مع اتساع رقعة المواجهات وحدتها على الحدود الجنوبية للبنان، بين “حزب الله”واسرائيل، لم يستبعد نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، احتمالات توسّع الحرب في ظل تداعيات الأحداث الإقليميةالحالية، لافتا إلى ان توسّع المواجهة أمرٌ قائم يحدده الميدان وقادة المقاومة. فيما اعتبر عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق، أن إطالة أمد العدوان على غزة، لن يقضي على حماس، ولن يحرر أو يعيد الأسرى دون ثمن، كما انه لن يغيّر شيئاً من معادلات المقاومة في الجنوب، ولن يحمي السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وله نتيجة واحدة، هي تعميق المأزق الإسرائيلي وزيادة أعداد قتلاه وجرحاه.
ولفت قاووق إلى أن العدو الإسرائيلي يدرك تماماً من خلال الثكنات والمستوطنات المهجورة، أن يد المقاومة على امتداد الحدود هي العليا، وليس أمامه إلاّ أن يخضع لمعادلات المقاومة، مؤكدا أن قرار المقاومة هو الرد السريع والحاسم دون تردد أو تأخير مقابل أي استهداف للمدنيين في لبنان، ومهما فعل العدو، فإنه لن يكسر إرادة المقاومة في نصرة غزة.
في المقابل أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، إلى أن “حزب الله” يعرض لبنان للخطر، مشيرا في الوقت ذاته إلى استهداف بنى تحتية ومخازن أسلحة ومواقع إطلاق صواريخ في جنوب لبنان، وقتل عددا من عناصر الحزب كانوا يعدون لإطلاق النار.
وفي حين أعلن الحزب أمس تشييع اثنين من عناصره من بلدة بليدا، زاد الحزب من وتيرة هجماته ضد جيش الاحتلال، واستهدف أمس موقع “المطلة”، في حين جدد العدو اعتداءاته على البلدات والقرى في الجنوبية، وقصفت الطائرات الحربية أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب بعدد من صواريخ جو أرض، حيث ارتفعت سحب الدخان الكثيف من المنطقة.
واستهدف العدو بقصف مدفعي أطراف بلدة حولا ووادي السلوقي والأطراف الشرقية لبلدة بليدا ومنطقة “تل النحاس” في أطراف كفركلا بقذيفتين. كما استمر تحليق المسيرات المعادية فوق بلدتي مجدل زون وشمع في القطاعين الغربي والأوسط اللذين تعرضا أمس لتصعيد في الاعتداءات عبر قصف مدفعي مباشر وغارات جوية وإلقاء قنابل حارقة وضوئية كما سُجّل نحو 6 غارات على أطراف عيتا الشعب.
في الاثناء وفيما شددت أوساط دبلوماسية، على ضروة أخذ التحذيرات التي نقلتها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت، على محمل الجد، سيما لناحية ما قالته من أنه “إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطر جداً”، جددت السفارة الاميركية في بيروت المواطنين بعدم السفر الى لبنان، واشارت في بيان لها إلى ان موظفيها عادوا الى عملهم بشكل طبيعي مع الابقاء على الارشادات الاستشارية عند المستوى الرابع.
في الاثناء أشارت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، إلى زيادة حركة النزوح من بلدات جنوبية في اتجاه المناطق الآمنة، مع تصاعد القصف الإسرائيلي.وأوضحت الوكالة أن بلدة صور على وجه الخصوص شهدت نزوحاً كبيراً إليها، مشيرة إلى أن عدد النازحين المسجلين في إدارة الكوارث الطبيعية في اتحاد بلديات قضاء صور تجاوز 24 ألفاً من غير النازحين الذين لم يسجلوا في البلديات.