صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

ثنائي عون وسلام أرسى «شبكة اطمئنان»

بقيت بيروت أمس، تحت وقع الصدمة الإيجابية التي شكّلها التكليفُ المُباغِتُ لرئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام، تأليف الحكومة الجديدة بعد أربعة أيام من انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للبنان، وهما التطوران اللذان عكسا حجمَ رياح التغيير التي تهبّ على «بلاد الأرز» التي يقودها للمرة الأولى في «جمهورية الطائف»، جناحان للسلطة التنفيذية من خارج النادي السياسي أو تَبادُل الرئاستيْن بين الاصطفافات الداخلية، وذلك على متن التحوّلات التاريخية في الإقليم الذي كان الوطن الصغير يؤثّر في توازناته ويتأثر بها من خلال الدور الوازن لـ «حزب الله» في المحور الإيراني الذي ينحسر نفوذه في المنطقة.

استشارات التأليف

وفي حين يُجْري سلام، اليوم وغداً، استشارات التأليف مع الكتل النيابية في مقر البرلمان، بدا أن رئيس البرلمان نبيه بري و«حزب الله» اختارا استيعابَ ما اعتُبر «صفعة سياسية» تلقّاها الثنائي وتؤشّر واقعياً بحسب خصومه إلى أنه لم يَعُد «نقطة الجاذبية» في الوضع اللبناني وأن ما كان ممكناً تحقيقه سابقاً فقط بـ «وهج السلاح» الذي يحدّد الاتجاهات لمختلف الاستحقاقات طُوي مع المتغيّرات التي تجعل الحزبَ خصوصاً عالقاً بين مطرقة حربٍ لم تنته بعد وما زالت في وضعية «وقف النار» والهدنة (تنتهي بعد 12 يوماً) ويتطلب إزالة آثارها ورشة إعادة إعمارٍ كبرى، وسندان عدم قدرة على الوقوف في وجه موجة عاتية داخلية وخارجية تدفع نحو تغييرٍ جذري على مستوى الإصلاحات المالية والاقتصادية واستعادة السيادة وحصر السلاح بيد الدولة من بوابة تطبيق القرارات الدولية.

وما ساعد الثنائي الشيعي على امتصاصِ «صعقةِ» تكليف سلام والتي ظَهَرَ معها في أضعف صورةٍ منذ نحو عقدين مع افتراق حلفاء عنه وسيْرهم «مع تيار التغيير الجارف»، هو حرْصُ عون على مدارته وتوجيه ما يلزم من رسائل الطمأنة إلى أنه ليس في وارد أن يبدأ عهده ناقصاً دعم مكوّن أساسي أو اعتماد منطق العزل أو الكسْر، قبل أن يكمل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة هذا المسار بـ «أول الكلام» الذي رفع فيه شعار «لستُ من أهل الإقصاء بل الوحدة، ولا من أهل الاستبعاد بل التفاهم والشراكة الوطنية. ويداي الاثنتان ممدودتان إلى الجميع للانطلاق معاً في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار».

وجاء كلام سلام بعد اللقاء الثلاثي التقليدي في القصر الجمهوري الذي جَمَعَه مع عون وبري والذي سبقه اجتماع ثنائي لبعض الوقت بين رئيسيْ الجمهورية والبرلمان عُلم أنه مهّد الأجواء لـ «سكب المياه الباردة» على ملف التكليف ومجرياته المدوّية، قبل أن يترسّخ هذا المناخ أكثر في أعقاب كلمة سلام التي أعقبت لقاءً لنحو 40 دقيقة عقده مع عون بعد مغادرة بري.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وجاءت كلمة سلام مدّججة بالرسائل، التي توجّه بها إلى اللبنانيين والأطراف السياسية وإلى الخارج، وحدد معها خريطة الطريق لحكومةٍ يُستبعد تماماً أن تَحمل أي نَفَس محاصصة أو أن تكون سياسية بوزرائها، بل أن تراعي معايير الكفاءةَ مع الحاجة لأن تنال ثقة البرلمان، وهي خلطة تتطلّب عدم الوقوع في فخّ تكرار تجارب سابقة استجرّ معها التأليف مراراً تعقيدات تطلبت أشهراً طويلة لتفكيكها.

بدء فصل جديد

وقال الرئيس المكلف من قصر بعبدا الذي وصل إليه وفي يده «الكتاب» (الدستور واتفاق الطائف): «شعوري عميق بالامتنان والمسؤولية. فهذا ليس مجرد تكليف بل دعوة للعمل لتحقيق تطلعاتكم، ولا سيما الشابات والشباب منكم: تطلعات التغيير وبناء دولة عادلة قوية حديثة ومدنية نستحقها جميعاً، انسجاماً مع ما تضمنه خطاب القسم الذي أحيا الأمل بإعادة بناء دولة القانون والمؤسسات».

وأضاف: «بعد المعاناة والأحزان والآلام بسبب العدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير على لبنان، وبسبب أسوأ أزمة اقتصادية وسياسات مالية أفقرت اللبنانيين آن الأوان لنقول: كفى! حان الوقت لبدء فصل جديد. فصل نريده متجذراً بالعدالة والأمن والتقدم».

وأكد سلام «أن أهمّ التحديات التي نواجهها اليوم هي التصدي لنتائج العدوان الأخير» مشدداً على أن إعادة الإعمار «ليست مجرد وعد بل التزام، وهذا يتطلب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتلّ من أراضينا فلا أمن ولا استقرار لبلادنا دون ذلك. وهذا يقتضي العمل أيضاً على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفياً ونص عليه اتفاق الطائف».

وتعهّد «إنصاف ضحايا انفجار مرفأ بيروت وتحقيق العدالة لهم ولذويهم، وإنصاف المودعين في المصارف»، وقال «في ممارستي لمهمتي الجديدة سأحرص على ألا يشعر مواطن واحد بغبن أو تهميش أو إبعاد».

في موازاة ذلك، تواصل الترحيب الدولي بانتخاب عون وتكليف سلام، وسط توقّعات بأن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت، الجمعة، للتهنئة، على أن يحطّ، السبت، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب زيارات مرتقبة لوفود خليجية رفيعة المستوى.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading