وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير خارجيته عباس عراقجي إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت يمر به النظام الإيراني وحلفاؤه بمرحلة صعبة.
منذ الأسابيع الماضية يتحمل “حزب الله” أكبر حليف إقليمي للنظام الإيراني ضربات نوعية وغير قابلة للتعويض.
أقدمت إسرائيل في خطوة مفاجئة على تفجير وسائل التواصل لهذا لحزب مما أدى إلى جرح أكثر من 5 آلاف شخص وقتل نحو 40 منهم في عملية استمرت يومين واستهدفت أدوات التواصل بين منتسبي الحزب، وفي اليوم الثالث قتلت إسرائيل 10 من قادة “حزب الله” في غارة جوية، وفي اليوم الرابع بدأت غارات جوية غير مسبوقة على جنوب لبنان.
أين الجمهورية الإسلامية؟
توجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى نيويورك الجمعة الماضي، وكتبت وكالة “تسنيم” الإيرانية قبل سفره، “كان وزير الخارجية ينوي السفر إلى لبنان قبل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن أمين عام حزب الله حسن نصرالله طلب منه تأجيل الزيارة”.
وذكرت وكالة الأنباء هذه القريبة من الحرس الثوري أن عراقجي، “تلقى بعض الملاحظات واقتراحاً بعدم الاستعجال في الزيارة”.
لم يزر وزير الخارجية الإيراني لبنان لأن الجانب اللبناني لم يرحب بالزيارة، كما أن الملاحظات التي لمحت إليها وسائل إعلام النظام تكشف عدم رضا أمين عام “حزب الله” عن حليفه الأساسي. في وقت يمر فيه “حزب الله” بمرحلة حساسة وخطرة فلم يجرِ وزير الخارجية الإيراني حتى مؤتمراً صحافياً لدعم حليفه الأساسي في المنطقة.
لكن أين الدعم والاهتمام اللذان تعدهما إيران خطاً أحمر في ما يتعلق بـ”حزب الله” الذي تصفه بـ”قلب المقاومة”، ما هي توقعات “حزب الله” من النظام الإيراني في هذه الظروف الصعبة، وأين هي الوعود بالانتقام الصعب بعد اغتيال إسماعيل هنية؟
تأجيل زيارة عباس عراقجي إلى لبنان تكشف عدم رضا الجانب الآخر أي حسن نصرالله في ما يتعلق بسياسة غض الطرف التي يتخذها النظام الإيراني حيال إسرائيل.
وهذه مرحلة حساسة وتاريخية بالنسبة لحكام إيران والميليشيات المسلحة في المنطقة، فبعد عقود من العمل المشترك أصبحت هذه المجموعات في موقف تنظر بنظرة الشك إلى بعضها الآخر.
حسن نصرالله و”حزب الله” يدركان أن نظام ولي الفقيه يضحي بهما لمآرب سياسية. هذا النظام وصل حد السقوط قبل سنتين ولا يملك أي رصيد وطني أو شعبي أو عسكري لخوض حرب ضد أميركا وإسرائيل.
بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران تحدثت الأجهزة الأمنية الغربية عن هجوم إيراني وشيك ضد إسرائيل وأرسلت أميركا أكبر بوارجها ومقاتلاتها الحربية إلى المنطقة لكن النظام اختار الصمت.
خلال الأسابيع الماضية تحدث بعض المسؤولين الإيرانيين منهم عباس عراقجي أن “إسرائيل لن تنال هدفها من خلال توسيع التوتر والحرب”. وكتبت وكالة “مهر” للأنباء نقلاً عن محسن رضائي عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام أن “إسرائيل تنوي بمساعدة الحكومات المتخاصمة مع إيران إثارة حرب في المنطقة وجر إيران إلى ساحة الحرب، لكن طهران لن تقع في هذا الفخ”.