صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

رسالة محبة وأخوّة ومصلحة لبنان أيها الإخوة الشيعة الشركاء في الوطن

أيها الإخوة الشيعة كلنا في خطـر جغرافيتنا في أحلك أوضاعها وهي بين النار والنار ، وستحرقنا وسينتهي كل شيء في حال بقينا على منظومة عدم الولاء للجمهورية اللبنانية . نحن بحاجة إلى الثقة المتبادلة لا إلى أفكار التخوين والعمالة ، علينا أن نقف جميعًا في وجه هذه العاصفة العاتية التي ستقضي علينا ومن دون إستثناءات . دعونا نتوّحد حول العلم اللبناني والسيادة الوطنية كي يعـود إلى الوطن نظامه الحر ، الذي أضاعه ساستنا في لحظات تاريخية حكمها الجهل والعمالة والتفرّد في الرأي وفي أحادية المواقف، دعونا نجدِّد الوعـد بالقول جميعنا أنّ الحكمة أبقى من وحَيٍّ في حجر .

أيها الإخوة الشيعة إذا كانت الطائفة الشيعية بخير حتمًا فإنّ سائر الطوائف والمذاهب يكونون بخير ، فالأصالة اللبنانية هي الأساس لأي عمل نضالي وطني، إنّ تأصُّلْ اللبنانيين في الجمهورية اللبنانية وما يحّلُ بنا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا المشترك الواحد من ويلات هذه الحرب التدميرية يضع على عاتقنا مسؤولية خاصة في ما يرجع لا لمستقبلنا وحسب بل لمستقبل أجيالنا في الجمهورية اللبنانية . إنّ ما يهمّنا كباحثين في “المركز الدولي للأبحاث السياسية والإقتصادية PEAC“هو أن يبقى لبنان وطن التعايش وطن الأحرار وطن الشرفاء وطن الحريات وطن الإنصهار الحر . ومتى فقد لبنان هذه الطاقة الإنسانية الحضارية الخُلُقيّة فإنّ تغييرات سلبيّة سوف تطول مجتمعنا اللبناني وأخطرها لا بل أشدّها زوال صيغتنا (صيغة العيش المشترك) لحساب التوتاليتارية والأنظمة الشمولية .

أيها الإخوة الشيعة ميزتنا اللبنانية هي  الخدمة والإنفتاح على العالم العربي والدولي ، لماذا علينا تحمُّلْ أخطاء السياسة والسياسيين؟ وهل يعقل أن يحكمنا رعاع السياسة بالعزلة والإنعزالية والعداء لبعضنا البعض ؟! مهما يكُنْ أيها الإخوة إنّ الآفة الكبرى في هذه المرحلة الخطــرة تكمن في السياسة المنتهجة والتي أوصلتنا إلى ما نحن عليه من حروب وفقر وبطالة وهجرة وتدمير ممنهج لوطننا ولمؤسساته الشرعية المدنية والعسكرية … كل ذلك خدمة للغريب الذي يُدير سياساته ومصالحه من على أرضنا ونحن نُعاني ما نُعانيه من ظُلم ذوي القُربى الذين يدّعون المحافظة علينا وعلى مصالحنا، والواقع يشي عكس ذلك.

أيها الإخوة الشيعة جميعنا نُعاني أزمة حادة خانقة بسبب الإضطرابات السياسية – الأمنية – الإقتصادية – المالية – الإجتماعية التي تعانيها البلاد ، وصدق قول المثل القائل ” كلّ واحد بيجُّرْ النار إلى جماعته ” ، أي كل مجموعة تعمل منفردة وضد الأخرى هل تجوز هذه التصرفات ، هل يجوز أن نتجاهل مصالحنا المشتركة ؟ هل يجوز بعد كل هذه السنين أن يتم تجاهل بعضنا البعض دينيًا – وطنيًا ، ليَكْتُب لنا مصيرًا يختاره الغريب ؟!

أيها الإخوة الشيعة إنّ الجمهورية اللبنانية هي على مفترق طُرُقْ وكل طائفة ومذهب في ظروف تاريخية تفرض الخروج من حال الحيرة والإرتهان والتردُّدْ وتحتّم التفكير المليّْ والرجوع إلى الذات الوطنية في سبيل الأصالة لا كأفراد أو كأجــزاء مبعثرين متناثرين متناحرين ، بل كشعب متضامن متناغم القوى ، وكمجموعة سياسية متحرِّرة مسؤولة عن الجمهورية اللبنانية وعن الحضارة اللبنانية وعن تاريخنا المشترك .

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

أيها الإخوة الشيعة إنّ وجودنا في الجمهورية اللبنانية هو شهادة للقيم الوطنية الصرفة البعيدة عن العمالة والمصالح الخاصة التي يجب أن نرفعها عاليًا بتحلينا بالأخلاق والوطنية والسماح ونشر المحبة والمحافظة على سيادتنا الوطنية تطبيقًا للدستور الللبناني وللقوانين المرعية الإجراء وفي طليعتها قانون الدفاع الوطني الذي ينص في مادته الأولى حصرية حمل السلاح والدفاع عن الدولة ومؤسساتها بواسطة قواها الشرعية دون سواها . إنّ المُطالبة بتطبيق قانون الدفاع الوطني ليس خيانة وليس إنتقاصًا من كرامة أحد ،إنه المنطق القانوني الذي من المفترض سلوكه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا الوطني المشترك .

أيها الإخوة الشيعة أستشهد في ختام مقالتي بما قاله سماحة الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين بما يلي :” أوصي أبنائي وإخواني الشيعة الإمامية في كل وطن من أوطانهم ، وفي كل مجتمع من مجتمعاتهم ، أن يدمجوا أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم ، وأن لا يميِّزوا أنفسهم بأي تمييز خاص ، وأن لا يخترعوا لأنفسهم مشروعًا خاصًا يميِّزهم عن غيرهم ، لأنّ المبدأ الأساس في الإسلام –  وهو المبدأ الذي أقرّه أهل البيت المعصومون عليهم السلام – هو وحدة الأمة التي تلازم وحدة المصلحة ووحدة الأمة تقتضي الإندماج وعدم التمايز . وأوصيهم بألاّ ينجّروا وألاّ يندفعوا وراء كل دعوة تريد أن تميّزهم تحت أي ستار من العناوين ، من قبيل إنصافهم ورفع الظلامة عنهم ، ومن قبيل كونهم أقليّة من الأقليات لها حقوق غير تلك الحقوق التي تتمتّع بها سائر الأقليات ” . وقبل الختام أذكركم بما قاله الأمام المغيّب موسى الصدر ” أنتم أيها السياسيون آفة لبنان وبلاؤه وإنحرافه ومرضه وكل مصيبة ، إنكم الأزمة إرحلوا عن لبنان “.

 

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading