وقد أشادت أوساط فريق الممانعة بالخطاب الثالث لنصر الله، ورأت أنه “كان أكثر صرامة وحسماً حيال الخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها المقاومة في مواجهة الحرب المفتوحة التي تشنها إسرائيل ضد فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق”، مشيرة إلى “أن أسلحة المقاومة في أي حرب مقبلة لن تكون على الإطلاق بأسلحة تقليدية”. واعتبر ناشطون في هذا الفريق “أن نصرالله أعظم من تكلم عن فلسطين والشعب الفلسطيني وأعظم من أعطى فلسطين وشعبها حقهم”، وأعادوا نشر مقتطفات من خطابه، مركزّين على قوله: “بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي”.
في المقابل، رأى ناشطون من الفريق السيادي “أن نصرالله فقد الهيبة وباتت إطلالاته تكراراً للأسطوانة نفسها من أجل رفع المعنويات وسرد الروايات الوهمية البعيدة عن الواقع والحقيقة”.
وفي تعليق على الخطاب، اعتبر رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” النائب السابق فارس سعيد، أن “الشلل يصيب حزب الله”، وكتب عبر منصة “إكس”: “الحزب يخضع لأوامر إيران التي تريد التفاوض مع أمريكا وليس الحرب، يعوّض عجزه عن الدخول إلى حرب مع إسرائيل بمناوشات محسوبة، يتلقّى ضربة تلو الأخرى كما حصل في الضاحية والناقورة، يتكلم قليلاً منعاً للإحراج ولم يلبّ جمهوره الذي هتف كرمال الله يا سيّد يالله”.
وأضاف سعيد أن “إسرائيل نجحت في قتل العاروري داخل “غرفة نوم” حزب الله وقد تكرر أفعالها وسط شلل الحزب الذي يبرر عدم فتح جبهة الجنوب بتفسيرات كاذبة منها “تقديره مصلحة لبنان”، ويعوض عجزه بالاتكال على دم الفلسطينيين الذي بلغ 22000 شهيد متروكين لمصيرهم” على حد تعبيره.
وختم بالقول: “سماحة الأمين العام.. تستقبلون هوكشتاين بعد أيام وتبرمون معه اتفاق ترسيم الحدود البرية بعد ترسيم الحدود البحرية مع العدو.. مشروعكم هو الانتصار على لبنان من خلال سلاحكم وليس الانتصار على إسرائيل. سماحتك أنت لا تعرف لبنان لأن من ادعى قبلك حكمنا ذهب مع الريح ولم يعد.. فكّر”.
أما المحلل السياسي إلياس الزغبي، فرأى “أن عملية الضاحية لم تغيّر شيئاً في خطاب نصراللّه لجهة التزامه بالضوابط التي وضعتها إيران لحرب المشاغلات، فربط الرد بـ”إذا” إسرائيل… وقال: “يمكن وصف خطاب الأمين العام لحزب اللّه بأنه نموذج عن الخطاب التحليلي كأي مراقب للأحداث الخطيرة التي تدور في غزة والمنطقة منذ ثلاثة أشهر، فقد أمضى معظم وقت الخطاب في توصيف الخسارات المعنوية والإعلامية الإسرائيلية وتحليلها في 14 بنداً، ولم يضف أي موقف جديد على ما أعلنه في الخطابين السابقين بعد السابع من تشرين الأول الفائت. ويمكن التأكيد أنه لا يزال شديد الالتزام بضوابط وقواعد الاشتباك التي وضعت مع تعديلات إضافية في الأسابيع الأخيرة”.