في حين يتوقع أن يشكل اجتماع المجموعة الخماسية في نيويورك بمثابة خارطة طريق لايجاد حل للمأزق الرئاسي في لبنان، فقدت علمت “السياسة” أن نجاح الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في مهمته المقبلة آخر الشهر الجاري مرهون بشكل أساسي بمدى استجابة الأطراف اللبنانية للمساعي التي تقوم بها باريس، كاشفة أن الأجواء الداخلية والخارجية باتت أفضل من السابق، ما قد يسهل الأمور من أجل إحداث خرق في الجدار، وأشارت المعلومات إلى أن الجهود القطرية المدعومة من “الخماسية” ستستمر وبزخم عربي ودولي حتى تهيئة الظروف التي تساعد على انتخاب رئيس توافقي.
وأكدت معلومات “السياسة” أن خيار رئيس تسوية بات حتميا بعد سقوط معادلة أزعور ـ فرنجية، وهو أمر ألمح إليه لودريان، مشيرة إلى انه لم يعد خافياً على أحد أن “الخماسية” تدعم وبقوة هذا الخيار، بانتظار اتضاح صورة المشاورات الجارية. ورغم تأكيده أن الانتخابات الرئاسية لا تعنيه وأن أحداً لم يفاتحه في هذا الموضوع، فإن قائد الجيش العماد جوزف عون، واستناداً إلى ما تقوله المعلومات، يشكل نقطة استقطاب، في الداخل والخارج، ليكون رجل المرحلة إذا سارت الأمور وفق ما هو مرسوم لها، الأمر الذي يحتاج إلى جهود إضافية حتى تنضج التسوية بشكل كامل.
وقد التقى العماد عون سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن الذي أكد استمرار الدعم القطري للبنان والجيش في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة، فيما حمّل العماد عون السفيرَ القطري رسالة شكر إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على دعمه المتواصل للجيش.
ومن أستراليا، رد البطريرك بشارة الراعي على دعوات رئيس المجلس النيابي نبيه بري المتكررة للحوار قبل الانتخابات الرئاسية، فقال، “هناك لغط حول ما قلناه، وانا دائما اقول وقبل دعوة بري ان الحوار هو في التصويت. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وانا لم اقل انني مع الحوار، بل قلت اذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون”. وأكد الراعي عدم وجود اي مبرر لانتخاب رئيسا الجمهورية منذ ايلول الماضي عملاً بالمادة ٧٣ من الدستور، مجدداً دعوته للمجلس النيابي الى عقد جلسات متتالية وفقاً للدستور ودون تعطيل النصاب.
وفي نيويورك، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على التزام المنظمة الأممية المستمر بدعم الشعب اللبناني، معربا عن تقديره لسخاء لبنان في استضافة اللاجئين، كما أكّد الاستمرار ببذل الجهود لإيجاد حلول لعودة آمنة وكريمة لهم.
وكشف ميقاتي أنّه سيطلب من المجتمع الدولي مساعدة لبنان في مجالات عدة، كما سيطلب من القوى العالمية استخدام نفوذها لإقناع مختلف التيارات اللبنانية على انتخاب رئيس للبلاد يحظى بقبول جميع الفرقاء من أجل طي صفحة الفراغ الرئاسي. ورداً على سؤال حول دور “حزب الله”، أوضح ميقاتي أنّه ليس لدى الشعب اللبناني مشكلة مع البعد السياسي للحزب لكن أجهزته شبه العسكرية والأمنية، المرتبطة بدورها الإقليمي، أصبحت موضع استقطاب وانقسام ومصدر خوف للعديد من اللبنانيين، مشيراً إلى وجود نزاعات إقليمية على الحدود مع إسرائيل، مؤكدا الحاجة إلى الأمم المتحدة لمساعدة لبنان في تحديد حدود برية واضحة، كما تم ذلك مع الحدود البحرية.
إلى ذلك، أكّد النائب طوني فرنجيّة أنّ رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجيّة لم يكن يوماً عائقاً أمام الحلّ ولكنّ انسحابه ليس مطروحاً حاليّاً وحين تطرح الحلول على الطاولة نبحث في الأمر”. وأضاف، “قائد الجيش كان مطروحاً كمرشّح منذ البداية ولكنّ اسمه ظهر أخيراً إلى الضوء وزيارة محمد رعد إلى بنشعي غير مرتبطة بلقائه مع العماد عون”.