صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

زلزال قد يضرب المريخ.. كم خسر ماسك في الخلاف مع ترامب؟

ما بدأ بمشروع قانون ضريبي.. انتهى بزلزال.

الخلاف المفاجئ، بين الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، أطلق موجات ارتدادية هزت واشنطن، وول ستريت، منصات إطلاق سبيس أكس، وقد يضرب المريخ كذلك.. من هول الصدمة.

علاقة فوق-اعتيادية بين رجلين برع كلاهما في تصدر عناوين الأخبار وتحدي السائد في السياسة الأميركية.. بل والعالمية، انتهت إلى مفرقعات على وسائل التواصل، وخسائر بمليارات الدولارات،  ليس في أسهم ترامب طبعا.

لطالما مثّل ماسك وترامب ثنائيا غريبا، أحدهما سياسي مثير للجدل، والآخر ـ أثرى رجل في العالم ـ يحمل مركبة فضائية في يد، وحزمة “ميمات” في الأخرى، أو هكذا يبدو.

لكن الخلاف أبعد من مشروع قانون، إنه “انقسام آيديولوجي،” يقول لـ”الحرة” براد بيرزر، أستاذ التاريخ في كلية هيلسديل الأميركية.

“في النهاية، يؤذي هذا الصراع كلا الرجلين، وبالتالي البلاد،” يضيف.

لكن شيخا دالميا، مؤسسة موقع The UnPopulist ورئيسة تحريره، تستبعد أن يربح ماسك المعركة.

“من المفارقات أن مشروع DOGE، الذي قضى فعليا على مصادر رزق متعاقدين فيدراليين بإلغاء عقودهم دون سابق إنذار، لم يمنع ماسك نفسه من الاعتماد بشكل كبير على التعاملات التجارية مع الحكومة”.

“ويمكن لترامب أن يستخدم أدوات السلطة التي يملكها لجعل الأمور شديدة الصعوبة على ماسك شخصيا وعلى شركاته،” تقول شيخا.

وقال ترامب، من ناحيته، إن مشروع القانون الضخم الجديد يتضمن إلغاءً للحوافز الضريبية الممنوحة لماسك، وهذا ما أثار غضب الرجل.

الذعر، الذعر!!

بعد ساعات من تفجر الخلاف، انخفض سهم تسلا ماسك بأكثر من 14%، الخميس، أي بأكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وتقلصت ثروة ماسك الشخصية بما يصل إلى 34 مليار دولار في غضون 24 ساعة.

خسارة تسلا هي أكبر الخسائر اليومية في تاريخ الشركة.

وبدأ المستثمرون، الذين كانوا بالفعل متوجسين بشأن اعتماد تسلا على الحوافز الضريبية، إعادة تقييم لمستقبل الشركة.

ليست تسلا وحدها، في إمبراطورية ماسك، التي تحفّ بها المخاطر.

لشركة سبيس أكس عقود مع الحكومة بأكثر من 20 مليار دولار، وتعمل سبيس أكس مع ناسا في إرسال رواد فضاء إلى الفضاء، واستكمال مهمة إنهاء محطة الفضاء الدولية بحلول 2030. وهذه بعقود أيضا.

أما تسلا، فهي تستفيد من ائتمانات ضريبية على السيارات الكهربائية وحوافز تُقدّر بمليارات الدولارات سنويا.

وتوقعت شركة “جي.بي. مورغان” أن يؤدي إلغاء الحافز الممنوح لـتسلا إلى تقليص أرباحها السنوية بمقدار 1.2 مليار دولار.

وإذا ألغيت جميع الحوافز الحكومية، فقد تصل الخسائر إلى 3.2 مليار دولار سنويا، هذا من دون احتساب تداعيات العراقيل التنظيمية التي قد تُبطئ توسع تسلا أو إطلاقات سبيس أكس.

في الوقت ذاته، لا تبدو الجوهرة الأخرى في تاج ماسك، أي منصة X، على قدر كاف من التوهج المالي، هي الأخرى، حيث تواصل عائدات الإعلانات هبوطها منذ 2022، مع انسحاب العديد من العلامات التجارية بسبب سياسة المنصة المثيرة للجدل وانخراط مالكها المتزايد في صراعات سياسية.

لكنّ كثيرين يتساءلون: لماذا يجازف ماسك في إثارة غضب الرئيس؟

دفاعا عن دافع الضرائب الأميركي، أم عن مصالحه؟

أيديولوجيا أم إستراتيجية؟

يرى براد بيرزر أن ماسك يمثل “نوعا من الليبرتارية-التقنية الهجينة (hybrid techno-libertarianism)”. ويبدو أن حملته ضد مشروع القانون “الضخم الجميل” تتماشى مع شخصيته، وفق هذا التوصيف. لكن توقيت انفصاله عن ترامب بالتزامن مع تهديد حوافزه المالية، يثير الشكوك حول دوافعه.

ترامب، كعادته، بسّط الموضع بأن ماسك انقلب عليه لأنه خسر بعض الامتيازات.

ومن منظور ترامب أيضا، عضّ ماسك اليد التي أطعمته العسل، بشكل علني، درامي، وغير مقبول.

