إصطدمت محاولات وزير الإعلام السابق ملحم الرياشي لتعيين مدير عام لتلفزيون لبنان بحائط الصدّ الذي مثّله الرئيس ميشال عون المسكون برغبة عارمة بـ “هبج” أكبر عدد من المواقع في الإدارة ومؤسسات الدولة. إعتقد الرياشي أن بتعيين رئيس مجلس الإدارة عبر الآلية التي أقرتها حكومة الرئيس الحريري في العام 2010، إنما يؤسس لنهج جديد يسمح لذوي الكفاءة بتولي مناصب يستحقونها، بمعزل عن توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والطائفية علماً أن العرف قضى بتعيين كاثوليكي صافٍ على رأس “التلفزيون الرسمي”.
في بداية العام 2022 تم تعيين عضو مجلس الإدارة فيفيان لبّس حارساً قضائياً على “تلفزيون الدولة” لتسيير أعماله بعدما رفع رئيس مجلس الإدارة توفيق طرابلسي العشرة في 5 أشهر وهو المعيّن بدوره من قبل قاضية الامور المستعجلة في بيروت هالة نجا. ما كان مُنتظراً من السيدة / الحارس اجتراح العجائب في محطة هرمة لم تتمكن في ربع قرن من دخول حلبة المنافسة التلفزيونية. أدر القناة.أغمض عينيك لن يفوتك شيء. التلفزيون الرسمي أشبه براديو يحظى بمتابعة أصحاب المعالي المتعاقبين والمستشارين… نسبة مشاهدة متواضعة.
ليس لوزير الإعلام سوى تمثيل مرجعيته في مجلس الوزراء وتلاوة المقررات الرسمية واستقبال ممثلي محطات التلفزة متى حمي وطيس النشرات والمواجهات، وليس أمامه سوى ثلاثة مواقع تشغل حيزاً من اهتمامه: إذاعة لبنان المنسية والوكالة الوطنية للإعلام، وتلفزيون لبنان الباهت الصورة والمضمون والعاجز عن منافسة باقي الشاشات. التلفزيون صورة طبق الأصل عن معظم مؤسسات الدولة التي يتقاسمها وكلاء الطوائف الفاعلون في المنظومة. والسيد الوزير زياد مكاري، الكفؤ أكاديمياً والمنفتح، هو أولاً وآخراً ممثل أحد الوكلاء في الهيكل المتداعي.
ليس سراً أن مكاري طلب ولبّس رفضت التعيينات، فما كان من صاحب المعالي إلا أن استعاد ملف التلفزيون من القضاء وأصدر تعيينات طائفية بامتياز، لن تقدم أو تؤخر إلا إذا كان السيد الوزير يراهن على قدرة الزميلة وفاء حيدر (سنّة) على نقل التلفزيون من عصر إلى عصر ويأمل من الزميل هيثم كالوت (شيعي) في إحداث ثورة برامجية عجز عنها سواه. أما أن يكون مدير الأرشيف مارونياً فذلك مدعاة لافتخار الأمة المارونية العظمى.
سرّ تميز التلفزيونات الأخرى أن أصحابها وأنجالهم وأقرباء زوجاتهم لا يميّزون كثيراً في تعييناتهم بين أرثوذكسي وأرمني وبين سني وشيعي. شعارهم الثابت: أعطني نسبة مشاهدة عالية وجودة صورة وصوت وخذ ما يدهشك آخر الشهر.
ختاماً،علامَ الضجة في تلفزيون الدولة وكل المناصب والتعيينات واهية باهتة من موقع المدير العام المساعد إلى سائر المواقع والمفاتيح! إنها ضجة مش على ولا شي.
عماد موسى – الخبر من المصدر