أفاد مسؤول إسرائيلي لوكالة فرانس برس، الإثنين، بأن مجلس الوزراء الأمني سيعقد اجتماعًا مساء الثلاثاء لاتخاذ قرار بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
كما قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في نيويورك، داني دانون، “نحن نحرز تقدما على هذه الجبهة”.
ودعا مسؤول في الأمم المتحدة، يوم الإثنين، الأطراف المعنية إلى “الموافقة على وقف إطلاق النار” في لبنان، حيث تستمر المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، وسط تقارير تشير إلى احتمال توصل الطرفين لاتفاق يستند إلى مقترح أمريكي.
وقال مهند هادي، متحدثاً أمام مجلس الأمن الدولي نيابة عن مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند: “أشيد بالجهود الدبلوماسية المستمرة لتحقيق وقف للأعمال القتالية، وأدعو الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار القائم على التنفيذ الكامل للقرار 1701”.
وكان القرار 1701 قد أنهى القتال بين إسرائيل وحزب الله عقب حرب يوليو/تموز 2006 التي استمرت قرابة شهر، ونصّ على حصر الوجود العسكري في جنوب لبنان بالجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
وتشترط إسرائيل تفكيك “البنى التحتية” العسكرية التي أقامها حزب الله في الجنوب، بالرغم من القيود التي يفرضها القرار الدولي، إلى جانب انسحاب مقاتلي الحزب إلى شمال نهر الليطاني.
وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق، الإثنين، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب أصبح أقرب رغم وجود بعض المسائل العالقة، بينما أعرب مسؤولان لبنانيان كبيران عن تفاؤل حذر، وذلك مع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري يوم الإثنين عن مسؤول أمريكي كبير لم ينشر اسمه قوله إن إسرائيل ولبنان توصلتا إلى شروط لإنهاء الصراع، وإنه من المتوقع أن توافق إسرائيل على المقترح يوم الثلاثاء.
وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار مع حزب الله “تتقدم” لكنه أكد أن إسرائيل ستحتفظ بالقدرة على ضرب جنوب لبنان بموجب أي اتفاق.
وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعليق على ما أوردته أكسيوس.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية نقلاً عن مصادر سياسية بأن مسودة الاتفاق مع لبنان جاهزة تقريباً وأن الطرفين أبديا التزاما بإبرامه.
وتشير التقديرات بأن الاتفاق بين لبنان وإسرائيل سيحصل على الأغلبية في الكابينت الأمني والسياسي والحكومة الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن الاتفاق مع لبنان كان جاهزاً الأسبوع الماضي لكنه تأخر “بسبب أوامر اعتقال الجنائية الدولية”.
وأشارت التقارير في هيئة البث الإسرائيلية “كان” وموقع “واينت” وصحيفة “هآرتس”، نقلا عن مسؤولين، إلى أن الموافقة على الاقتراح لم تكن نهائية، وأن العديد من القضايا لا تزال بحاجة إلى تسوية، لكن إسرائيل وافقت على المبادئ الرئيسية للاقتراح.
ووفقا لـ “واينت”، فقد تم نقل هذا إلى لبنان.
وقال زعيم حزب الله نعيم قاسم، الأسبوع الماضي، إن الجماعة استعرضت اقتراح الهدنة وقدمت ردها وأن الكرة الآن في ملعب إسرائيل.
وأفادت “هآرتس” أن الاقتراح سيتضمن ثلاث مراحل: هدنة يتبعها سحب حزب الله لقواته شمال نهر الليطاني؛ وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان؛ وأخيراً مفاوضات إسرائيلية لبنانية بشأن ترسيم المناطق الحدودية المتنازع عليها.
وقالت الصحيفة إن هيئة دولية بقيادة الولايات المتحدة ستُكلف بمراقبة وقف إطلاق النار، وأن إسرائيل تتوقع تلقي رسالة من واشنطن تؤكد حقها في التصرف عسكريا إذا انتهك حزب الله شروط وقف إطلاق النار في ظل عدم وجود أي إجراء من جانب الجيش اللبناني والقوات الدولية.
وقالت هيئة البث، بشأن خطة نتنياهو لتقديم الصفقة للجمهور، إن الهدف هو تقديم الهدنة ليس كتسوية ولكن كصفقة مفيدة لإسرائيل.
من جهته أبدى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير معارضته للاتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار، وذلك بعد موافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من حيث المبدأ.
ووصف بن غفير عبر منشور له على موقع “إكس” الاتفاق مع لبنان بـ “خطأ كبير” مشيرا إلى أنه يجب ان تستمر الحرب حتى النصر الكامل، حسب تعبيره.
يأتي ذلك في أعقاب لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي دان شابيرو لبحث الاتفاق مع لبنان.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس أبو صعب إن التصعيد الحالي من جانب إسرائيل هو بغية الضغط للحصول على تنازلات من لبنان، مع جدية المفاوضات حسب تعبيره.
وعبّر أبو صعب عن تفاؤل حذر، مشيرا في الوقت ذاته إلى إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار بسبب ما وصفه بصمود الميدان.
وأشار نائب رئيس مجلس النواب اللبناني أيضا إلى انتظار حذر بشأن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال أبو صعب في تصريحات له بعد انتهاء اجتماع هيئة مكتب المجلس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، إلى أن الاتفاق يُبنى على تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي وضع حدا لحرب تموز عام 2006، مع وجود آلية الإشراف على التنفيذ بمشاركة فرنسا.
وقال مسؤول لبناني ثان طلب عدم ذكر اسمه إن بيروت لم تتلق أي مطالب إسرائيلية جديدة من الوسطاء الأمريكيين، والذين وصفوا الأجواء بأنها إيجابية وأشاروا إلى “وجود تقدم”.
وأضاف المسؤول لرويترز أن وقف إطلاق النار يمكن التوصل إليه خلال الأسبوع الجاري.
في أواخر سبتمبر/أيلول، كثّفت إسرائيل هجماتها على حزب الله في لبنان، مستهدفة قيادات الجماعة بضربات جوية وعمليات عسكرية أسفرت عن مقتل عدد كبير منهم، أبرزهم زعيمها السابق حسن نصر الله.