الملف الرئاسي مازال معلقا على نتائج الجهود القطرية والمسار الذي ستتخذه المبادرة الفرنسية، بعد عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت خلال أكتوبر.
ويعقد اليوم لقاء ثان بين الموفد القطري ونواب تكتل «الاعتدال الوطني» الذي سبق والتقاه الأسبوع الماضي، كما التقى القطريون مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان منذ ثلاثة أيام.
ويفترض ان يتظهر الموقف الفرنسي من صيغة الحل، بعدما حسم التزامه الدعوة إلى الخيار الرئاسي الثالث.
أما الجانب الأميركي فإنه يشعر بالخيبة من عدم تمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس، وفي تصريح لمسؤول في السفارة الأميركية لصحيفة «الشرق الأوسط»، حث على الدعوة إلى جلسة انتخاب رئاسية في دورات متتالية حتى انتخاب رئيس، مؤكدا ان واشنطن لا تدعم شخصية معينة، معتبرا ان مسار النهوض بالبلد يبدأ بانتخاب رئيس ثم تشكيل حكومة، ليتفعل عندئذ عمل مجلس النواب وتقر الإصلاحات اللازمة.
وقال ان ما نقل عن بربارة ليث في اجتماع «اللجنة الخماسية»، غير صحيح وهو يهدف إلى إحداث شرخ بيننا وبين جيش لبنان القوي الذي نحن فخورون بالتعاون معه.
في هذا السياق، أكدت مصادر رئاسة مجلس النواب استعداد رئيسه نبيه بري لدعم وتسهيل مهمة كل من يريد مساعدة لبنان، على غرار ما فعل مع الموفد الفرنسي ومن بعده القطري، وأضافت المصادر ان الرئيس نبيه بري مازال يعتبر ان مبتدأ وخبر الحل الرئاسي هو الحوار والتوافق، أما وقد رفضوا الحوار والتوافق، فقد سحب مبادرته ولم يعد لديه أي جديد!
شؤون الساعة ومن بينها الملف الرئاسي تطرق إليها بري خلال زيارته وعقيلته إلى منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مواسيا بوفاة شقيقته، وقدم بري وعقيلته واجب العزاء للرئيس ميقاتي وشقيقه طه ميقاتي والعائلة بوفاة شقيقتهم نجلا ميقاتي بدير.
وفي مواقف القوى الداخلية الأخرى، أكدت عضو «تكتل لبنان القوي» النائب ندى البستاني اننا «كتيار وطني حر مع انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ولكن اليوم نواجه صعوبة في انتخاب الرئيس، والأهم من انتخاب الرئيس هو الاتفاق على برنامج رئاسي».
وأعلنت البستاني في حديث لقناة LBCI اننا «لم نرفض الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقلنا إن هناك ظروفا يجب أن تكون موجودة لينجح هذا الحوار»، مشددة على ان «الاستحقاق الرئاسي هو لبناني بامتياز وقرارنا حر».
بدوره، أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثودكس المطران إلياس عودة في قداس الأحد إلى أن «الدول المهتمة بلبنان منزعجة من تصرف جميع الأفرقاء»، متسائلا عن جدوى استمرار اهتمامها بلبنان، فيما يتمادى المسؤولون في عدم تحمل المسؤولية، وفي إطالة عمر الفراغ».
وتابع «كلما طال المأزق كلما فرغ لبنان من أبنائه الذين يهاجرونه سعيا وراء حياة كريمة، فيبرعون ويبدعون».
من جهته، حذر الوزير السابق وديع الخازن، في بيان، من الأوضاع الراكدة على صعيد الدولة، وتفاقم أزمة النزوح السوري الخطيرة، ورأى أنه «لا يمكن إضاعة فرص الإنقاذ المتاحة.. وإعادة هيكلة الدولة قبل فوات الأوان وتجنيب لبنان مما يتحضر لمنطقتنا من «سايكس ـ بيكو» جديد وتغييرات على الصعيدين الديموغرافي والجغرافي».
تدفق النزوح السوري هم آخر تخطى في حجمه البشري الخطر الذي يشكله على لبنان الشغور الرئاسي ومشتقاته على مستوى الدولة والمؤسسات.
في هذا السياق، كشف رئيس لجنة الإدارة والعدل في مجلس النواب جورج عدوان عن «تفاهم سري» كان جرى في العام 2016، بين وزارة الداخلية آنذاك برئاسة نهاد المشنوق ومفوضية اللاجئين، ويشمل هذا «التفاهم» توزيع الإقامات للنازحين السوريين لقاء مبلغ يصل إلى 23 مليون دولار حصلت عليها المديرية العامة للأمن العام، بحسبما اعلنه عدوان عبر قناة «إم تي في»، وطالب الحكومة الحالية بإلغاء هذه المذكرة وكل مفاعيلها فورا.
أضاف: ما توفر لدينا من معلومات معيبة انه عشية مؤتمر في لندن قدموا مساعدة للأمن العام اللبناني بـ 23 مليون دولار لإجراء بعض المعاملات، مقابل إعطاء إفادات سكن لمئات الآلاف من السوريين، ما أفضى إلى شرعنة وجود غير شرعي، معتبرا أن كل الإفادات الرسمية التي أعطيت غير قانونية ويجب إلغاؤها.
في الاثناء، واصل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جولاته حيث تفقد منطقة القاع – بعلبك، وشهد افتتاح بئر المياه التي تغذي بلدة القاع على الطاقة الشمسية.