المرجل الجنوبي يغلي، لكن ضمن إيقاع حدودي مضبوط نوعا ما برماية صاروخية من جنوب لبنان يقابلها قصف مدفعي أو بواسطة المسيرات من الجانب الآخر المعادي والمزيد من الضحايا على الجانب اللبناني، فيما المستوطنات الإسرائيلية المقابلة حجر بلا بشر.
ويتطلع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى مدد دولي يضع حدا لمعزوفة الموت اليومية على الحدود الجنوبية، ولا يرى من مستجيب، فإسرائيل تريد تدمير «حماس» حتى لا تتكرر عملية 7 أكتوبر، وحزب الله ومن خلفه إيران يريدان منع ذلك، بشتى السبل النارية، وهذا يجعل من الأضرار الهائلة التي الحقها العدو بغزة قابلة للوقوع في لبنان.
نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب قال في تصريح متلفز عن موقف الدولة: نحن في لبنان لا نريد الحرب، لكننا لسنا بمنأى عنها، والقرار ليس بيد الحكومة اللبنانية كما يقول رئيسها.
ميقاتي أبلغ الاجتماع الوزاري الموسع أمس انه بدأ يشعر باستجابة دولية لاتصالاته، خصوصا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي وضع ميقاتي في أجواء الاتصالات الدولية، واعدا بمواصلة السعي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
والتقى رئيس الحكومة عصر أمس وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تقوم بجولة في المنطقة تشمل الأردن وإسرائيل.
وكانت الخارجية الألمانية طلبت من رعاياها مغادرة لبنان أسوة بالدول الغربية الأخرى، وسبق لوزير الدفاع الألماني ان زار بيروت متفقدا كتيبة بلاده (140 جنديا) العاملة مع القوات الدولية في جنوب لبنان، حيث اعتبر ان سحب قوات «اليونيفيل» أو خفض عديدها سيكون إشارة خاطئة في هذا التوقيت.
وعلى غرار باقي الدول الخليجية، حثت وزارة الخارجية العُمانية مواطنيها على ضرورة العودة الفورية من لبنان نظرا للأوضاع الأمنية الحالية التي تشهدها المناطق الجنوبية منها، وكانت طالبت في بيان سابق بعدم زيارة لبنان خلال هذه الفترة إلا للضرورة القصوى.
وقالت وكالة «تاس» إن وزارة الخارجية الروسية نصحت رعاياها بعدم السفر إلى إسرائيل ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية.
ولاحقا، أبلغت سفارات هولندا وأوكرانيا وبلجيكا رعاياها بوجوب مغادرة لبنان.
إلى ذلك، وخلال لقاء وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بوحبيب سفير بلجيكا كون فوفاك، أبلغ بوحبيب ضيفه انه إذا أصيب الشرق الأوسط بالبرد ستنتقل العدوى إلى أوروبا.
بوحبيب التقى أيضا سفراء دول النرويج والدنمارك وفنلندا والسويد وكندا، حيث أعرب لهم عن قلق لبنان العميق إزاء استمرار العدوان على غزة، وقال: طالبتهم بتدخل دولهم من خلال الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد.
وأكد ان «تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على العنف لن تسلم منه الدول الغربية».
ميدانيا، وكما كل يوم، اشتعلت محاور الجنوب من الناقورة غربا إلى كفرشوبا شرقا وبوتيرة أعلى نسبيا عن الأيام السابقة، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي استهدفت ثلاثة عناصر من حزب الله على الحدود اللبنانية، فيما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي أطراف بلدة رميش. وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن ما بين 25 و30 قذيفة أطلقت من لبنان على مزارع شبعا، إضافة إلى إطلاق ما بين 20 و30 قذيفة على موقع هاردوف الحدودي.
وأفادت وسائل إسرائيلية عن دوي صفارات الإنذار في الجليل الأعلى، وتحدثت عن إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على موقع في مستوطنة المطلة دون وقوع إصابات.
في المقابل، قال حزب الله إنه استهدف بالصواريخ الموجهة 5 مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا.
وكان الإسرائيليون حاصروا ليل الخميس سيارة تقل سبعة صحافيين عراقيين وإيرانيين في محيط بلدة حولا، قبالة موقع العباد الإسرائيلي، بالرصاص فقتل أحدهم محمد ربيع البقاعي من بلدة سعدنايل، وهو كان برفقتهم، علما انه ليس صحافيا، وتدخل الجيش اللبناني عبر «اليونيفيل»، وتم إخراج الصحافيين من المنطقة، حيث تبين ان وجودهم في هذا المكان كان من قبيل الفضول.
وقال العميد المتقاعد في الجيش اللبناني أمين حطيط ان ما يجري في الجنوب اصبح وفق التسمية العسكرية «حربا مقيدة بالمكان والوسيلة».
في المقابل، نقل عن الجيش الإسرائيلي القول «سياستنا هي انه في أي وقت يطلق حزب الله النار سنرد بإطلاق النار».