صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

تيمور جنبلاط يتسلم زعامة الدروز بمقاربات سياسية واجتماعية مختلفة

بقلم : منير الربيع - بعد إرث جنبلاطي امتد إلى أكثر من 400 سنة، وفي خطوةٍ استثنائية لبنانياً وخصوصاً درزياً أو جنبلاطياً، اختار وليد جنبلاط أن يترجّل سياسياً، إذ درج التقليد الجنبلاطي وفق التجارب التاريخية أنه لا أحد من زعاماتهم يتنحى عن السياسة سلمياً، بل جميعهم يقضون اغتيالاً أو على صهوات جيادهم، كما اختار تسليم كل هذه الأثقال لنجله تيمور.

وامتد الإرث الجنبلاطي على مدى سنوات طويلة من الصراع للحفاظ على الوجود، وعلى قرار المختارة، فأكثر من 45 عاماً قضاها جنبلاط على رأس الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيماً للدروز، خاض فيها معارك عسكرية وسياسية كثيرة، وتنقل فيها بين محطات مفصلية منذ قيادته للحركة الوطنية، إلى مواجهة الاجتياح الإسرائيلي، والعلاقة القوية مع سورية، وتوترها لاحقاً وصولاً إلى القطيعة والخصومة وحدّ العداء.

واختار جنبلاط تسليم الراية، في أكثر المحطات المفصلية بتاريخ لبنان، الذي يعيش أزمة سياسية ومالية واقتصادية لا مثيل لها. في حين هو على قناعة بأن الوضع في البلاد يحتاج إلى تغيير حقيقي وجدّي، في الشخصيات السياسية وأداء القيادات والزعامات، وتحت هذا العنوان يلجأ جنبلاط إلى التنحي تاركاً السياسة، مقيماً في الماضي والتاريخ كما يقول، ومسلّما الراية لنجله تيمور الذي «له المستقبل والقرار» كما يؤكد.

وكان هذا أحد تعابيره عن موقفه من الانتخابات الرئاسية، إذ اعتبر أن القرار في يد رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط، لأن المستقبل للشباب.

سياسياً، كان جنبلاط قد مهّد الطريق لقراره من خلال وقوفه على الحياد في الانتخابات الرئاسية، مُصرّاً على انتخاب رئيس توافقي، أما في حال المواجهة فهو يفضّل الذهاب إلى الورقة البيضاء، وهذا القرار وضعه بتصرّف نجله الذي يريد اعتماد نهج مغاير في المقاربات السياسية والاجتماعية.

ويعرف جنبلاط حجم التحدّي وحجم ما سيسلّمه لنجله، في المؤتمر الحزبي العام الشهر المقبل، ويعتبر أن الزمن ليس ابن ساعته، بل ابن مسار طويل من التعقيدات التاريخية التي يمثّلها جبل لبنان الجنوبي، أو جبل الدروز، وهناك رغبات لدى قوى كثيرة للسيطرة عليه وتهجير أهله إلى جبل العرب. تلك هي معركته التي استمرّ في خوضها منتظمة داخل معركة أكبر: الحفاظ على العروبة، وعلى الدول والكيانات، ورفض الدخول في نظريات تحالف الأقليات، والذي لو انخرط فيها ولو لم يكن ذا وجهة عروبية، لكان مصير الدروز كمصير الأكراد أو الأيزيديين.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

الخبر من المصدر

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading