعم لبنان وأبرزها الفاتيكان.
ومن المتوقع، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة “المركزية” ان يزور البطريرك الراعي الفاتيكان وهو في طريقه الى استراليا التي يزورها من 15 أيلول المقبل لغاية 24 منه، للاحتفال بقداس اليوبيل الذهبي لابرشية استراليا المارونية يوم الأحد في 24 أيلول، على ملعب Ken Rosewall هومبوش، نيو ساوث ويلز، حيث من المتوقع أن يشارك فيه ما يقارب 10 آلاف شخص.
كما سيرأس البطريرك الراعي المؤتمر السادس للأساقفة الموارنة والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية خارج النطاق البطريركي، وهو المؤتمر الذي يُعقَد مرةً كل ثلاث سنوات بالتناوب، ستستضيفه أستراليا هذا العام بالتزامن مع اليوبيل الذهبي لتأسيس الأبرشية المارونية.
وسيقام أيضا حفل عشاء خيري يوم الخميس 21 أيلول على شرف البطريرك الراعي يعود ريعه لتقديم المساعدات للطلاب في بعض المدارس المتعثرة والمهددة بالاقفال في لبنان.
وتشير المصادر الى ان البطريرك سيقوم بزيارة أخرى الى الفاتيكان اوائل تشرين الاول المقبل للمشاركة مع بطاركة من مختلف أصقاع العالم، في السينودس الكنسي synode sur la synodalite ويمتد على مدى أسبوعين تقريبا.
وعن إمكانية طرح الراعي موضوع النزوح السوري خلال زيارته الى الفاتيكان، تؤكد المصادر ان الموضوع ليس جديدا في الفاتيكان وهو مطروح من بين المشاكل الأخرى التي يعاني منها لبنان، وبأن الفاتيكان على علم بكافة تفاصيله وتداعياته، لكن الحلول ليست في الكرسي الرسولي بل بين لبنان وسوريا بالدرجة الاولى والمجتمع الدولي والعربي بدرجة ثانية، والمسألة تحتاج الى حل سياسي في سوريا وتمويل دولي وعربي لإعادة الإعمار. لكن على ما يبدو، نشهد تراجعاً في الموقف العربي تجاه دمشق كما ان المنظمات الدولية أيضاً أخذت موقفا من الموضوع، خاصة البرلمان الاوروبي.
وتوضح المصادر ان الفاتيكان يؤيد الموقف اللبناني في ملف النزوح، وهذا منذ البداية، رغم ان للبابا فرنسيس توجّها مختلفا بالنسبة للهجرة في العالم بشكل عام، لكن المسألة مختلفة بالنسبة الى لبنان. الموقف مؤيد ومتعاطف ومتفهم لكن عودة النازحين تحتاج إلى آليات معينة.
وتلفت المصادر الى ان البابا يتابع ملف لبنان ويدعم ويتحرك دبلوماسياً ولا ينتظر أحداً لايجاد الحلول. فالاهتمام جدي بلبنان من قبل الكرسي الرسولي بدءا من الملف الرئاسي مرورا بالوضع الاقتصادي والاجتماعي وصولاً الى تفجير المرفأ والنزوح، لكن المشكلة ليست في الفاتيكان بل في لبنان، لذلك المطلوب من المسؤولين اللبنانيين ان يساعدوا أنفسهم أولاً ويقوموا بواجباتهم ويطبقوا الدستور كي يتمكن الغير من مساعدتهم، أكان الفاتيكان ام غيرها من الدول، تختم المصادر.