والحصروني هو من بلدة عين إبل الحدودية وكان يتولى مسؤولية منسّق القوات في منطقة بنت جبيل، وما عزّز فرضية عدم وفاته بشكل طبيعي هو انتشار فيديو يظهر تعرّضه لكمين من سيارتين واقتياده إلى المكان الذي وجد فيه مقتولاً من خلال تعرّضه للخنق والضرب بمسدس على رأسه والقفص الصدري ما أدى إلى كسر ضلوعه وخرقها للرئة.
وقد بدأت الجهات الأمنية التحقيق في الحادث، في وقت استنكر رئيس بلدية عين إبل عماد اللوس “الاعتداء الآثم” على الياس الحصروني الذي كما ورد في البيان “قضى بحادث مدبّر إذ تم اختطافه واقتياده بسيارته إلى طريق مقفر حيث وجد في جلّ تحت الطريق بجانب سيارته”.
وأضاف: “نطلب من القوى الأمنية التي أصبح بحوزتها الدليل القاطع على عملية الاختطاف أن تقوم وبأسرع ما يمكن بالكشف عن قتلة الحصروني وإنزال أشد العقوبات بهم حفاظاً على أمن المنطقة”.
وطالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بكشف هوية المرتكبين بأقصى سرعة، وأكد في بيان: “تبيّن في اليومين الماضيين، أن وفاة رفيقنا الياس الحصروني في عين إبل، لم تكن نتيجة حادث سير كما ظهر في المعلومات الأولية، إذ تبيّن ومن خلال كاميرات المراقبة الخاصة في المنازل المجاورة لمكان الحادث، أن كميناً محكماً مكوّناً أقله من سيارتين قد أُقيم لرفيقنا الياس، وعند مروره خُطف من قبل أفراد الكمين الذين يقُدّر عددهم بين ستة وتسعة أشخاص، إلى مكانٍ آخر حيث قتلوه”.
وقال “إن هذه المعطيات الجديدة أصبحت بحوزة الأجهزة الأمنية وخاصة مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لذلك، المطلوب كشف هوية الفاعلين بأقصى سرعة ممكنة، نظراً لدقّة الوضع في عين ابل والقرى المجاورة، ونظراً للنتائج التي يُمكن أن تترتب عن هذه الجريمة في حال لم يتم الكشف عن الفاعلين”.
من جهته، كتب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عبر “إكس”: “رحم الله المقاوم البطل الياس الحصروني الذي قضى غدرا في عملية ميليشياوية في بلدته عين إبل التي أحب وأحبته.. لن نستنكر ولن نطالب بمعرفة الحقيقة، فهي واضحة وضوح الشمس في منطقة أمنية معروفة الهوى.. بالأمس في المجدل واليوم في عين إبل وغداً في أي منطقة من لبنان! الوطن مخطوف واللبنانيون رهينة ونحن في حالة صمود ومقاومة ولن ينالوا من عزيمتنا”.
كذلك، قال عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك “اغتيل الرفيق الياس الحصروني في المنطقة التي لا يُكشَف فيها مجرم، هكذا تعلّمنا من اغتيال السياديين، وليس آخرهم لقمان سليم. لن نُتعِب الدولة بتحصيل حقوقنا من الدويلة”. وتابع “شهيدنا سقط في معركة العدو فيها معروف ولا يهم مَن ضغط على الزناد. الاغتيال لا يرهبنا، والعدالة نحصّلها من ضمائر الناس”.
وفي بيان لأهالي عين إبل جاء الآتي: “اليوم تبيّن الخيط الأبيض من الأسود، وتبيّن معه أن آلة القتل ويد الغدر هي التي امتدت على بطلٍ من بلاد الأرز، هو الياس الحصروني، وأنه لم يسقط بحادث سير، ولا قضاءً وقدر، بل سقط بعملية معدة ومدبرة سلفاً، أراد من خلالها القتلة أن يبتكروا أسلوباً جديداً بعيداً من الشُبهات، وهو الإيحاء أن حادث سير أودى بحياة المسؤول القواتي الياس الحصروني”.
وأكد البيان: “منذ اليوم الأول لاغتياله كان الشك رفيقنا، إلا أننا لسنا من مدرسة إلقاء التُهم بدون أدلة، إلى أن أثبتت التحقيقات والأدلة وكاميرات المراقبة أن الرفيق البطل الياس الحصروني قد سقط شهيداً بعد أن تم اختطافه من قِبَل عدة أشخاص حيث تمت تصفيته، ما يناقض تقرير الطبيب الشرعي. وبعد، فإن اغتيال الرفيق الحصروني سيُعيد فتح ملف الرفيقين روجيه صافي ونخله عطا اللذين سقطا أيضاً على أرض الجنوب، وبحوادث غامضة أيضاً”.
وأضاف “نعم، حتى باستشهادك يا الياس أردت أن تُضيء لنا على ملفات أوحت السلطة أنها قضاء وقدر، إنما آلة القتل قد سقطت في شِباك حقيقة استشهادك. إنها الحقيقة المرة، وهي أن مَن يُفترض بهم أن يكونوا شركاء فعليين في لبنان، ها هم يُمارسون دور الشركاء الفعليين للأعداء، فلا يُجيدون سوى القتل والتصفية والغدر والاغتيال”.
وختم البيان: “نعم، مَن اغتال كل قادة 14 آذار وصولاً إلى المفكر لقمان سليم، وليس انتهاءً بالبطل الياس الحصروني، ليس العدو الإسرائيلي ولا الجيش الأحمر الياباني، إنما أعداء الداخل، الذين لا يفقهون إلا لغة القتل والصواريخ والمئة ألف مقاتل… تعددت الأساليب لديهم، إلا أن القاسم المشترك يبقى القتل والغدر والتصفية، وكلها من شيم الأتباع الذين يُطلقون على أنفسهم ألقاباً أقلها أنهم أشرف الناس، فيما هم أحقر الناس وأكثرهم دموية وإجراماً.. باختصار، نم قرير العين يا شهيداً سقط في مواجهة الدويلة، فعائلتك أمانة في أعناقنا، وحقك وحقنا سنأخذه يا الياس، فإلى أقواس المحاكم وأعواد المشانق سنسير بالقتلة ولو بعد حين لتحقيق العدالة ومنع تغييبها، ولنا في الميدان صولات وجولات”.