قد يكون الأمر مزيجا من الاثنين؛ قد يكون ماسك مؤمنا حقيقة بتقليص الإنفاق الحكومي، لكنه أيضا بنى ثروته بدعمها. ولم يتوقع أن “طباخ السم يذوقه”.

لكن خصوم الرئيس يزعمون، أيضا، أن ترامب يدافع عن مصالح أميركيي حزام الصدأ، ويعيش كالملوك.

لكن، مرة أخرى، أليس التناقض جزءا أساسيا من الأسطورة التي تحيط كهالة بالرجلين؟!

لنعد إلى البداية

دعم ماسك حملة ترامب الانتخابية لعام 2024 بمبلغ يقارب 300 مليون دولار، وقاد لاحقا “وزارة كفاءة الحكومة (DOGE).

 وكان ترامب لا يتعب من مدحه في كل مناسبة.

ماسك، مشاغب بطبيعته، حصل على تفويض شبه مطلق للإشراف على “خفض الإنفاق الحكومي”. وزعم أنه قادر على تقليص الميزانية الفيدرالية بتريليوني دولار. لكن إصلاحاته لم تُسفر إلا عن عناوين رنانة بأرقام مشكوك في دقتها، بحسب خصومه.

لم يتجاوز حجم توفيرات DOGE” 175″ مليار دولار. “أفضل من لا شيء”، قال ترامب حينها، مع ابتسامة ساخرة يمكن القول.

مع ذلك، استمرت مظاهر الصداقة بين الرجلين. غالبا ما شوهد ماسك على موائد العشاء في منتجع مارالاغو، وغالبا بجوار الرئيس.

وعندما أعلن ترامب مشروعه التشريعي “الضخم الجميل” (BBB)، وهو حزمة ضرائب وخطط إنفاق تهدف إلى تحريك الاقتصاد وتعزيز إرث ترامب السياسي، لم يتوقع أحد أن يُفجر ماسك الوضع برمّته.

مع ذلك، فعلها ماسك!

فقد أعصابه، وأطلق العنان لعاصفة بوسات على مواقع التواصل. هاجم كل شيء، من توقعات العجز إلى “القمامة المليئة بالمحسوبيات،” بحسب تعبيره.

حذّر من أن إضافة 2.4 تريليون دولار إلى العجز قد “تُفلس أميركا”، واعتبر التشريع “الضخم الجميل” خيانة لكل ما كان يعتقد أن ترامب يمثله.

ترامب، الذي بدا متفاجئا، لم يتأخر كثيرا في الرد.

“أشعر بخيبة أمل كبيرة من إيلون،” قال في مؤتمر صحفي من المكتب البيضاوي، “كان (ماسك) يعلم بكل تفاصيل هذا القانون”.

وتابع: “كل ما في الأمر أنه (ماسك) فقد حوافز السيارات الكهربائية”.

وختم ترامب بنكتة مفادها أن ماسك ربما يُعاني من “متلازمة جنون ترامب”.

هكذا حدث الانفجار العظيم.

خلع القفازات

رد ماسك بتعليق مزلزل مثل صاروخ سبيس أكس أثناء إطلاقه. وصف كلام ترامب بأنه “كذبة واضحة”، ونفى أن يكون قد اطلع على النص النهائي لمشروع القانون.

“بدوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات. وكان الجمهوريون سيزحفون،” قالب ماسك.

ثم بدأ القصف المكثف:

زعم ماسك أن اسم ترامب موجود في ملفات جيفري إبستين غير المنشورة، ما أعادة الحياة إلى الجدل القديم حول أسرار الرج الذي “انتحر” في زنزانة.

دعم ماسك منشورا يدعو لعزل ترامب وتعيين نائبه جي دي فانس بدلا عنه.

حذّر من أن التعرفات الجمركية المقترحة في مشروع قانون ترامب “الضخم الجميل” سيؤدي إلى ركود اقتصادي قبل نهاية العام.

وفي خطوة درامية، أعلن ماسك أن شركة سبيس أكس ستوقف تشغيل مركبة “دراغون”، التي تُعد وسيلة النقل الوحيدة حاليا، التابعة لناسا، إلى محطة الفضاء الدولية، (لكنه تراجع لاحقا عن ذلك).

رد ترامب عبر منصة  Truth Social، بأن ماسك فقد عقله.

“إيلون بدأ يُثقل كاهلي. طلبت منه المغادرة. لقد جُنّ تماما”.

في تلك اللحظة تحولت القضية من اختلاف سياسي إلى خلاف شخصي يغلي فوق نيران الانتقام. وحسّت الأسواق بالحرارة.

السيرك الرقمي

اشتعلت مواقع التواصل بالمفرقعات، كأن الرابع من تموز حل مبكرا. تحولت X إلى ساحة مصارعة رقمية “Digital Wrestlemania”.

وأظهر استطلاع على منصة ماسك أن 76% من 1.5 مليون شخص شاركوا في الاستطلاع يساندون ماسك.

حرب الميمات

ميم: ترامب يقود سيارة تسلا نحو بركان.

