بقيت أجواء القلق والحذر مسيطرة على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل أمس، بعد التصعيد الذي شهدته بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، على إثر قيام الأول بإطلاق صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية، في حين قامت قوات “يونيفيل” والجيش اللبناني بتسيير دوريات على طول الخط الأزرق، من الناقورة جنوباً حتى مزارع شبعا شرقاً، في حين يخشى سكان المناطق الحدودية انفجار الأوضاع العسكرية في أي لحظة، في ظل حالة الاستنفار والاستعدادات الشاملة من جانب مقاتلي الحزب على طول الحدود.
ولم تستبعد أوساط المعارضة اللبنانية، كما أكدت لـ”السياسة”، أن يبادر “حزب الله” إلى فتح جبهة جنوب لبنان، في حال تصاعدت حدة المواجهات في قطاع غزة، بهدف تخفيف الضغط عن حركة “حماس”، وأشارت إلى معلومات تفيد بأن الفصائل الفلسطينية، طلبت من الحزب الدفع باتجاه ربط ساحات المقاومة، إلا أن الحزب يتريث بانتظار طبيعة التطورات في الأيام المقبلة، ليبنى على الشيء مقتضاه.
وفيما أكد الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الماضية عدم تخوفه من احتمال تفجر قتال على الجبهة الشمالية، علم أن المسؤولين الرسميين اللبنانيين، تلقوّا اتصالات غربية “تنصحهم” بعدم إقحام بلدهم في الحرب الدائرة.كما أشارت المعلومات إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، شدد خلال عدة اتصالات خارجية وداخلية على ان الاولوية لدى الحكومة هي لحفظ الامن والاستقرار في الجنوب، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة.
وجدد ميقاتي التأكيد على أن تحصين لبنان في وجه التطورات العاصفة يقتضي الاسراع في انتخاب رئيس جديد ووقف التشنجات السياسية القائمة، لافتاإلى أن الخطر الذي يتهدد لبنان لا يصيب فئة معينة او تيارا سياسيا واحدا ،بل ستكون له،انعكاسات خطيرة على جميع اللبنانيين وعلى الوضع اللبناني برمته.
وكان الجيش الإسرائيلي أطلق، قذائف على أطراف بلدات الهباريه والخريبه الواقعة بين ابل السقي والخيام، وسط تحليق كثيف لطائرات التجسس الاسرائيليه في سماء الجنوب، وصولاً إلى بيروت.
وعلى وقع الاشتباكات المستمرة بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في خضم عملية “طوفان الأقصى”، كشف النقاب عن دور إيراني على هذا الصعيد. فقد تبين أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المفاجئ الذي شنته “حماس” على إسرائيل، وأعطوا الضوء الأخضر للعملية في اجتماع عقد في بيروت، الاثنين الماضي، وفقًا لأعضاء كبار في حماس وحزب الله اللبناني، لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية. وقال هؤلاء الأشخاص، إن “ضباط الحرس
الثوري الإيراني عملوا مع حماس منذ آب الماضي لتخطيط التوغلات الجوية والبرية والبحرية، وهو الخرق الأكثر أهمية لحدود إسرائيل منذ عام 1973″.
إلى ذلك، طلبت السفارة الأميركية من مواطنيها في بيروت، توخّي الحذر، لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ، مؤكدة أن كل السيناريوهات مفتوحة، في حين أكّد الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي، أن الوضع مستقر حاليا”، مشيراً الى أن قوات اليونيفيل على تواصل دائم مع الجيش اللبناني وقائده ويعملان جنبا إلى جنب لتفادي أي تصعيد وتوتر على الحدود الجنوبية.
ووصف النائب قاسم هاشم ما حصل في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، بِـ “عملية محدودة في زمانها ومكانها”. وعمّا إذا كان ما يحصل في غزة سيتطور أكثر، اعتبر أنّ “هذا الأمر رهينة الظروف لأنّ الصراع مع إسرائيل مفتوح وهي لا تزال تحتل الأراضي اللبنانية”. وأشار إلى، أن “مساحة الصراع مع إسرائيل مفتوحة على مساحة الوطن العربي والأساس فيه احتلاله”.