قالت الحكومة البريطانية إنها ستقوم بحظر مركب أكسيد النيتروس المعروف باسم “غاز الضحك” وتصنيفه على أنه مخدر من الفئة الثالثة (الهيروين والكوكايين مثلاً هي من الفئة الأولى. القنب والحشيش هي مخدرات من الفئة الثانية. في حين تعتبر بعض الستيروئيدات وبعض المهدئات مخدرات من الفئة الثالثة).
وبحسب شبكة “سكاي نيوز” التي نقلت الخبر، تأتي هذه الخطوة، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ نهاية العام الحالي، بعد أن كشف تحقيق قامت بإجرائه عن ارتفاع كبير في حالات دخول المستشفى للأشخاص الذين يستخدمون هذا الغاز.
هذا وسيعني هذا التصنيف الجديد للمركب بأن مستخدميه قد يواجهون عقوبة السجن لمدة عامين فيما قد يحصل بائعوه على مدة سجن قد تصل إلى 14 عاماً.
هذا وتشير الإحصاءات إلى أن مركب أكسيد النيتروس هو ثاني أكثر المخدرات شيوعاً بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 24 سنة في إنجلترا بعد حشيش القنب.
لإعلان المبدئي للحكومة البريطانية جاء على لسان وزير تسوية المناطق مايكل غوف في مارس (آذار) الماضي الذي قال إن حظراً سيفرض على هذا المركب بموجب خطط الحكومة لقمع السلوك المناهض لقيم المجتمع.
الجدير بالذكر أن إعلان نية الحظر جاء بأبعد من توصيات المراجعة التي أجرتها وزارة الداخلية، التي لم تصل إلى حد التوصية بفرض الحظر.
وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان كانت ذكرت في بيان: “لقد سئم الشعب البريطاني من الشباب الذين يتعاطون المخدرات في الأماكن العامة ويتركون وراءهم فوضى مشينة ليقوم الآخرون بتنظيفها… في وقت سابق من هذا العام، وعدت أنا ورئيس الوزراء باتباع نهج عدم التسامح مطلقاً مع السلوك المناهض لقيم لمجتمع، وهذا ما نقوم بتنفيذه”.
وأضافت الوزيرة: “إذا قبض عليك وأنت تستخدم ’غاز الضحك‘ كمخدرات، فقد تتعرض لغرامة كبيرة أو قد تواجه عقوبة السجن”.
وزيرة الداخلية قالت أيضاً إن مخططات جديدة قيد التفعيل لزيادة دوريات الشرطة في المناطق التي تشهد أكثر حالات تعاطي هذه المادة حيث يمكن إصدار العقوبات بسرعة أكبر.
وبحسب “سكاي نيوز” مجدداً، أظهرت البيانات التي تلقتها الشبكة من خدمات الإسعاف في لندن أن مكالمات الطوارئ 999 لحوادث تتعلق بأكسيد النيتروس تضاعفت بأكثر من ثلاث مرات خلال عام واحد، مع تسجيل 65 مكالمة في عام 2021، و213 مكالمة في عام 2022، في ارتفاع عن 36 مكالمة في عام 2018.
وعن الأعراض التي قد يعانيها متعاطو هذا الغاز، فهي قد تشمل فقدان الحركة ومشكلات في الصحة العقلية والعجز الجنسي. حتى أن اثنين من مرضى أكسيد النيتروس اضطروا إلى القيام بإجراءات طبية للتخفيف من تراكم السوائل داخل أدمغتهم لإنقاذ بصرهم.
وفي الحالات الشديدة للغاية يمكن أن تكون العواقب مميتة، إذ تسبب أكسيد النيتروس في وفاة 62 شخصاً منذ عام 2001.
بدوره ذكر وزير الدولة البريطاني لشؤون الجريمة والشرطة كريس فيلب: “لا يمكننا أن نسمح للشباب بالاعتقاد بأنه لا توجد عواقب لإساءة استخدام المخدرات. ليس هناك شك في أن تعاطي غاز الضحك يشكل خطراً على صحة الناس ومن الأهمية بمكان أن نتخذ إجراءات حاسمة قبل أن يتفاقم الوضع”.