ميم: ماسك في زي مصارع روماني يواجه قيصر.

ونشر كانييه ويست تغريدة بكلمة واحدة: “بوبكورن”، أي سطل فشار للاستمتاع بالمفرجة.

حتى أليكس جونز اليميني، الذي يوصف بأنه من أصحاب نظرية المؤامرة، ظهر ليقول إن هذه المعركة “ستفتح بوابات الحقيقة”.

مؤثرون كثيرون صبّوا الزيت على النار. وتحول الخلاف إلى حرب ثقافية.

حاول البيت الأبيض البقاء على مسافة مما يجري. فوصفت المتحدثة كارولين ليفيت النزاع “مؤسف”.

أما المشرعون الجمهوريون، فاعتصموا بحبل الصمت. لم يتفوه ميتش مكانيل ببنتش شفة.

وصمت جي دي فانس.

الديمقراطيون، في المقابل، استمتعوا بالمشهد. غرد آدم شيف: “كل ما ينقص هذا هو دلو ضخم جميل من الفشار”.

عين العاصفة

الجمعة، تحدثت تقارير عن “مكالمة سلام” بين ترامب وماسك.

يبدو أن ماسك خفض منسوب التصعيد، وسحب تهديده بتعليق مركبة دراغون. وانتعشت أسهم تسلا بنسبة 4% في تداول ما قبل السوق. لكن الندوب كانت واضحة، والمخاطر لا تزال تتراءى كميمات أشباح.

أصبح الآن دخول ماسك المعترك السياسي، الذي كان بدا في السابق دليل براعة، عبئا ثقيلا.

شركاته، وخصوصا سبيس أكس وتسلا، تعتمد بشدة على دعم الحكومة الفيدرالية.

والسؤال لم يعد فقط هل سيرد ترامب، بل هل سيتلقى ماسك تساهلا من المؤسسات التنظيمية بعد الآن. وإذا لم تكن تلك المؤسسات متساهلة أصلا مع ماسك، هل تتشدد من الآن فصاعدا، في التعامل مع شركاته.

لم يكن ما شهدناه خلال اليومين الماضيين مجرد خلاف بين شخصيتين دراميتين، تحول، بشكل متوقع على نحو ما، إلى شجار، بل كان شرخا لا يبدو أن من السهل إصلاحه.

ما وراء الستار

عندما سألناها عن رؤيتها في العمق لما يجري بين ترامب وماسك، قال شيخا دالميا، مؤسسة موقع The UnPopulist ورئيسة تحريره، وهي أيضا رئيسة معهد دراسة السلطوية الحديثة، “من المتوقع أن يبدأ هذا التحالف بالتفكك”.

وأضافت أن تحالف ترامب مزيج غير متجانس أو “غير مريح” من الانعزاليين المؤيدين لمبدأ “أميركا أولاً”، والقوميين الدينيين، والشعبويين الاقتصاديين، والليبرتاريين المتشددين في الإنفاق، إضافة إلى رجال التكنولوجيا من وادي السيليكون، والذين لديهم مصالح متباينة ومتصارعة”.

ما كان يجمعهم سويا، تقول دالميا، “كراهية اليسار المستيقظ (woke left)، وهذا ما استند إليه ترامب في فوزه. لكن الآن، ومع توليه الحكم، أصبح مضطرا لاختيار أي من الفئات المختلفة سيُرضي”.

“كان ماسك يأمل في استخدام ترامب لكسر شوكة اليسار (woke left)، بينما كان يقدم مازيدا من التبرعات لحملة ترامب بهدف لحد من سياسات MAGA التي لا تعجبه. كان يعتقد أنه يمكنه أن يحصر حملة ترامب ضد الهجرة في استهداف العمال غير النظاميين ذوي المهارات المنخفضة، مع فتح الباب أمام أصحاب المهارات العالية.

لكن ستيف ميلر، أحد أبرز دعاة النقاء القومي، لم يقبل بذلك إطلاقا. كما أن ترامب نفسه لطالما كان مؤمنا بسياسات الحمائية الاقتصادية، لذا خسر ماسك معركة الرسوم الجمركية أيضا. وآخر ما كان يريده ماسك، وهو تقليص حجم الحكومة وخفض العجز، جوهر مشروع DOGE، تخلى عنه ترامب لصالح مشروع قانون للإنفاق، وهو مشروع “القانون الضخم الجميل”.

رغم خسائره، تتابع دالميا، يظل ماسك أخطر خصوم ترامب داخل الحزب الجمهوري. فثروته، وقدرته على الحشد الانتخابي، وكاريزميته، هي التي منحت ترامب فعليا هامش الفوز. وإذا واصل انتقاداته لـ”المحسوبيات” في مشروع القانون، فإنه سيمنح الليبرتاريين الماليين دعما كبيرا في مجلس النواب المعارضين لمشروع القانون.

وقد تدفع محنته، وقوته، عددا من المليارديرات التقنيين الآخرين إلى سحب دعمهم من ترامب. وبهذا، قد يتمكن من نزع بعض طبقات التأييد من حول ترامب، وإضعافه تأثيره في المستقبل.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading