على عكس «ميدان لبنان»، لم يصمد الحرس الثوري الإيراني في معركة حلب، ففي اليوم التالي على بدء تلك المعركة أعطيت التعليمات بالتوجه إلى مطار حلب والتوجه إلى طهران .
لماذا لم تشأ إيران القتال في حلب؟ هل من ضمن الفواتير التي تسدّدها من أجل إنضاج صفقة الاتفاق النووي الإيراني؟ إيران انكفأت عن حرب لبنان و»أوعزت» إلى «حزب الله»، عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، فهل ما تقوم به في سوريا من انكفاء تتمة لانكفائها في لبنان؟
بصرف النظر عن نتائج المعركة فإن إيران تحاول ان تُنجِز «انسحاباً تكتياً من سوريا»، كما تحاول أن تقوم بانكفاء تكتي في لبنان لأنها لا تريد أن تكرّر المواجهة المباشرة بينها وبين الولايات المتحدة والتي جرت بين عامي 1982 و1983، وكبَّدت أميركا خسائر فادحة بعد تفجير مقر قيادة المارينز. اليوم الوضع مختلف كلياً: «حزب الله» تلقى ضربة قاسية وقاصمة، سوريا في وضع كارثي، ذراعها في غزة، عبر حركة حماس، شبه مقطوعة، العقوبات أنهكتها، وقد تعود هذه العقوبات مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض .