الكاتب : شربل نوح
لم يفهم كثر منا اهمية ما حدث في ١٤ اذار ٢٠٠٥ و الذي ما زال حتى اليوم موضع تجاذب بين العديد من اللبنانيين فما اهمية تلك الثورة الشعبية الفريدة التي حصلت يوماً في لبنان ؟؟؟
لنفهم حقاً ما جرى علينا ان نعود قليلاً الى الوراء و تحديداً منذ قيام لبنان الحديث الذي نعرف
لم يتلاقى اللبنانيون يوماً حول هدف كياني كبير الا اصطناعاياً و مسيارة كاذبة لبعضهم البعض لذلك واجه هذا الكيان كمية المشاكل الضخمة التي لم تنتهي و ادت الى الحرب الاهلية و غيرها من الويلات
منهم من رفض الكيان منذ البداية و منهم من شعر بالغبن و منهم من اعتبر الكيان لا يعنيه و هو ملك لطائفة بذاتها من هنا كان من الصعب جدا جمعهم حول فكرة المواطنة المتعارف عليها في كل الدول الى ان اتت اللحظة التاريخية المنتظرة
فتلاقوا على نضال فئات مضطهدة و دماء زعيم طائفة شهيد و كبت طائفة مؤسسة (الدروز) عانت ما عانته من الاحتلال لكنها استعملت التقية التي تجيدها باتقان لحماية نفسها
فكانت ثورة الارز الثورة الاولى و الوحيدة التي حصلت في تاريخ لبنان الحديث و التي تكمن اهميتها في اجتماع اللبنانيين و توحدهم على اهداف كبرى بلحظة صدق نادرة بين بعضهم
وحدهم ممثلوا الطائفة الشيعية بقوا خارجها لأهداف تتعلق بنظرتهم الايديولوجية الكونية المرتبطة بولاية الفقيه و التي لا علاقة لها بلبنان
بقوا خارجها و انتصروا بنهاية المطاف على كل الاخرين فأسقطوها و اسقطوا معها لبنان و ربما نحن ذاهبون الى زوال الكيان
كانت ثورة مقدسة و حلم حققه اللبنانيون لكنهم لم يكملوه … كسرته لعبة المصالح و السلطة … حلم دمرته وضاعة بعض الصغار ووصولية بعض المتلونين و جبانة بعض الضعفاء … بعد سنوات عدنا الى المربع الاول كأن ١٤ اذار لم تكن …